«ثورة ملونة» أنهت أحلام «توريث» البيت الأبيض

مع اشتعال انتفاضة الاحتجاجات وتمددها داخل الولايات والمدن الأمريكية، احتجاجا على ممارسات «العنصرية البغيضة» ومقتل مواطن من اصول أفريقية «جورج فلويد».. لم تعد التساؤلات: هل تُسقط المظاهرات الأمريكية ترامب عن عرش البيت الأبيض؟! ولكن أصبح تساؤل دوائر سياسية في لندن: هل تنهي الثورة الملونة (السوداء) أحلام توريث البيت الأبيض لـ «إيفانكا» ؟!

 

لعنة «التوريث».. والثورات الملونة

يبدو أن الرئيس الأمريكي، يواجه مناخا قريبا من المناخ الذي خيم على دول العالم الثالث، بداية من السعي لتوريث السلطة، ونهاية بالـ «الثورات الملونة»، وكان ينبغي على الولايات المتحدة، التي أوجدت نماذج لـ «الثورات الملونة» في بلدان مختلفة ، أن تأخذ في الاعتبار أن اشتغال هذه النماذج على أراضيها مسألة وقت.. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد ساهمت في اشتعال «الثورة الوردية»  في جورجيا 2003، والثورة البرتقالية في أوكرانيا 2004،  وثورة الزنبق أو الثورة الزهرية  في قيزغيزيا 2005،  والثورة القرمزية في التبت 2008

 

 

أحلام  «إيفانكا« لوراثة البيت الأبيض 

وتشير تقارير استقصائية، صدرت عن معاهد ومراكز دراسات وأبحاث أمريكية، إلى أن الرئيس دونالد ترامب، كان يهيىء ابنته «الحسناء المفضلة لديه»، إيفانكا، لوراثة البيت الأبيض، من خلال تفويضها بمهام وزيارات «رسمية وشبه رسمية» للعديد من الدول من كندا إلى  أمريكا اللاتينية وأفريقيا، والشرق الأوسط، وتوليها منصب كبيرة مستشاري البيت الأبيض ( ومستشارة الرئيس الخاصة !!)، فضلا عن حضورها اجتماعات قيادية داخل البيت الأبيض وفي قاعات الكونجرس الأمريكي، ومع قيادات من البنتاجون، وفي سابقة لم تحدث من قبل في الولايات المتحدة.

  • «سأكون أول رئيسة لأمريكا وليست هيلاري كلينتون».. هذه الجملة التي تم التعامل معها باعتبارها مزحة قالتها إيفانكا ترامب، أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية 2016 ، ويبدو بالفعل أنها ليست مزحة أو«زلة لسان»، وأن إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي تسعى بالفعل لرئاسة الولايات المتحدة..وفي كتاب «النار والغضب: في البيت الأبيض لترامب» للكاتب الصحفي، مايكل وولف، كشف تفاصيل كثيرة تؤكد على جدية إيفانكا في الوصول يوما إلى رئاسة أمريكا.

 اتفاق الزوجين في الجناح الغربي  من قصر الرئاسة

ويقول «وولف» في الكتاب الذي أثار غضب الرئيس ترامب:  إن إيفانكا وزوجها، جاريد كوشنير، وافقا على بدء دورهما في الجناح الغربي من البيت الأبيض، تجاوزا للنصائح التي قدمها لهما أقرباؤهما، وهذا كان قرارا مشتركا للزوجين، وحتى نوعا من العمل المشترك، وأبرم الزوجان اتفاقا جديا مع بعضهما البعض مفاده أن إيفانكا ستترشح للرئاسة حال ظهور أي فرصة لذلك في المستقبل..وأضاف وولف: إن هذه المساعي أثارت دهشة كبيرة لدى ستيفين بانون، المستشار السابق لترامب، الذي أرعب بسماعه عن هذا الاتفاق.

  • وأشار الكتاب إلى الجملة التي كانت «إيفانكا» ترددها كثيرا أثناء السباق الرئاسي الأمريكي في 2016، إذ كانت تقول دائما  «إن أول رئيسة لأمريكا ستكون إيفانكا وليست هيلاري كلينتون».

