«جفعات همتوس» حي إستيطاني إسرائيلي على آخر رقعة كبيرة من أراضي القدس
على أراضي خربة طباليا ببلدة بيت صفافا جنوبي مدينة القدس الشرقية المحتلة، نشرت وزارة البناء والإسكان وسلطة الأراضي في إسرائيل، مناقصة لبناء 12,57 وحدة استيطانية في مستوطنة “جفعات همتوس” والذي من شأنه ربط مستوطنات غيلو، وهار حوما، بمستوطنة تل بيوت.
و مستوطنة “جفعات همتوس” عبارة عن بيوت مؤقتة غير ثابتة، وتقدر مساحتها حوالي 170 دونما، تحدها مستوطنة تل بيوت من الشمال، و مستوطنة جيلو من الجنوب، وبلدة بيت صفافا من الغرب،و تشكل مستوطنة (جفعات همتوس) آخر رقعة كبيرة من الأراضي المفتوحة في مدينة القدس المحتلة.
تلك المنطقة عبارة عن أرض صخرية مرتفعة فيها القليل من المباني المتهدمة، والمقطورات المهجورة بمعظمها، وبالتالي، فإن الإعلان الإسرائيلي هو ليس مجرد إضافة وحدات سكنية في مستوطنة كما يبدو، بل سينظر إليه كونه أول حي إسرائيلي جديد في القدس الشرقية سيكون فعليا متاخما لأراضي فلسطين المحتلة عام 48 منذ 20 عاماً.
حصر الفلسطينيين استيطانيا
وقال منسق الحملة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة: “حكومة الاحتلال الإسرايلي تهدف من وراء هذه المخططات في كافة المدن و المناطق الفلسطينية، إلى تغيير الجغرافيا على الأرض من أجل حصر الفلسطينيين في أمكان سكنهم واستكمال المشروع الاستيطاني وتحديدا في القدس التى أصبحت تمتد على حوالى 10% من مساحة الضفة الغربية من امتداداها 30 – 40 كيلومتر جنوب القدس إلى غوش عتصيون ومن ثم غربا إلى مجمع جفعون ومستوطنة معالية ادوميم بالقرب من أريحا.
وأضاف جمعة خلال حديثه لقناة “الغد”، أن إسرائيل تخطط لبناء 15,100 وحدة استيطانية جديدة وهذا ضعف عدد السنة الماضية، كما يتم الحديث عن إقامة 17 بؤرة استيطانية تم إزالة 9 منها بفعل المقاومة الشعبية على الأرض، بالإضافة إلى إقامة مناطق صناعية ضخمة في الشمال و الجنوب بالضفة الغربية، وبذلك يرتفع عدد المناطق الصناعية 23 منطقة على الأرض.
المقاومة الشعبية على الأرض تستطيع ان تقوم بفعلها استمرار المواجهة مع الاحتلال و عرقلة هذا المشروع، وكما قلت إنه تم إزلة 9 بؤر استيطانية، وما زالت المقاومة تقوم بدورها في هذا المجال، وهذا لن يوقفه إلا بقرار سياسي على أعلى المستويات، فلا يمكن القبول باستمرار نهب الأرض الفلسطينية كما يجري حاليا.
ضرب السياحة الفلسطينية
من جهته، ذكر مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس المحتلة خليل التفكجي، أن تلك المنطقة هي الجزء الجنوبي من مدينة القدس المحتلة، وأنه إذا تم البناء من الناحية الشرقية مع المستعمرات التى أقيمت من الناحية الغربية، تبلغ مساحة هذه المستعمرة 950 دونما و كانت تعرف في البداية باسم المستعمرة الهولندية ثم تحولت إلى القرية الأثيوبية.
وأضاف التفكجي خلال حديثه لقناة ” الغد”، أن جزء كبير من هذه الأراضي تعود للكنيسة الألمانية اللوثرية، وكانت ألمانيا قد أوقفت هذا المشروع في وقت سابق، لأن جزء من هذه الأملاك تعود للحكومة الألمانية و تم تجميد هذا القرار بعد أن تمت المصادقة عليه في اللجنة اللوائية من الجانب الإسرائيلي، وهذه المرة الثالثة التى يتم طرح العطاءات بها لبناء وحدات سكنية.
و أوضح التكفجي أن إسرائيل تهدف من إقامة هذه المستعمرة على أراضي خربة طباليا ، إقامة ما يطلق عليه اسم ” بيت لحم الإسرائيلية” وهو بناء 10 فنادق لضرب السياحة في بيت لحم و القضاء على السياحة الفلسطينية، وتحويل القرى الفلسطينية إلى فسيفساء داخل التجمعات الإسرائيلية الكبيرة.
ومن شأن إقامة هذه الوحدات الإستيطانية عزل مدينة بيت لحم عن بلدة بيت صفافا، جنوب مدينة القدس المحتلة، وفرض قيود وعراقيل إضافية على حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين ووصولهم لأراضيهم.
وكان الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حذرتا من قرار الاحتلال الإسرائيلي بناء مستوطنات جديدة جنوبي القدس المحتلة.
جاء ذلك بالتزامن مع زيارة لرؤساء البعثات الأوروبية لأحياء جنوبي القدس التي طرحت الحكومة الاسرائيلية لها عطاءات لبناء ألف ومئتين وخمس وسبعين وحدة استيطانية.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من التطورات غير المسبوقة في المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
