يبدو أن مسيرة العودة الكبرى ستنتقل في جمعتها الرابعة، إلى مرحلة جديدة تحمل معها مزيد من رسائل الضغط على الاحتلال والمجتمع الدولي للتأكيد على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطنيين.
وظهرت معالم المرحلة الجديدة من خلال بدء الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار في نقل الخيام والسواتر الترابية مسافة 50 مترا باتجاه السياج الفاصل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، استعدادً للجمعة الرابعة والتي أطلق عليها الفلسطينيون جمعة “الشهداء والأسرى”.
تقديم الخيام:
وأعلن خالد البطش منسق اللجنة الوطنية لإحياء مسيرات العودة، عن تقديم أماكن مخيمات العودة مسافة 50متر الى الأمام كخطوة أولى عن التقدم المنظم باتجاه الحدود، وذلك للتأكيد على حقنا في العودة وتصدينا لصفقة القرن ومؤامرة الوطن البديل وكل المؤامرات المشبوهة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وكرسالة إصرار من الشعب الفلسطيني على المضي قدما نحو أهدافه المشروعة والثابتة وفي المقدمة منها حق العودة.
وتعمل اللجنة العليا لمسيرة العودة وفق خطوات مدروسة تمهيداً للرابع عشر من مايو ايار المقبل والذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، حيث تبلغ ذروة هذه الفعالية والتي يؤكد الفلسطينيون أن ما بعدها سيكون مختلف عما قبلها وهو ما يفاقم من مخاوف الاحتلال خصوصاً وان الجمعة الأخيرة شهدت تقدم للمتظاهرين السلميين مسافة 150 مترا في محافظة الشمال.
حشد الجماهير:
وقال عضو اللجنة العليا لمسيرة العودة الكبرى محمود خلف في تصريحات “للغد”, أن التخييم الذي بدأ في أول محطات مسيرة العودة الكبرى لن يبقى ثابتاً وسيتحرك للأمام مع اقتراب المحطة الثانية من المسيرة, مضيفاً انه تم البدء بالفعل في نقل عدد من الخيام باتجاه السياج الحدودي بهدف إيصال رسالة للاحتلال والمجتمع الدولي مفادها أننا ماضون نحو هدفنا, وصولا إلى الزحف الأكبر الذي حددته اللجنة في الرابع من آيار المقبل.
وأكد خلف أن اللجنة مستمرة باتجاه تحشيد وتوجيه الجماهير وفق برنامج اعد مسبقاً, للوصول إلى غايتها, وأشار إلى أن فعاليات جمعة الشهداء والأسرى ستشهد خمس مهرجانات مركزية على الحدود الشرقية للقطاع لتكريم الأسرى وستشهد ايضاً رفع لصور شهداء مسيرة العودة وكذلك لرموز الحركة الوطنية.
الميدان يحدد:
وحول ما إذا كان هذا التاريخ سيشهد اجتياز للحدود, قال خلف أن الميدان هو من يحدد طبيعة الخطوات المقبلة وهي متروكة للجماهير مع الأخذ في عين الاعتبار امن المتظاهرين وحمايتهم من همجية هذا الاحتلال الذي لا يؤمن جانبه خصوصاً في ظل عمليات القتل والاستهداف التي ينفذها جنوده بحق المتظاهرين السلميين وانتشار القناصة على امتداد الحدود.
بدوره, قال عضو اللجنة العليا لمسيرة العودة هاني الثوابثه, أن فعاليات مسيرة العودة قد تتجاوز الرابع عشر من مايو المقبل وهو يوم الزحف باتجاه الأراضي المحتلة عام 48, لكنه قال إن ذلك سيبقى مرهوناً للأوضاع الميدانية والسياسية, لافتاً إلى أن مسألة تجاوز المتظاهرين للسلك الفاصل قيد الدراسة والمتابعة، وأن اللجنة العليا ستقف أمام الموضوع بحيثياته وإيجابياته وسلبياته قبل الوصول إلى يوم الزحف.
وأضاف الثوابثة, أن اللجنة تجتمع في أعقاب كل جمعة لتقييم الموقف وتدارس الخطوات المرتقبة للجمعة المقبلة, للإبقاء على سلمية فعاليات المسيرة والدفع باتجاه المزيد من الضغوط على الاحتلال بشكل يحمل معه رسائل جديدة للمجتمع الدولي بان الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة.
التقدم المتدحرج:
ويعتبر التقدم المتدحرج في مسيرات العودة الكبرى على أجندة اللجنة الوطنية العليات لمسيرات العودة،من خلال اتخاذ سلسة خطوات من بينها التقدم باتجاه الحدود, وهو ما أكد عليه داوود شهاب عضو اللجنة الإعلامية بمسيرات العودة، قائلًا:”إن الخطة التي أعدتها الهيئة منذ البداية تقضي بتقدم مخيمات العودة والتظاهرات نحو الحدود بشكل متدحرج، وصولا إلى يوم 14 مايو” , مشدداً على أن الهدف الأساسي لمسيرات العودة هو اجتياز السياج، لافتا إلى أن الانفجار سيكون كبير والشعب الفلسطيني قرر أن يعود لأرضه وأن يكسر هذا الحصار.
وفي وقت سابق, دعا عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية، الدولة العبرية إلى ترقب يوم الخامس عشر من أيار/ مايو المقبل، والذي سيكون ذروة مسيرات العودة, مؤكداً انه “سيكون لهذا اليوم ما بعده”.
وقال الحية: “هذا اليوم الذي سينطلق فيه ماردنا الفلسطيني لا يوقفه أحد حتى نلتقي في القدس”, مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يشارك في مسيرات العودة على حدود قطاع غزة “بشكل سلمي دون أن يحمل سلاحا، ويسعى لتمزيق السياج الفاصل لان إرادته أقوى من حدود الاحتلال”.
كابوس للاحتلال:
ولطالما شكل الزحف الفلسطيني باتجاه الحدود كابوساً يؤرق الاحتلال, حيث تساءلت وثيقة صهيونية هامة جدا كشف عنها المؤرخ توم سيغف: “ماذا لو تحرك مئات آلاف اللاجئين بدون سلاح باتجاه الحدود؟”يقول: “في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى سديروت، ترتفع الأصوات التي تطالب بمعاقبة سكان القطاع، وحتى إبعاد عدة آلاف منهم من المناطق الحدودية، إلا أن هناك بالطبع إمكانية مقلوبة، لم يقم أحد بفحصها، وتتمثل في تحرك مئات آلاف الفلسطينيين سيراً على الأقدام باتجاه الحدود، ويقومون بـ”تحطيم السياج والمعابر والأسوار ويدخلون إلى إسرائيل في مظاهرة ضخمة لمواطنين غير مسلحين”، ويبدو أن هذا الاحتمال لم يأت من فراغ، فقد سبق وأن ناقش احتمالا مماثلا رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، ليفي أشكول، قبل حرب 1967.
وتعددت الأسماء التي أطلقها الفلسطينيون على أيام الجمع في مسيرات العودة أبرزها, جمعة الكوشوك وجمعة حرق العلم الإسرائيلي, رفع العلم الفلسطيني وكذلك جمعة الشهداء والأسرى، وذلك في رسائل تؤكد على الإصرار الفلسطيني في مواصلة المطالبة بحقهم في العودة والذي كفلته لهم كافة الشرائع والمواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة وفي أبرزها القرار 194.
