نشرت صحيفة “جارديان” البريطانية الشهيرة تقريرا مطولا عن البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي، معتبرة أنه بدأ في الاتحدار بعد الوصول إلى ذروة النجاح في 10 سنوات مضت.
وبدأ بارني روناي، كاتب التحليل بالصحيفة الإنجليزية تقريره بالقول: “لو أنك قبلت أنت تصبح مدرباً فعليك أن تقوم بكل ما يتطلبه دور المدرب، والآن مورينيو أصبح في وضعية صعبة”.
فمن قمة النجاح والخبرة في حصد الألقاب وكذلك الأسلوب الدفاعي المنظم إلى انتظار مصيره مع تشيلسي وشبح الإقالة الذي يطارده.
ويتأهب مورينيو لمباراة قد تحسم مصيره أيضا أمام دينامو كييف الأوكراني بدوري أبطال أوروبا، حيث أنه لا بديل عن الفوز فيها بعدما كان قد خسر في عقر داره أمام ليفربول الإنجليزي.
واستعرض التقرير، تصريحًا قديمًا لمورينيو في 2004 عندما توج بدوري أبطال أوروبا فيما يشبه المعجزة مع بورتو البرتغالي، حيث قال، “يومًا ما ستسوء النتائج وأنا مستعد للتعامل مع الموقف بنفس الكرامة والشجاعة التي أتعامل بها مع كوني بطلاً لأوروبا، ليقول مورينيو بعد 11 عاما من تلك اللحظة إنه قاوم على نحو جيد تقلبات كرة القدم وتقلبات وظيفته كمدرب”.
ويصل معدل النجاح النسبي للإنسان 10 سنوات، وإذا كان مورينيو قد وصل إلى الذروة فإن ذلك ربما يفسر التراجع الذي يصادفه المدرب.
وربما يعكس مشهد خروج مورينيو إلى النفق المؤدي إلى غرف اللاعبين بملعب ستفامفورد بريدج خلال قمة ليفربول الأسبوع الماضي، المشهد المرتقب بخروج مورينيو من النادي ككل، فقد كان ينتظر الخروج متقدما بهدف في الشوط الأول قبل أن يحرمه فيليب كوتينهو لاعب ليفربول من تقدمه بهدف التعادل لليفر في الثوان الأخير، ثم تنقلب الأمور ضده في الشوط الثاني.
وعلى الرغم من أن مورينيو قد نجح في الفوز بلقب البريميرليج الموسم الماضي، إلا أن الفريق بواقع الأمر فاز في 17 مباراة فقط من أصل في كل المسابقات التي خاضها.
وتابع التقرير، “يمتلك المدرب البرتغالي قائمة طويلة من المبررات لما يتعرض له في الفترة الأخيرة، بدءًا من الحكام وصولا إلى التسلسل الهرمي من الأسباب التي يسوقها بعد كل إخفاق، لكن السبب الأوضح هو ربما أنه في النهاية بشر ويخضع لقوانين الطبيعة مثل الجاذبية، فأعظم المدربين لا يتجاوزون 10 سنوات من النجاح”.
وبالمقارنة بمدربين آخرين أمثال لويس فان جال المدرب الهولندي لمانشستر يونايتد حصل على 8 ألقاب كبرى في الفترة مابين 1992 إلى 1999، أما الإيطالي فابيو كابيلو فقد فاز بسبعة ألقاب في الفترة من 1992 إلى 2001، وهناك أمثلة أخرى لمدربين أمثال بيل شانكلي وأريجو ساكي حيث فاز الأخير بألقاب كبيرة ف يالفترة من 1988 إلى 1990 مع ميلان.
كذلك فاز مارشيلو ليبي الإيطالي بـ 7 ألقاب في الفترة ما بين 1995 إلى 2003.
لكن هناك استثناءات مثل العجوز الإيطالي جيوفاني تراباتوني الذي فاز مع يوفنتوس بالدوري ومنذ ذلك الحين حصد عدد من ألقاب في الدوري النمساوي مع سالزبورج في 30 عاما لاحقة.
كذلك يبقى السير الاسكتلندي أليكس فيرجسون بين الاستثناءات بما قدمه مع مانشستر يونايتد في 25 عاما.
وفي مسيرة مورينيو بالفترة من 2003 إلى 2010 حقق 10 ألقاب دوري مع أكثر من ناد لكنه في الفترة من 2012 إلى 2015 حقق الدوري مرتين فقط.
وقد تكون تلك نهاية حقبة بالنسبة لمورينيو الملقب بـ “سبيشيال” وهو أمر طبيعي في عالم كرة القدم والطبيعة البشرية التي تضع حدودا زمنية للنجاح.
