تصاعدت موجات التحذير داخل الدوائر السياسية الغربية من مؤشرات تصدع وتفكك الاتحاد الأوروبي، تحت ضغط ثلاثة عوامل، وصفتها بالخطيرة، وهي “أحكام الخوف”، التي فرضت أجواء من التوتر الأمني، أقامت حواجز وجدران بين الدول الأوروبية، وثانيا خطابات الكراهية ضد المهاجرين، والتي حفزت من مظاهر الشعبوية والقومية، وثالثا غياب استراتيجية موحدة “أمنيا” تخدم مصالح الشعوب التي يحكمها الخوف.
موجات التحذير، حسب تقرير مركز الدراسات المستقبلية للاتحاد الأوروبي، الصادر اليوم، الأربعاء، في العاصمة البلجيكية “بروكسل”، تراهن على الوقت الذي لن يسمح لدول الاتحاد الأوروبي، بتأجيل المواجهة لإنقاذ الاتحاد من التفكك، حتى صيف العام المقبل، في شهر يونيو/ حزيران 2016، لكي تحدث أوروبا سياستها، التي تعود إلى 12 عاما، وهي السياسة الجديدة التي سيناقشها القادة الأوروبيون، وتركز على القضايا الدفاعية، وأمن الإنترنت والطاقة والتغير المناخي.
ويعتقد الخبير بمركز الدراسات المستقبلية، هاربرت لييومن، أن تفكك الاتحاد الأوروبي، أصبح هاجسا سياسيا وأمنيا يثير القلق داخل أوروبا المتجهة إلى إعلاء القومية على حساب الوحدة الأوروبية، وبدوافع الخوف على المستقبل الوطني لكل دولة من أفواج المهاجرين، ومن الاختراقات الأمنية لحدودها، ما تسبب في إقامة حواجز وجدران الخوف على الحدود المشتركة المفتوحة، وكانت تمثل أبرز ملامح الاتحاد بين الدول الأوروبية.
توضيحات “هابرت” لوكالة الأنباء الألمانية، حول مؤشرات تصدع بنيان الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى تحذير رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، بأن الاتحاد الأوروبي في خطر ولا يستطيع أحد أن يقول ما إذا كان سيظل قائما بعد عشر سنوات من الآن، وأنه توجد حاليا في الاتحاد الأوروبي قوى تعمل على “تفريق” الدول، وتداعياته ستكون كبيرة جدا، لأن البديل سيكون “أوروبا قومية وأوروبا مليئة بالحدود والجدران”، وهي الحالة التي قادت القارة إلى “كارثة” مرارا في السابق. .
مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، استجابت لتحذيرات الدوائر السياسية والمراكز البحثية، وبدأت أمس، الثلاثاء، جلسة لتبادل الأفكار تستمر يومين حول مستقبل المخاطر، التي تهدد مستقبل الاتحاد الأوروبي، والاستراتيجية العالمية المنتظرة للاتحاد بشأن السياسة الأمنية والخارجية.
وكان متوقعا أن تفتتح مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريدريكا موجيريني، الجلسة الحوارية بالتحذير من الخوف، الذي يحكم الاتحاد الأوروبي ومن ردود الفعل الانفعالية الحاكمة طوال الوقت، وتهدد بتفكك الاتحاد الأوروبي.
التقرير الصادر اليوم، الأربعاء، عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، كرر التحذير من مخاوف تفكك الاتحاد، وأن لجوء العديد من الحكومات إلى التفكير على أساس قومي هو أمر قاتل، حيث لا يمكن لبلد لوحده مواجهة تحديات مثل الهجرة والتغير المناخي والإرهاب والتجارة والجريمة الدولية، ولا يمكن القيام بذلك إلا معا من خلال الاتحاد الأوروبي، وبموقف موحد بشكل أكبر من أي وقت مضي، لمواجهة مؤشرات تهدد بتصدع الاتحاد الأوروبي.