جهاد الخازن يكتب: الصحافة في بلادنا أخطر مهنة

تقف حركة فتح، التي انطلقت في 1/1/1965، وبات عمرها حوالي ستة عقود، في مواجهة لحظة حاسمة في تاريخها، وفي مكانتها، سيما مع كل التحولات الحاصلة في الحركة الوطنية الفلسطينية، بخاصة بعد صعود حركة حماس كمنافس وكمنازع لها، وبعد التحول إلى سلطة في الضفة، وبعد تهميش منظمة التحرير الفلسطينية.

معلوم أن تلك الحركة هي التي بادرت إلى إطلاق الكفاح المسلح، وتشكيل الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، ما أدى إلى استنهاض شعب فلسطين من النكبة، وقيادة كفاحه الوطني، وترسيخ منظمة التحرير ككيان سياسي للشعب الفلسطيني، وفرض قضيته في الأجندة العربية والدولية.

وقد نجم عن ذلك، أيضا، أن حركة فتح طبعت الحركة الوطنية الفلسطينية بطابعها، كحركة تحرر وطني، تعددية، كما شمل ذلك فرضها خياراتها السياسية على تلك الحركة، وضمن ذلك التحول من خيار الكفاح المسلح إلى خيار المفاوضات، ومن هدف تحرير فلسطين إلى هدف إقامة كيان فلسطيني في الضفة والقطاع، ومن كونها حركة تحرر وطني إلى كونها سلطة تحت الاحتلال.

المشكلة أن تلك الحركة، رغم طول عمرها، إذ هي الأطول بين كل حركات التحرر الوطني، مع 59 عاماً، ومعها باقي الفصائل، لم تنجز الأهداف التي أخذتها على عاتقها لدى انطلاقتها، ولو بالحد الأدنى، رغم كل المعاناة والتضحيات والبطولات التي بذلها شعب فلسطين في كل أماكن وجوده، إذ إنها نكصت عن أهدافها الأساسية، بتحولها إلى مجرد سلطة على شعبها، في ظل سلطة الاحتلال.

والمشكلة الثانية، التي يجب ملاحظتها بإمعان تتمثل في أن كل الإنجازات التاريخية التي حققتها تلك الحركة تمت في منتصف السبعينات من القرن الماضي، أما بعد ذلك فباتت تلك الحركة تأكل أو تعيش على تلك الإنجازات حتى نضبت تماما على ما نشهد منذ سنوات.

المشكلة الثالثة، تتعلق بأن تلك الحركة نشأت في الخارج في ظل أنظمة مختلفة، وفي ظل تشتت الشعب الفلسطيني، وثمة بون شاسع في موازين القوى بينها وبين عدوها، وأنها نشأت بالارتهان للمساعدات الخارجية وللاحتضان العربي.

ويمكن تفسير صعود تلك الحركة، السريع والقوي واللافت، في حينه، بأسباب عدة، لعل أهمها:

1- إطلاقها المقاومة المسلحة، وقد حدث ذلك في واقع فلسطيني وعربي كان بحاجة إلى أي عمل ضد إسرائيل. وفي حين رأت الأنظمة السائدة في المقاومة نوعا من تغطية على هزيمتها وقصورها في مواجهة إسرائيل (كما قدمنا)، فسارعت إلى النفخ فيها، وتضخيمها، فإن الجماهير العربية رأت فيها نوعا من الخلاص، ليس فقط في مواجهة إسرائيل، وإنما حتى في مواجهة الأنظمة، التي قيدت الحريات، وحرمت مجتمعاتها أي مستوى من المشاركة السياسية. والحاصل فإن المقاومة المسلحة ألهبت مخيّلة كثيرين في العالم العربي، ونخبه الثقافية وتياراته السياسية، وبات الفدائي حينها بمثابة المخلص، وحملت الحركة الفلسطينية ما لا تحتمل من أحلام التغيير في العالم العربي.

