«جنود إسرائيليون أصيبوا بالصدمة».. شهادات لا تُنسى عن حرب أكتوبر

«إنها أول حرب للجيش الإسرائيلي التي يعالج فيها الأطباء جنودا أصيبوا بصدمة القتال، وكانوا يحتاجون إلي علاج نفسي» بتلك العبارة وصف المعلق العسكري الإسرائيلي زئيف شيف في كتابه «زلزال أكتوبر حرب يوم عيد الغفران» تأثير حرب 6 أكتوبر/تشرين الثاني 1973 على الجندي الإسرائيلي. ومضى في حديثه قائلا «ما أذهل إسرائيل نجاح العرب، وتحقيقهم نجاحات عسكرية في تلك الحرب».

ينشر موقع قناة الغد في الذكرى الخمسين من حرب أكتوبر مجموعة من الشهادات عن هذا النصر العسكري ورد الفعل الإسرائيلي إزاء ما وصفته تل أبيب بـ«الصدمة».

كارثة ساحقة 

بحسب شهادة غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية في زمن الحرب في كتابها «حياتي»، فإنها اعترفت قائلة: «ليس أشق علي نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر/تشرين الثاني 1973… سأكتب عن الحرب ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل معي باق علي الدوام… ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب في جبهتين في وقت واحد ونقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين… كان التفوق علينا ساحقا من الناحية العددية سواء من الأسلحة، أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال».
وفي كتاب «البحث عن الذات»، قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، «إنه في الساعة الثانية تماما، وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس وكانت 222 طائرة نفاثة سرعتها تفوق سرعة الصوت… انتهت من ضربتها الأولى في ثلث ساعة بالضبط… خسائرنا فيها تكاد لا تذكر… ونجحت ضربة الطيران نجاحا كاملا ومذهلا حسب التخطيط الذي وضعناه لها… وحققت ضربة الطيران نتائج فاقت 90 % بخسائر أقل من 2%».

 

قادة حرب أكتوبر في المركز 10
قادة حرب أكتوبر في المركز 10

 

العدو يفقد توازنه

وفي خطابه التاريخي عقب انتصار أكتوبر، قال السادات «لست أتجاوز إذا قلت إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلا بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر/تشرين الثاني 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه».
واعترف وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان، خلال فترة حرب السادس من أكتوبر/تشرين الثاني 1973 قائلا «كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الإسرائيليين».

 

غولدا مائير وموشيه ديان على وشك الانهيارمع بداية حرب أكتوبر 1973
غولدا مائير وموشيه دايان على وشك الانهيار مع بداية حرب أكتوبر 1973 ـ أرشيفية

 

ونشرت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر هذه الشهادات، مع مجموعة من الحقائق التي وثقتها وسائل إعلام دولية كبرى، منها واشنطن بوست الأميركية، وإشارتها في 12 أكتوبر/تشرين الثاني 1973 إلى أن «احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرا ضخما لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب».
وروى أيضا مراسل رويترز في تل أبيت «دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات ومدافع وعربات إسرائيلية، كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة… لقد وضح تماما أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قائدهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء».
في 10 أكتوبر/تشرين الثاني 1973 أشارت وكالة يونايتد برس- تل أبيب إلى أن القوات المصرية والسورية أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي «عارية»، الأمر الذي لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد 3 أيام. لقد كان الرأي العام الإسرائيلي قائما على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هي الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأي العام في إسرائيل أن يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا. والسؤال الذي يتردد على كل لسان في تل أبيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الإسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقا؟!».

صدمة الحرب

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية «أوجدت حرب أكتوبر مفهوما يبدو إننا لم نعرفه من قبل وهو (منهكي الحرب)، ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية… لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة». وأشارت أيضا إلى أنه «حتي يوم وقف إطلاق النار علي جبهة سيناء- لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري وأنه من المؤكد أنه حتي دون التوصل إلي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري وبهذا يمكن القول إننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئا».
ووفق آرييل شارون، قائد فرقة ضباط احتياط أثناء حرب أكتوبر 1973، في لقاء تلفزيوني سابق معه فإن «إسرائيل تكبدت خسائر فادحة، وخسرت في فرقتي قرابة 300 قتيل».
أما ناحوم غولدمان رئيس الوكالة اليهودية الأسبق، فقد لفت في كتاب له بعنوان «إلى أين تمضى إسرائيل» إلى أن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة إسرائيل في مواجهة العرب، مؤكدا أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي، حيث انتهت ثقة الإسرائيليين في تفوقهم الدائم.

«سري للغاية»

في حوار لجريدة المصري اليوم في أكتوبر 2017، قال اللواء سمير فرج، والذي كان أصغر ضابطا- سنا ورتبة- داخل غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة في «مركز 10» إنه «بين وقت وآخر تتصاعد المطالبات بالإفراج عن وثائق وأحداث الحرب… أحب أن أؤكد أن كل ما شهدته حرب أكتوبر من أحداث ووقائع موثقة ومسجلة بالكامل، وجميع سجلات الحرب أعيد تدوينها وترتيبها في سجلات وثائق (سرى للغاية)، القضية الآن هي متى تخرج هذه الوثائق إلى النور؟… كل المطالبات بالإفراج عنها لها حق في المعرفة… ولكن الموقف لدينا قد يبدو غريبا بعض الشيء. فعدوك التقليدي معلوم ومسرح عمليات الحرب لا يزال قائما في سيناء… فعندما أكشف عن تحركات كان من الواجب أن تتم أو طبيعة أرض اكتشفنا فيها شيئا ما… وهذه الوقائع لاتزال قائمة بظروفها فمن الصعب أن تكشف عن ذلك… نحن لدينا أفكار وخطط ليس من الطبيعي أن نفرج عنها لأن ظروفها التضاريسية قائمة بنفس المعطيات. ومن هنا ليس من صالح مصر الكشف عن ذلك. ولكن لدينا دروس مستفادة فيما يتعلق بالجانب البحثي… وهذا حق الدارسين». وهذا ما قاله أحد القادة المشاركين في الحرب بشأن الكشف عن تفاصيل جديدة عن الحرب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]