 تظاهرات الغضب أنهت حلم توريث «إيفانكا»

ويؤكد الباحث الأمريكي، جيرالد همفري، أن الرئيس ترامب يحمل حلما «جميلا» ورسالة إلى السيدة هيلاري كلينتون، منافسته الديمقراطية القوية في الانتخابات الرئاسية الماضية، بأنه سوف يحقق حلم رئاسة أول سيدة أمريكية في التاريخ للولايات المتحدة، وأن تكون ابنته «إيفانكا»، من الحزب الجمهوري، والتي فتح أمامها ابواب العلاقات الخارجية

وبينما يرى المدير العام لمركز المعلومات السياسية في موسكو، أليكسي موخين، أن  أعمال الشغب التي انفجرت داخل مدن الولايات المتحدة الأمريكية، لها تاثير في الانتخابات الرئاسية وفي تهيئة الظروف لـ «توريث» إيفانكا ترامب.. ويقول «موخين»: في الواقع، الحديث يدور عن استئثار بالسلطة من قبل ترامب ومحاولة ابقائها في إطار عائلته، ومن الواضح أن إعداد «الوريث»، إيفانكا ترامب، يجري على قدم وساق.

  • وزير الدفاع الأمريكي السابقن جيمس ماتيس، شن  هجوما لاذعا على الرئيس دونالد ترامب بسبب موقفه من المظاهرات التي تشهدها البلاد بعد مقتل جورج فلويد.وفي تعليقات نادرة منذ خروجه من منصبه قبل عامين، اتهم ماتيس ترامب «بنشر الفرقة في البلاد وإساءة استخدام سلطاته، وفشل في قيادة البلاد بشكل حكيم.

ورقة في الحملة الانتخابية الأمريكية

وبحسب المحلل السياسي الألماني، ألكسندر راهر،  ستتحول الاحتجاجات قريبا إلى ورقة في الحملة الانتخابية الأمريكية، فبينما يدعو ترامب إلى إنزال عقاب شديد بالمتظاهرين، نرى المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن ينتهج سياسة مختلفة تماما في هذا الصدد، فيقول: للأمريكيين الحق في الوقوف علنا، ورفض الطريقة الأمريكية، ضد العنصرية.. وهنا، يبدأ خطاب أمريكي مثير للاهتمام

وترى صحيفة «تاغس أنتسايغر» السويسرية، أن الخريطة بالنقاط الحمراء حول المدن التي تفوق المائة المعنية بالاحتجاجات تكشف رد الفعل الحساس على المرض الأمريكي القديم، «العبودية والفصل العنصري أصابا الولايات المتحدة الأمريكية».. أمريكا لم تنجح أبدا في القضاء على فيروس العنصرية. ودونالد ترامب يتحمل أيضا المسؤولية في ذلك. فقد قام بتأجيج الأحكام المسبقة العنصرية عندما اتهم مثلا أوباما بأنه لم يلد على الأرض الأمريكية وبالتالي فهو ليس رئيسا شرعيا. لكن سيكون من غير العدل تحميل ترامب الثقل التاريخي بأكمله. وهو كرئيس أمريكي سيكون مسؤولا عن تخفيف الألم القديم الذي أفرز وفاة جورج فلويد.

ترامب لا يرى مؤشرات «طالع موات سياسي ونهاية له»

ولكن تهديد دونالد ترامب، المتمثل في إنزال الجيش، ليس له علاقة بالعقلانية، أو إدراك ديمقراطي، بل هو يتناسب مع حاكم مستبد. فهو لا يبحث عن حل للنزاع، بل يراهن على القوة. ومن يريد إشعال حرب أهلية، ما عليه إلا فعل ذلك تحديدا..وفي هذا الغضب المتأجج تتضافر سنوات من الإذلال الذي يعاني منه الأمريكيون من أصل أفريقي في الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا أرادت أمريكا تفادي هذا النوع من المشاهد في المستقبل، فعليها أن تتغير. يجب عليها أن تعاقب الساديين داخل الشرطة ومكافحة العنصرية وتبدأ في إلغاء التناقضات الاقتصادي.

من الواضح أن الانقسام والكراهية هي الوقود الذي يقود به ترامب حملته من أجل إعادة انتخابه.. والمزيج بين وباء كورونا وانهيار الاقتصاد والاضطرابات السياسية لا يبدو أمامه بالضرورة أنه « طالع موات سياسي ونهاية له»

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]