بعد صراع استمر على مدار عامين ونصف العام تقريبا، وصلت دولة جنوب السودان إلى مفترق طرق آخر بعدما عاد نائب رئيس الجمهورية السابق رياك مشار إلى العاصمة جوبا أمس الأول، الثلاثاء، ليتسلم مهامه من جديد ومن بينها تشكيل حكومة انتقالية.
بدأت قصة الحرب الأهلية في ديسمبر/كانون الأول 2013، بسبب خلافات سياسية نشبت بعدما اتهم الرئيس سيلفا كير ميارديت نائبه مشار بمحاول الانقلاب على السلطة، والاثنان زعيمان لأكبر قبيلتين في البلاد.
استمرت الحرب الأهلية التي بدأت في جوبا بين مسلحي قبيلة الدينكا التي يقودها كير وقبيلة النوير التي يتزعمها مشار منذ ذلك التاريخ، ثم اجتاحت البلاد بالكامل، وهي الدولة الوليدة والفقيرة التي انفصلت عن السودان في يوليو/تموز 2011، بعد عقود من الدماء جراء الحرب الأهلية.
وبموازاة تلك الحرب، خاض طرفا الحرب، الحكومة والمتمردون، مفاوضات صعبة على مدار عامين، في أديس أبابا، حيث تبنت أثيوبيا عملية حوار جمعت الفرقاء على أرضها، من أجل إنهاء مأساة إنسانية، حسبما وصفتها منظمات الأمم المتحدة، فقد قتلت الحرب عشرات الآلاف وشردّت نحو مليوني شخص.
وهددّت الولايات المتحدة الأمريكية جميع الأطراف أمس، الأربعاء، بفرض عقوبات جديدة إذا لم يتعاونوا من أجل تشكيل حكومة وطنية بحسب الاتفاق السياسي المبرم الفترة الماضية.
على الأرض، كانت معاناة الملايين في جنوب السودان تتفاقم،ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC قصة مؤثرة لطفلة في المرحلة الابتدائية، كتبت رسالة وجهتها إلى الرئيس ونائبه تطلب منهما إنهاء الحرب، وتقول: «نريد السلام، كفانا حروبا، نريد أيضا آيس كريم وشوكولاتة».
وينص الاتفاق السياسي على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود لانتخابات رئاسية نزيهة خلال 30 شهرا فقط، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة، فمن المتوقع أن يُرشح مشار نفسه في تلك الانتخابات، وهو ما يرفضه كير ومؤيدوه وقبيلته الأكبر في البلاد.
