تقرير- سجى أحمد
تحت لافتة بيضاء كُتب عليها بالخط الأحمر العريض “لا لحصار مرضى غزة” وأمام معبر بيت حانون للأفراد “ايريز” شمال قطاع غزة، حملت أسرّة المستشفيات جرحى مسيرة العودة، ومرضى السرطان، والفشل الكلوي مع أوجاعهم وآهاتهم التي ازدادت بسبب رفض السلطات الإسرائيلية سفرهم للعلاج.
مئاتٌ من المرضى والجرحى الفلسطينيين طالبوا المؤسسات الدولية والحقوقية بالتحرك العاجل لمنحهم حق العلاج في الخارج، من خلال الضغط على السلطات الإسرائيلية لقبول تحويلاتهم الطبية.
حسين المبحوح، شاب عشريني أصيب في إبريل الماضي خلال مشاركته في مسيرات العودة الكبرى، واحد من مئات المرفوضين من قبل السلطات الإسرائيلية للعلاج بالخارج، يشارك في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها المؤسسات الصحية بغزة، وهو ممدد على سريره، وتخرج من قدمه اليمنى مسامير معدنية “البلاتين” لتساعده على بناء العظم المهشم جراء إصابته برصاص الجنود الإسرائيليين.
ويقول المبحوح لموقع الغد، “أنا أعاني وأتألم طوال الليل والنهار من الالتهابات الشديدة في قدمي اليمنى بسبب إصابتي، وأطالب المؤسسات الدولية وكل الجهات المعنية بفتح المعابر لتسهيل خروجي للعلاج”.
ويضيف: “منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأنا أرقد على سرير المستشفى أنتظر أي تحويلة لعلاجي بالخارج، وعندما صدرت تحويلة للسفر إلى مشافي الأردن، قامت الجهات الإسرائيلية برفضها كما تفعل مع معظم المرضى والجرحى”.
ويعاني المبحوح من التهاباتٍ شديدة في قدمه بسبب تفتت بالعظم جراء إصابته برصاص الاحتلال، في ظل تخوف الأطباء المشرفين على حالته وصوله مرحلة البتر، كالعشرات من المصابين الفلسطينيين.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، يؤكد أنه يوجد أكثر من 200 تحويلة في دائرة العلاج بالخارج ترفع لمرضى قطاع غزة، باتجاه معبر بيت حانون، حتى يتسنى لهم العلاج في مستشفيات الداخل الفلسطيني والضفة الغربية والقدس المحتلة أو مشافي الأردن، وهناك 56% من التحويلات العلاجية، تقوم الجهات الإسرائيلية برفضها بكل عنصرية، ودون أي مبررات”.
ويضيف القدرة، هناك آلاف من الجرحى الذين يحتاجون لعمليات جراحية معقدة للأوعية الدموية، ومرضى الأورام والتلاسيميا ومرضى الدم والذين يحتاجون لعمليات في القلب، ما زالوا ينتظرون أن يسمح لهم بمغادرة قطاع غزة.
ويحمل القدرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة الناتجة عن التداعيات الخطيرة للظروف الإنسانية والصحية الصعبة في قطاع غزة.
يذكر أنّ وزارة الصحة تعاني من تدهور كبيرٍ امكانياتها في قطاع غزة، حيث بلغت نسبة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في القطاع نحو 50%.
من ناحيته، يقول جميل سرحان مدير برنامج الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في غزة: يجب إلغاء حالة الحصار المفروض على قطاع غزة، فهذه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ومن الطبيعي أن يتمكن المريض من التنقل والسفر للعلاج في كل دول العالم فهو حق مكفول ومشروع له.
ويحذر سرحان من أن التأخير في نقل وسفر هؤلاء المرضى، سيؤدي لأوضاع خطيرة جداً من بتر أطراف وتعرض وتهديد للحياة بشكل مباشر، الأمر الذي يمس حق الإنسان في الحياة والعلاج.
