فرض فيروس كورونا القاتل أحكامه، فأغلقت كنائس ومساجد، وغابت بهجة الأعياد من فلسطين المحتلة حيث كنيسة المهد وكنيسة القيامة.. وحتى مقر الحبر الأعظم، بابا الفاتيكان ،وساحة القديس بطرس، الفارغة تماما من المصلين المسيحيين، في روما ، ليسود مناخ غير مسبوق منذ قرن من الزمان تقريبا.. مناخ «الفراغ الروحي»، فالأعياد ترتبط بإحياء مناسبات دينية واستعادة ما ارتبط بها من طقوس، وهو ما يجعلها فرصة لتجديد الصلة الروحية مع السماء.
- كنائس ومساجد مغلقة.. وكورونا يوقف الاحتفالات الدينية فى العالم.. وبابا الفاتيكان يحتفل عبر الإنترنت بعيد الفصح لأول مرة.. وللمرة الأولى ـ أيضا ـ ومنذ نحو 100 عام، لن تستقبل كنيسة القيامة في القدس العربية المحتلة، الحجاج المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح في الأراضي المقدسة، وأغلقت السلطات الأماكن الدينية أمام الزوار، ومن بينها كنيسة القيامة التي يعتقد المسيحيون أن يسوع المسيح ـ عليه السلام ـ دفن فيها، بعد أن صلبه الرومان في عام 30 أو 33 ميلادية، وهم يتوافدون عليها بعشرات الآلاف خلال العيد.
وأعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، سيصلي صلوات المناسبات الكنسية التي تعيد بها الكنيسة الفترة المقبلة بدءًا من جمعة ختام الصوم وحتى عيد القيامة المجيد (أسبوع الآلام)، بمقره بدير القديس الأنبا بيشوي بدون حضور شعبي، وأن القنوات الفضائية القبطية سوف تذيع هذه الصلوات، مباشرةً وكذلك الصفحة الرسمية للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على موقع فيس بوك.
- وهكذا .. ولأول مرة.. يشارك المسيحيون في احتفالات القداس هذا العام من وراء جدران منازلهم بسبب الحجر الصحي وحظر التجول في إطار الإجراءات الاحترازية المشددة بمختلف أنحاء العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما أوصد أبواب الكنائس وفتح نوافذ رقمية لمتابعة الطقوس والمراسم التي أحياها عدد قليل من رجال الدين عبر المنصات الاجتماعية.
ولأول مرة، بفعل فيروس كورونا.. وجد المسيحيون في مختلف أنحاء العالم أنفسهم يحتفلون بذكرى الجمعة العظيمة افتراضيا بعيدا عن كنائسهم وما تعودوا عليه من طقوس.. ودون قدّاس. قرعت أجراس الكنائس، علت أصواتها لكن ساحاتها كانت فارغة، بسبب إجراءات العزل لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
-
ووفقا المعتقدات المسيحية، الجمعة العظيمة هي الجمعة التي تسبق عيد الفصح ويعتقد أنها اليوم الذي صُلب فيه السيد المسيح ـ عليه السلام ـ وتحتفل الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي من الكاثوليك والبروتستانت بعيد الفصح أو عيد القيامة الأحد المقبل، بينما يحتفل المسيحيون الأرثوذكس وحسب التقويم الشرقي بالعيد في 19 من الشهر الجاري.. في ظل حالة من «اكتئاب الأعياد»،
.
وفي العالم أجمع، بات الكهنة ينفذون إجراءات التباعد الاجتماعي.. وفي بنما منح أسقف بركته في أحد الشعانين من طائرة مروحية..وفي إسبانيا أوقف السكان «زياحات درب الصليب»، وهو تقليد شعبي مترسخ في هذا البلد منذ القرن السادس عشر.. أما في فرنسا، فإنه رغم وجود آثار للدمار على كاتدرائية نوتردام بسبب حريق تعرضت له قبل نحو عام، ووجود فجوة في السقف، وكون باريس في حالة إغلاق بسبب كورونا، إلا أن الكاتدرائية احتفلت بالجمعة العظيمة. ونظمت الكاتدرائية احتفالا خاصا يوم الجمعة العظيمة في المناطق الداخلية المتفحمة في معلم شيّد خلال العصور الوسطى، وفي رسالة أمل مهمة للفرنسيين، في وقت نتأثر فيه بفيروس كورونا الذي ينشر الكرب والموت.
- يعيش المسيحيون على أرض الواقع «أسبوع الآلام»، مع غياب بهجة وطقوس الأعياد على مدى أيام مباركة، ففي مثل هذه الأيام، كانت شوارع العالم الذي أنهكه الوباء القاتل تكتظ بعشرات الآلاف في كل دولة، من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، من المحتفلين الذين يشاركون في مواكب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير وقيامة يسوع حسب المعتقد المسيحي، رافعين تماثيل الرموز الدينية، ويختلف الواحد عن الآخر في تعبيرات الوجه التي تتراوح ما بين اللوعة والألم إلى الإستسلام والرجاء.