«جميعكم أخوة».. بابا الفاتيكان يدشن ثقافة الحوار الإنساني في العراق

تحت مظلة شعار «جميعكم أخوة ».. بدأ البابا فرنسيس، بابا الفايكان،  زيارة تاريخية إلى العراق في ظل تدابير أمنية مشددة في بلد تمزقه النزاعات منذ عقود، حاملاً رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذرا في التاريخ في المنطقة والتي عانت لعقود ظلما واضطهادات، وساعيا الى تعزيز تواصله مع المسلمين. وتأتي الزيارة غير المسبوقة في وقت يشهد العراق ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا،  فيما تفرض السلطات إغلاقاً تاماً يتزامن مع الزيارة. كما تشهد البلاد توترات أمنية.
وهي أول زيارة بابوية للعراق على الإطلاق..وقال البابا لصحفيين على متن الطائرة: «أنا سعيد باستئناف السفر، بعد 15 شهراً لم أغادر خلالها الفاتيكان بسبب جائحة كوفيد-19، وهذه الرحلة جزء من واجب على أرض معذبة منذ سنوات».

«أوافيكم حاجاً يسوقني السلام»

وينوي البابا فرنسيس البالغ 84 عامًا في أول زيارة له إلى الخارج منذ انتشار جائحة كورونا، توجيه رسالة تضامن ليس للمسيحيين فقط بل لجميع سكان العراق، مع برنامج حافل في مناطق عدة من البلاد، وسيعبر مسافة 1445 كلم، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشاً.
وسيشارك البابا في مدينة «أور» مسقط رأس النبي ابراهيم والواقعة في الجنوب النائي، في صلاة ستضم رجال دين شيعة وسنة وأيزيديين وصابئة.
وقال  في رسالته المصورة للعراقيين «أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سني الحرب والإرهاب.. أوافيكم حاجا يسوقني السلام».

تعزيز  ثقافة الحوار

وتتضمن الزيارة جانبا آخر أساسياً، هو الحوار بين الأديان..وللمرة الأولى في التاريخ، يزور رأس للكنيسة الكاثوليكية مدينة النجف الأشرف في جنوب العراق ويلتقي بالمرجع الديني علي السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً والذي لا يحبذ الظهور الإعلامي، ويقرأ ممثلون عنه خطبه..ولقاء «السيستاني ـ بابا الفاتيكان» محطة بارزة من زيارة الزعيم الروحي لأكثر من مليار مسيحي في العالم إلى العراق.
ومن المقرر أن يوقع المرجع الأعلى في العراق،  وبابا الفاتيكان، على «وثيقة الإخوة الإنسانية » لإدانة التطرّف والدعوة الى السلام.
 والتوقيع على وثيقة تدين العنف وتمجد السلام، تحمل رسالة ثقافية  لنشر وتعزيز ثقافة الحوار وتطبيق احكام القانون الانساني الدولي في المناطق التي تشهد نزاعات وأزمات.

السيستاني.. راعي العراق الذي  قال « لا » لإيران

والمعروف أن السيستاني يمثل الوسطية، ويرفض تشكيل مكوّن شيعي منفصل في العراق، وهو ما يتوافق مع رؤية البابا فرنسيس صاحب مبادرة «الإخوة الإنسانيةۚ» التي تجمع البشر وكل اصحاب الديانات الثلاث.. والسيستاني يلقب بـ «راعي العراق» الذي قال لا لإيران.
ويؤكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر، دكتور أحمد الطيب، أن زيارة البابا فرنسيس التاريخية والشجاعة للعراق تحمل رسالة سلام وتضامن ودعم لكل الشعب العراقي.. وقال أدعو بالتوفيق للبابا فرنسيس في رحلته، وأن تحقّق المأمول على طريق الأخوّة الإنسانية.

