جنوب السودان.. الزعيمان المتنافسان يتفقان على تشكيل حكومة ائتلافية
أعلن الزعيمان المتنافسان في جنوب السودان، الخميس، أنهما اتفقا على تشكيل حكومة ائتلافية، قبل يومين فقط من المهلة النهائية.
ويعد الإعلان تطورا كبيرا في خروج البلاد من حرب أهلية استمرت 5 سنوات أسفرت عن مقتل حوالي 400 ألف شخص، ودمرت الحياة في أحدث دولة في العالم.
وكان الزعيمان المتنافسان قد تجاوزا المهلة النهائية مرتين من قبل لتشكيل الحكومة الانتقالية، التي من المتوقع أن تؤدي إلى إجراء الانتخابات في غضون ثلاث سنوات، ما أدى إلى نفاد صبر الولايات المتحدة وغيرها.
ويخشى كثيرون أنه بدون حكومة جديدة قد تنزلق جنوب السودان إلى العنف مرة أخرى.
وقال زعيم المعارضة، رياك مشار، في جوبا، إنه والرئيس سيلفا كير اتفقا على أنه بعد تشكيل الحكومة سيحلان القضايا العالقة المتبقية وفقا لاتفاق السلام في سبتمبر/ أيلول 2018.
وأضاف أنه واثق من أنهما سيعالجان كافة القضايا معا.
وقال كير، إن الحكومة الجديدة سوف تتشكل يوم السبت، وأوضح أنه سيقوم بتعيين مشار نائبا أول للرئيس، أو نائبا أعلى، يوم الجمعة.
وأدى هذا الترتيب إلى النزاع مرتين -مرة عندما اندلعت الحرب الأهلية في أواخر عام 2013 ومرة أخرى في منتصف عام 2016 بعد عودة مشار إلى المنصب بموجب اتفاق سلام سابق. وانتهى به الأمر إلى الفرار من البلاد سيراً على الأقدام.
وقال الرئيس، إن الترتيبات الأمنية، وهي إحدى القضايا الرئيسية، سيتم حلها بعد تشكيل الحكومة.
وأضاف أن حماية مشار وآخرين من المعارضة ستكون تحت مسؤوليته.
وقال كير “بالنسبة للتفاصيل الأخرى التي لم نتفق عليها بعد، فسوف نستمر في التسوية والتفاوض بشأنها”.
يبدو أن هناك مسألة أخرى حساسة من الناحية السياسية، وهي عدد الولايات، تم حلها بعد أن أعلن كير في نهاية الأسبوع عن حل وسط “مؤلم” يتكون من 10 زائد ثلاث مناطق إدارية، عوضا عن 32 ولاية.
قال كير يوم الخميس، إن التغييرات ستدعم السلام، ودعا أكثر من مليوني شخص فروا من جنوب السودان أثناء النزاع إلى العودة إلى ديارهم في النهاية.
واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بعد عامين فقط من احتفالها باستقلال عن السودان، وأضر الصراع بشدة بالاقتصاد الوطني في البلاد الغنية بالنفط.
ويعاني ما يقرب من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 12 مليون نسمة من الجوع اليوم.
وسرعان ما رحبت الولايات المتحدة بإعلان الخميس، والتي كانت قد فرضت عقوبات وضغوطات أخرى حتى يصنع الطرفان المتنازعات سلاما مستداما.
ولا تزال هناك تحديات كبيرة أمام عملية السلام، بما في ذلك دمج عشرات الآلاف من القوات المتناحرة السابقة في جيش موحد.
وقد تميزت هذه العملية بالتأخير، كما ذكرت الأمم المتحدة وغيرها، مشيرين إلى أن بعض القوات يبدو أنها تفتقر إلى الاشتراطات.
وذكر تقرير جديد صادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان يوم الخميس، أن الانتهاكات واسعة النطاق مثل تجنيد الأطفال والعنف الجنسي مستمرة.
وقالت سوزان بوردين، المديرة القطرية للجنة الإنقاذ الدولية، هذا الأسبوع، “لقد نسى العالم جنوب السودان”، مضيفة أن شعب جنوب السودان يستحق العيش بدون خوف، “ومع تشكيل حكومة الوحدة، فإن الإيمان بالبلاد سوف يتم استعادته”.
ورأى بعض المراقبين، بما في ذلك السودان الضامن لاتفاق السلام، علامة أمل مع إعلان يوم الخميس، وقال نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو، إنه يقدر نتائج اجتماع كير ومشار حول حل القضايا المتبقية.
