جائزة لبنانية عريقة في الكاريكاتير تكرم مواهب عربية شابة
أقيم حفل توزيع «جائزة محمود كحيل» مساء أمس، الخميس، في العاصمة اللبنانية بيروت للسنة الثانية على التوالي، بهدف إبراز مواهب وإنجازات رسامي الشرائط المصورة والكاريكاتير السياسي والقصص المصورة في العالم العربي. و
تكريما لهذا الفنان اللبناني تنظم هذه الجائزة العريقة مبادرة معتز ورادا الصواف، للشرائط المصورة العربية، وهي هيئة أكاديمية مقرها الجامعة الأمريكية في بيروت، وتهدف إلى تعزيز البحوث عن الشرائط المصورة العربية ودعمها وتشجيع إنتاجها ودرسها وتعليمها.
وكانت الكلمة الأولى خلال الحفل لرئيس الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور فضلو خوري، عبر فيها عن شعوره بالفخر لكون الراحل محمود كحيل من الخريجين المتفوقين في الجامعة.
وفي كلمته روى الكاتب الصحفي جهاد الخازن، الكثير من النوادر عن محمود كحيل الذي جمعتهما صداقة استمرت أكثر من 40 عاما، قائلا، «إنه كان يتمتم باستمرار ناسجا الأفكار في عقله من دون توقف، وقد حصد شهرته الكبيرة عندما راح يرسم الكاريكاتير متوجها إلى الغرب»، فيما أكدت رادا الصواف، أن هدفها وزوجها سيبقى دائما «دعم المواهب الشابة»، وعرض فيلم وثائقي قصير عن محمود كحيل، أنجزته دانا نجلة الراحل.
وكانت الجائزة الأولى عن فئة الكاريكاتير السياسي فاز بها الأردني محمد رسمي، وفي فئة الرواية المصورة فاز المصري أحمد نادي، وفي فئة الشريط المصور كانت الجائزة الأولى من نصيب الأردني محمد الماطي.
كما حازت مجلة «توك توك» المصرية، على جائزة «راعي الشريط المصور العربي» بحضور الرسام المصري محمد شناوي، كما فاز بالجائزة الأولى عن فئة «رسوم الأطفال» الشابة اللبنانية عزة حسين، أما فئة الرسم التصويري والتعبيري فحاز اللبناني بهيج جارودي على الجائزة الأولى، كما حازت الرسامة السورية لجينة الأصيل على جائزة «قاعة المشاهير لإنجازات العمر».
تم إنشاء برنامج الجائزة سنة 2014، إهداء لروح محمود كحيل أحد أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت، رغبة من الزوجين معتز ورادا الصواف في التعبير عن عشقهما لعالم الشرائط المصوة، وكل الأقسام الفنية الأخرى المنبثقة عنها من جهة، ولتعزيز دور المواهب الجديدة التي تحتاج أكثر من غيرها إلى منصة تنطلق منها نحو العالم.
وكان محمود كحيل، المولود في 1936 في لبنان وتوفي في لندن عام 2003، يحارب القمع والفساد بسلاح الكاريكاتير، فالرسم بالنسبة له وسيلة ليجهر بالحقائق وليكشف عن الممارسات الإجرامية، وليطرح المسائل الحيوية والضرورية للشعوب العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. وكانت رسومه هادفة ومعدة بذكاء. كان الرسم الكاريكاتيري يعالج الموضوع مهما اختلفت طبيعته مؤلما كان أو ساخرا بذكاء وخيال مما يحث حتى اليوم على التفكر ودراسة اعماله.
وشارك في المسابقة هذا العام نحو 200 شاب بأكثر من 900 عملا، حيث اختارت لجنة التحكيم خمسة أعمال لشباب من مختلف أنحاء العالم العربي.
وتألفت لجنة التحكيم من السويسري من أصل لبناني باتريك شابات، وهو رسام كاريكاتير منذ عام 1995. يعمل منذ عام 2001 رسام الكاريكاتير الرئيسي في صحيفة ذي إنترناشيونال نيويورك تايمز. واللبناني حبيب حداد، وهو من رواد الكاريكاتير والرسم التصويري في العالم العربي.
إلى جانب رسام الكاريكاتير السياسي الأردني عماد حجاج، الذي اشتهر بشخصية «أبومحجوب»، والكاتب والصحفي اللبناني ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط جهاد الخازن، ورسام الشرائط المصورة اللبناني جورج خوري، ورسام الشرائط المصورة المصري مجدي الشافعي بعد نشره كتابه «مترو»، وميشال ستاند جوفسكي رسامة الشرائط المصورة والرسوم التصويرية في لبنان.
