جارديان: في عهد ترامب.. المساعدات الأمريكية للعالم في خطر
يواجه برنامج المساعدات الأجنبية الأمريكي، البالغ قيمته 42 مليار دولار، عرقلة “غير مسبوقة”، بعد مضي عام واحد على دخول الرئيس دونالد ترامب البيت البيض.
هذا ما حذر منه مسؤولون بارزون سابقون، وصفوا الاستراتيجية التي تنتهجها إدارة ترامب بأنها تؤتي “بنتائج عكسية” وتعرض الأرواح للخطر.
ونقلت صحيفة “جارديان” البريطانية تصريحات سكوت هوريس، المسؤول البارز السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، الذي يعمل الآن في مركز التنمية العالمي ومقره العاصمة الأمريكية واشنطن، لمواطنتها “أوبزرفر”، التي قال فيها: “أحد الأشياء السلبية التي يمكن ملاحظتها الآن هو أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لتفعيل سياسة (المساعدات للأصدقاء) في العالم”.
وأضاف هوريس: “لا أعتقد أن ثمة أي سبب يدفعنا لاستبعاد خطورة هذا التهديد، في ظل غياب أي تصريحات متوازنة من قبل تلك الإدارة”.
وفي خطابه بشأن “حالة الاتحاد”، الذي ألقاه في الـ30 من يناير المنصرم، أكد ترامب مجددا على خطط لربط المساعدات الأجنبية بدعم السياسة الخارجية لواشنطن، وتجئ مخاوف المسؤولين وسط قلق متزايد من أن مكتب الإدارة والموازنة في البيت الأبيض سيجدد الضغوط، التي عرقلها الكونجرس في العام الماضي، من أجل إجراء تخفيضات “دراماتيكية” في الموازنة الخاصة بالمساعدات الأجنبية.
وأشار موريس إلى أن مخاوفه تعززها الحقيقة القائلة، إن إدارة ترامب قد هددت بالفعل بقطع المساعدات الأمريكية الممنوحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وحجب المساعدات الأمنية لباكستان، مع وجود مخاوف من خفض مساعدات أخرى يتم الإعداد لها الآن.
وتابع موريس: “الأجندة السياسية لتلك الإدارة مستمرة في عدائها لاستخدامها للمساعدات، والمنطق الذي يحدد إطارها منذ عقود”.
وتجددت تلك المخاوف مرة أخرى بعد تهديدات ترامب بقطع المساعدات الأمريكية عن “عشرات الدول” التي صوتت ضد قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وهو ما كرره في خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه الشهر الماضي.
ومع ذلك يرى موريس “بارقة أمل” في بعض المجالات، على سبيل المثال معارضة الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس للدعوات التي تعالت العام الماضي بخفض الموازنة العسكرية.
لكن موريس أعرب عن بالغ قلقه إزاء المسار الذي تمضي فيه المساعدات الأجنبية الأمريكية في ظل إدارة دونالد ترامب. وقال موريس إنه وبرغم أن المطالبات الأولية بخفض نسبته 30% في الموازنات المخصصة للمساعدات الأجنبية ربما تم تجنبها في العام الماضي، فإن التخفيضات الضخمة ربما لا تزال مطروحة، وسط غياب مستمر للشفافية حول ما تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقه.
وأتم: “أعتقد أن ما يقودنا هو رئيس يتبنى سياسات سلبية فيما يتعلق بالمساعدات الأجنبية”.
مخاوف موريس شاركه فيها أيضا جيمس دوبينز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق في كل من الإدارتين الجمهورية والديمقراطية، والذي يعمل الآن محللا في مؤسسة “راند كوربوريشن” البحثية، حينما قال إن سياسة “المساعدات للأصدقاء” التي يتبناها ترامب “تعكس رؤية للعالم قائمة على المعاملات”.
وأضاف دوبينز: “الواقع هو أن الولايات المتحدة تقدم المساعدات الأجنبية، لأن كل الإدارات المتعاقبة تدرك أنها تصب في مصلحتنا”.
وتعد المساعدات الأجنبية الأمريكية واحدة من الأدوات الفعالة لتحقيق أهداف السياسية الخارجية لواشنطن، ومنذ خرجت الولايات المتحدة إلى الوجود كقوة عالمية كبرى بعد الحرب العالمية الثانية، تعاظم دور المساعدات وأضحى بالغ الحيوية كأداة لتحقيق هدف أساسي يتم تعريفه على المستوى الرسمي بأنه تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية.
