يصادف اليوم الأربعاء، 18 إبريل/ نيسان، الذكرى السنوية الـ 22 لمجزرة قانا، عندما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي على مبنى تابع للأمم المتحدة كان يؤوي مدنيين لبنانيين هربوا من القصف الإسرائيلي الشديد على قرية قانا بجنوب لبنان في عام 1996، خلال العملية العدوانية العسكرية إلإسرائيلية على لبنان «عناقيد الغضب».. وأسفرت العملية التي أمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتئذ، شمعون بيريس، عن استشهاد وإصابة العشرات.
مسلسل «جرائم دولة الاحتلال»، لم يتوقف على ممارسات المذابح والجرائم داخل فلسطين المحتلة، والتي تصاعدت بعد نكبة 1948 وتأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية.. ولكن شواهد المذابح لا تزال قائمة في بلدة «قانا» اللبنانية الصغيرة، 18 ابريل/ نيسان، مع نيران وعمليات «عناقيد الغضب» التي بدأت في 11 إبريل/ نيسان 1996 واستمرت لمدة 16 يوما ،استنفذ خلالها العدو الصهيوني كافة أشكال الهمجية مستخدما كافة قواه العسكرية الجوية والبرية والبحرية. مما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا (سقوط 175 شهيدا و300 جريح، ونزوح عشرات الآلاف) ، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي خلفها في المنشآت السكنية والمدنية بكافة أشكالها.
وبعد هروب النازحين من نيران «عتاقيد الغضب»، نفذت دولة الاحتلال المذبحة التي وصفها المراقبون بـ « المبحة السوداء غير المسبوقة»، حين لجأ أهالي البلدة إلى مركز الأمم المتحدة، مركز «فيجي» لقوات الطوارئ الدولية «اليونيفل»، هربا من القصف الاسرائيلي، واستهدف الحقد الصهيوني مقر الأمم المتحدة أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي، وكانت مشاهد المجزرة النازية، صدمة للضمير الإنساني العالمي، حيث تفحمت أجساد الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يُتمكن بعدها من تحديد هويات 18 شهيدا كُتب على قبورهم «شهيد مجهول الهوية» و«شهيدة مجهولة الهوية» و«طفل شهيد مجهول الهوية».
وتبقى الجريمة النازية «الأشد ضراوة» التي وقعت خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، هي المجزرة التي ارتكبت بحق أطفال بلدة «قانا» قبل 22 عاما.. ففي عصر يوم 18 أبريل/ نيسان قامت الطائرات الحربية الاسرائيلية بقصف مركز قوات الأمم المتحدة الواقع في البلدة موديا بحياة العشرات من النساء والأطفال والآمنين الذين لجؤوا إلى أهم سلطة دولية يمكن لها تأمين الحماية لهم، وكانت نتيجة المجزرة سقوط 111 شهيدا فضلاً عن عشرات الجرحى، من بین أكثر من 900 نازح كانوا في مركز «الأمم المتحدة»، لجأوا إلیھ ظناً منھم أن العلم الأزرق یحمي!!
كما لو أن دولة الاحتلال ، تحاول دائماً أن تذكّرنا بما لا يغيب عن الذاكرة العربية، بارتكاب عملیات إجرامیة لم یشھد التاریخ مثیلاً لھا إلا في حالات نادرة..لتبقى عناقيد الغضب ومذبحة قانا، دلیل دامغ على الإجرام الإسرائیلي، بما ھو محفور في الذاكرة العربية من عدوان غاشم ومأساوي على الشعب الفلسطيني داخل وطنه المحتل.
