«جروب سري».. للمرة الأولى على خشبة المسرح شخصية مسيحية تقود التنوير

رياض أبو عواد يكتب عن عرض مسرحي يسعى نحو الاختلاف

للمرة الأولى خلال متابعتي المسرح المصري على مدار يقترب من الـ25 عاما تقدم مسرحية شخصية مسيحية تقوم بالبطولة من جهة، وتكون أساسا للتنوير والمواجهة بعيدا عن صخب شعار الهلال والصليب الموجود فقط نظريا أكثر منه واقعا.

ويأتي عرض مسرحية بطلها مسيحي على مسرح من مسارح الثقافة الجماهيرية كخطوة متقدمة في مسرح الدولة خصوصا وان هناك فئات من المجتمع المصري خصوصا السلفيين وجماهيريا بسمة عامة ترفض التعامل مع المسيحيين على أساس المساواة في المواطنة والحياة خصوصا وان بعض شيوخ السلفية تحرم على اتباعها تهنئة المسيحيين في أعيادهم.

إلى جانب نظرة الشك من قبل الكثير من المسلمين تجاه المسيحيين، خصوصا المتدينين الذين يسمعون خطب الجمعة التي تتضمن الكثير من المواقف ضد المسيحيين تصل حتى التكفير.

هذا العمل المتفرد الذي قدمته فرقة السامر التابعة لقصور الثقافة على خشبة مسرح  أوبرا ملك بعنوان  “جروب سري” لإسلام إمام ومن تأليف طارق رمضان الذي استطاع تجاوز كل هذه الإشكاليات وجعل من المسيحي بطلا للتنوير.

وتدور أحداث المسرحية بين عالم الواقع الافتراضي والعالم الواقعي والعلاقات الافتراضية تنتقل بسبب خطر داهم إلى علاقة واقعية لمواجهة هذا الخطر.

تجري الأحداث من خلال علاقة بين شخصيات المسرحية من خلال الواقع الافتراضي عبر  الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يرتبط فيها المجموع الممثلين بعلاقات ثنائية أو أكثر وكلهم يتعاملون بأسماء سرية دون أسمائهم الحقيقية.

كل منهم يقدم نفسه بطريقة تعبر عن الروح المفقودة لديه فيكشفها امام الآخرين متلطيا وراء اسمه السري.

فالشخصية التنويرية (محمد صبري) الذي يستخدم اسم مانديلا يفضح الفساد في الشركة التي يعمل بها دون ان يكون لديه القدرة لمواجهة المسؤولين عن الشركة مباشرة فيجد الحل أمامه في أن يقوم بفضحهم متخفيا باسمه السري ويصدر البيانات التي تفضح هذا الفساد.

والشخصية الدينية (محمد نبوي) التي تسعى لتنوير الدين ومحاربة تيارات الإرهاب المستندة إلى إطار ديني.

والاستاذ الكهل (ايهاب عز العرب) الذي يعلم الأخلاق لتلاميذه وجيرانه يصبح على مواقع التواصل الاجتماعية متحرشا مستعد لدفع المال من أجل تحقيق رغباته في يرتبط بالفتاة المتحرشة على هذه المواقع.

والفتاة (مصرية بكر) التي ضاقت الدنيا بوجهها بسبب تحرش الذي تتعرض له في كل مكان عملت فيه من قبل أصحاب العمل تحولت الى متحرشة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي تستطيع أن تجر الرجال ليدفعوا لها المال مقابل إلهاب مشاعرهم عبر الهاتف او الموقع.

وامراة فلاحة محافظة (وفاء زكريا) التي تزوجت في سن مبكرة من رجل يحتجزها في البيت وتبحث عن الحب على مواقع التواصل الاجتماعي ترتبط بعلاقة حب هاتفيه بعد التواصل على الموقع مع الشاب المسيحي التنويري.

وفجأة يظهر صوتا يهددهم بالفضيحة (صوت وحيد البدري) وان ينشر كل ما يتعلق بهم على الملأ إذا لم يستجيبوا لأوامره والمهام التي سيكلفهم بها.

وهنا ينقلهم الرعب من الفضيحة التي يهددهم بها شخص من مجهول من خلال هذا العالم الافتراضي وانتقال الفضيحة الى العالم الواقعي يدفعهم للتضامن سوية والاتفاق على اللقاء في العالم الواقع لوضع استراتيجية لمواجهة هذا الخطر الداهم  خصوصا وأن صاحب الصوت اتصل بهم اتصال جماعيا كشف فيها أوراقهم امام بعضهم البعض وفضحهم امام انفسهم.

تبين خلال المكالمة الجماعية التي أجراها الصوت المجهول ان الشاب التنويري مانديلا هو ميشيل برسوم مهندس اتصالات وان حبيبته الفلاحة هي أم لطلاب جامعيين رغم صغر سنها وانها منقبة وتصاب بالرعب عندما تعرف ان حبيبها مسيحي.

والرجل المتدين يتبين أنه كان ضمن مجموعة دينية يهرب منها عندما تبدأ بالتخطيط لممارسة الارهاب فيهددوه بالقتل فيهرب من الصعيد إلى القاهرة.

أما الاستاذ الكهل فإنه يكتشف أن فتاته المتحرشة ليست سوى فلاحة محافظة تعتاش من النصب على أمثاله بإلهاب غرائزهم.

وفي لقاءهم في إحدى محطات المترو يقرروا رفض الابتزاز إلا أن المنقبة تخاف من الفضيحة. فيخضعوا للابتزاز للمرة الأولى ويستجيبوا لطلبه إلا أنهم فيما بعد يرفضوا ذلك بتحريض مباشر من قبل ميشيل برسوم الذي يكتشف أن صاحب الصوت الذي يهددهم هو فايروس يتحكم فيه شخص غير معروف ويبقى هذا الشخص غير معروفا لهم وللجمهور إلا أنه يهدد البلاد بالخراب.

وهذه هي نقطة ضعف في النص المسرحي التي كان يجب التركيز عليها وفضح العدو بغض النظر ان كان محليا او دوليا انما ترك العدو ضمن إطار هلامي فإنه لا يقدم دفقة وعي للمتلقي رغم أن العرض طوال الوقت يقوم بتشريح الواقع الاجتماعي فإن هذا وحده لا يكفي ولا يكفي ان تضع عدو هلاميا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]