جريمة حصار «الأونروا»..إعلان حرب على «حق العودة»

يؤكد خبراء وسياسيون في واشنطن، أن قرار تجميد المساهمة الأمريكية  في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، يسعى في هدف أول إلى رفع قضية اللجوء الفلسطيني عن طاولة القضايا العالقة، والتمهيد لتصفية حق العودة، خدمة للخطوات الأولى من «صفقة القرن» التي يتردد أن البيت الأبيض بدأ في نقلها إلى حيز التنفيذ.. والهدف الثاني هو معاقبة الشعب الفلسطيني مباشرة، وخاصة في مخيمات اللجوء داخل فلسطين وخارجها، والضغط على ملايين اللاجئين عن طريق التلويح بنزع الصفة عن أبناء وأحفاد الرعيل الأول.

 

 

 

  • وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، عن السبب الحقيقي وراء محاربة الرئيس ترامب للأونروا بالقول، إن قطع التمويل الأمريكي بالكامل عن المنظمة الأممية، يكشف البنود الحقيقية لـ«صفقة القرن» التي يرعاها ترامب وفريقه. موضحة في عددها الأخير أن هدف الإدارة الأمريكية هو وقف عمل الوكالة بنسبة 90 في المئة، وجاء قرار قطع التمويل هذا بعد أيام قليلة من تصريحات ترامب بأن «الدور على الفلسطينيين حتى يحصلوا على شيء جيد للغاية» بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وأكدت « فورين بوليسي»، أن الغرض من قطع التمويل عن الوكالة هو عدم تمكين الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين من ممارسة حق العودة لوطنهم.. واستذكرت المجلة الأمريكية، تصريحات «نيكي هايلي» سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، بأن هؤلاء اللاجئين ليس لهم حق في العودة، متجاهلة طردهم المنهجي من ديارهم في نكبة 48 مثلما تجاهلت قرارات أممية بهذا الاتجاه.

 

 

 

  • وتعتبر المجلة أن حق عودة اللاجئين لأراضيهم يعد أهم أهداف الوكالة التابعة للأمم المتحدة بموجب القانون الدولي، ولكن لن يتم تنفيذ هذا القرار وتتم محاربة الوكالة، لسبب بسيط، فالعودة الشرعية لهؤلاء لوطنهم تعني نهاية وجود إسرائيل كدولة يهودية، وهو ما تسعى الإدارة الأمريكية لعدم تنفيذه، ونتيجة لهذه الجهود تضخم عدد اللاجئين من 700 ألف إلى 5 ملايين لاجئ. وخلصت المجلة للقول «هذا التهديد الديموغرافي، كان السبب الرئيسي في موافقة الحكومة الإسرائيلية والكنيست على إقرار قانون القومية قبل شهر».

 

 

 

ومن جانبه قال هيو لولات الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية:  إن القرار الأمريكي وسيلة تسعى من خلالها واشنطن «بصورة منفردة إلى رفع مسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات».. وأضاف: إن  «الإجراءات الأمريكية خطيرة ولن تنجح»، مشيراً إلى أن لبنان والأردن لن يكون بإمكانهما تقديم مساعدات مالية للاجئين.

 

 

حرب ترامب ضد الأونروا

  • ويحاول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وفقا لما قاله العديد من المحللين الأمريكيين، انكار وضع اللاجئ لحوالي 90 في المئة من الفلسطينيين، ومن الواضح، أن جاريد كوشنر، صهر ومستشار ترامب، كان لديه دور كبير في دفع ترامب لاتخاذ هذا القرار، وساهم مبعوث السلام  لترامب، جايسون غرينبلات، بدور كبير أيضا للقضاء على الأونروا، حيث أوضحت الوثائق الحكومية الأمريكية، أن كبيرة المساعدين في مكتبه، قد بعثت برسالة عاجلة إلى موظفي الأمن القومي في البيت الأبيض تخبرهم ان الإدارة الأمريكية تدرس طريقة للقضاء على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، وكان للمحامي الشخصي لترامب، جاي سيكولو، الدور في اختراع الحجج التي تدعم إجراءات ترامب ضد اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا  أن الوقت حان لإعادة تعريف اتفاقية اللاجئين.

 

 

  • الهدف الحقيقي لإجراءات الإدارة الأمريكية، وفقا لما قالته «مارلين غارسون»، مؤسسة جمعية «بوابة غزة» هو القضاء على قضية اللاجئين بالكامل.. ويؤكد  محللون أمريكيون، أن قرار «ترامب» هو قرار سياسي يهدف إلى تقويض الحقوق الفلسطينية، وهي خطوة  لا يمكن وصفها بأقل من إعلان حرب على الفلسطينيين.

 

 

ورقة ضغط سياسية متعددة الاتجاهات

إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن قرار حجب مساهمتها المالية البالغة 360 مليون دولار في موازنة وكالة «غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا)، هو ورقة ضغط سياسية متعددة الاتجاهات:

 

  • الهدف الأول موجّه لفلسطينيي الداخل، ولا سيما قطاع غزة، حيث يُشكّل اللاجئون ما يقارب الـ75 في المئة من سكانه، ونسبة أقل من سكان الضفة الغربية المحتلة.. والهدف الثاني  موجه لفلسطينيي الشتات في الدول المضيفة، التي ستصيبها أضرار جانبية كثيراً ما تكون أشد وطأة وأخطر من الهدف الرئيسي المتمثل بشطب «الأونروا» التي هي «الشاهد الوحيد المتبقي على النكبة المستمرة منذ العام 1948، والضمانة الأكيدة لحق العودة للفلسطينيين»، وهو مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويتماهى معه كوشنر الذي يَعتبر أن «الوكالة تُقوّض المصالح الإسرائيلية وتُحفّز آمال اللاجئين في العودة إلى وطنهم، وولا تُساعد في عملية السلام» !!

 

 

رغم حملة التنديد الدولية من الكثير من الدول الغربية، والأمم المتحدة، إضافة إلى المواقف العربية، وتأكيدها على استمرار الدعم المالي، المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إلا أن لاجئي فلسطين يتخوفون، من نجاح واشنطن في نهاية المعركة السياسية التي استخدمت فيها أقوى أوراق الابتزاز، في حل هذه المنظمة، أو التشويش على عملها بشكل كبير، من خلال حكومة اليمين الإسرائيلية.. بينما قال مفوض الأونروا «بيير كرينبول»، في رسالة وجهها للاجئين وموظفي الوكالة، أن لا أحد يستطيع نزع صفة لاجئ عن الفلسطينيين، وأن الأونروا ستواصل تقديم خدماتها بإصرار أكبر وعزيمة لا تلين، وأن واشنطن هي مانح واحد فقط رغم أنها كانت أكبر المانحين طوال عقود.لا شك أن ضرراً سيقع، والتقديرات أنه سيكون متفاوتاً بين بلد وآخر.

 

 

العواقب خطيرة وعميقة

  • ويسود القلق الأوساط الأوروبية بعد قرار واشنطن الأخير وقف تمويل الأونروا، وعبرت الأمم المتحدة عن أسفها للقرار الأمريكي مؤكدة أن الأونروا «توفر خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين وتسهم في استقرار المنطقة».. وكان المتحدث باسم الأونروا كريس غونيس حذر من أن المنظمة لن تكون لديها ميزانية نهاية أيلول/سبتمبر.. وقال إن «الناس سيشعرون بمزيد من الاستياء والتهميش» محذرا من «العواقب الخطيرة والعميقة وغير المتوقعة» لمثل هذا القرار الأمريكي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]