ليست سياسية ولا دينية  بل  هي زيارة للقلوب

ويرى الباحث والمحلل السياسي العراقي،  فاروق يوسف، أنه ليس من المستبعد أن يطغى الهدف السياسي، وهو جانبي، على الهدف الأخلاقي، وهو جوهري، على زيارة بابا الفاتيكان غير المسبوقة للعرق، ذلك ما يمكن أن ينحرف بمحاولة فهم معاني الزيارة عن مسارها الصحيح. فالزيارة لن تكون بالتأكيد دينية، وإن كانت مدينة «أور» التي خرج منها النبي إبراهيم ـ  عليه السلام ـ  في مسيرته التبشيرية الكبرى، تقع في مقدمة المناطق التي سيزورها البابا، وإلى جانب زيارة  «الموصل» المدينة التي تعرّضت لعذاب عظيم، وتطرح زيارتها معاني إنسانية، بعمق الحضور الرمزي.
وهناك الأخوّة البشرية التي تنطوي عليها زيارة النجف، واللقاء بالمرجع علي السيستاني.

رسول محبة ..منقذ من مكان نزيه

العراقيون ينظرون لزبارة بابا الفاتيكان لبلادهم، باعتباره منقذ ا يأتيهم من مكان نقيّ ونزيه، ليطمئنهم إلى أنّ العالم لا يزال ينظر إليهم بعين المحبّة ويمدّ لهم يد التسامح. وما من أحد يمكنه أن يجسّد ذلك الرجاء مثلما يفعل البابا، لا باعتباره منقذاً خيالياً بل رسول محبّة يعرف أنه لن يُخطئ طريقه، التي تقود إلى قلوبهم المفجوعة بموقف العالم منهم، بحسب تعبير فاروق يوسف، ذلك ما ستفعله الزيارة التي تنتمي إلى طراز غير معهود من زيارات الزعماء.
الزيارة التاريخية للعراق تستغرق أربعة أيام، تشمل: النجف، وسهل أور، واربيل، وقرقوش، والموصل..وستكون الزيارة درساً عميقاً للعراقييين، ولن يكون ضيفاً عابراً، ولن تنطبق عليه صفات الزائر الغريب، لا لشيء إلّا لأنّ العاطفة التي ينثرها تلغي المسافات، وسيحظى العراقيون بزيارة تمسّ إنسانيتهم بعصا النبل والقداسة.

مناقشة معاناة المسيحيين في الشرق

 ومن المتوقع أن يناقش بابا الفاتيكان، المعاناة الكبيرة التي لحقت بالمسيحيين. وأدت سنين من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1,5 مليونا في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم، بعد ان سيطر التنظيم الإرهابي «داعش» على أجزاء واسعة من العراق.. وقال الكاردينال ليوناردو ساندري الذي يرأس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان ويرافق البابا في زيارته، « إن شرقاً أوسطيا بدون المسيحيين، هو أشبه بطحين تنقصه الخميرة والملح، لذلك، سيدعو البابا خلال زيارته، المسيحيين إلى العودة إلى العراق والبقاء فيه.
ويشير الكاردينال ساندري، إلى أن الدعوة إلى العودة «ضرورية» ولكن «صعبة»، في بلد لم يعرف استقراراً سياسياً أو اقتصادياً وأمنياً منذ 40 عاماً.
وبينما تؤكد مؤسسة «مساعدة الكنيسة المحتاجة» أن 36 ألف مسيحي فقط عادوا إلى نينوى، فيما كان عددهم العام 2014 أكثر من مئة ألف، ومن بين هؤلاء، يقول الثلث تقريباً إنهم ينوون مغادرة البلاد بسبب التنظيمات المسلحة الخارجة عن السيطرة والبطالة والفساد والتمييز ضدّهم.

إجراءات أمنية مشددة

يستخدم بابا  الفاتيكان في تنقلاته داخل العراق، سيارة مصفحة على طرق أعيد تأهيلها خصيصاً استعداداً للزيارة، بالإضافة الى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة، سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم «داعش» الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليها وتحرير العراق منه منذ 2017.
وهذه هي الرحلة رقم 33 للبابا إلى خارج إيطاليا. ومن المقرّر أن يعود إلى روما صباح يوم الإثنين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]