2- تدفّق الموارد المالية على الساحة الفلسطينية وخصوصا على فتح، ما مكّنها من استقطاب ألوف المتفرّغين، وإقامة المؤسّسات الإدارية والخدمية والعسكرية. وفي الواقع فإنه من دون هذه المساعدات ما كان بالإمكان تأمين متطلبات العمل الفلسطيني المكلفة. وبديهي أن تلك المساعدات خلقت واقعا من الاعتمادية على بعض الدول العربية، بكل ما لذلك من تبعات سياسية، كما خلقت نوعا من طبقة سياسية متميّزة في العمل الفلسطيني، تحصل على مواردها من خارج علاقات الإنتاج الطبيعية. وإضافة إلى هذا وذاك فإن هذا الوضع جعل من فتح، وغيرها، «مستقلة» عن شعبها (من حيث الموارد)، فبدلا من أن تعتمد الحركة الفلسطينية على شعبها، بتأمين مواردها، بات الشعب (أو قسما منه) يعتمد على حركته الوطنية. ومعلوم أن هذه واحدة من أهم معضلات العمل الفلسطيني.

3- هزيمة يونيو/ حزيران 1967 والتداعيات الناجمة عنها، وما أحدثته من هزّة في الوجدان العربي والفلسطيني، بخاصة مع اختلال النظام السياسي والأمني العربي السائد، وحاجته للتغطية على تلك الهزيمة، وإيجاد تعويض للجماهير العربية يصرفها عن محاسبة النظم المسؤولة عن ذلك الحدث المزلزل. وقد شكل السماح بتوسّع المقاومة المسلحة، ولو إلى حدّ الانفلاش، مخرجا لتنفيس الاحتقان وتهدئة الخواطر في المجتمعات العربية. ولا شكّ في أن هذا التوسع أفاد فتح، حينها، ولكن هذه الحركة بطريقة بنائها وإدارتها لم تستطع تأطير التوّسع، أو التدفق، بشكل مناسب ومدروس، بتحويله من حالة كمية إلى حالة نوعية، ما انعكس عليها سلبا في مرحلة لاحقة، وأصابها بالترهل، وبتضخم بناها البيروقراطية والخدمية، وتوسع صفوفها من دون الالتزام بالمعايير النضالية أو معايير الكفاءة والدور.

4- لا شكّ في أن الأوضاع العربية، وتناقضات النظام الرسمي، سهّلت ذلك، ففي تلك الفترة كان العالم العربي يتنازع بين تياري مصر عبد الناصر من جهة، والسعودية وسوريا من الجهة الأخرى، وكانت مصر تسعى الى خلق تمثيل فلسطيني، وهو ما نتج منه تأسيس منظمة التحرير، وقتها (1964). وفي هذا الإطار فقد وجد المحور المناوئ لعبد الناصر في انطلاق فتح فرصة مناسبة لأخذ القضية الفلسطينية بعيداً من مصر، ولعل ذلك يفسّر التسهيلات التي أتاحها نظام «البعث»، في سوريا، لهذه الحركة منذ بداياتها، في منتصف الستينات، كما يفسر ذلك في العموم الدعم الخليجي لها.

5- على الصعيد الدولي، أيضا، بديهي أن ظروف الحرب الباردة، وانقسام العالم إلى معسكرين، أسهم بدوره في تدعيم المقاومة الفلسطينية، وشرعنتها، وتعزيز التعاطف معها والدعم لها، وهو ما أمنه الدعم السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، في تلك المرحلة، لحركة المقاومة، وبالخصوص لحركة فتح، التي رأت فيها ساحة مواجهة مع النفوذ الأميركي والغربي في الشرق الأوسط.

الآن، الشعب الفلسطيني، وقضيته، وحركته الوطنية، في لحظة تاريخية مصيرية، فما بعد حرب غزة، ليس كما قبلها، بالنسبة لفتح وحماس، وللفلسطينيين عموما، كما بالنسبة لمعادلات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

قد يكون ثمة ألف ملاحظة نقدية على أداء الحركة الوطنية الفلسطينية، وخطاباتها، وطرق عملها، وضمن ذلك على حركتي “فتح” و”حماس”، والنقد مستحق أمس واليوم وغدا، بيد أن ذلك لا يفترض مصادرة الحقيقة والواقع، وتنكّب خطاب لوم الضحية، إذ لا يجوز تحويل الضحية إلى معتد، والمعتدي إلى ضحية.

فنحن إزاء إسرائيل التي قامت كدولة استعمارية واستيطانية وعنصرية ودينية وعدوانية، وهي قامت بقوة الحراب، وبواسطة جلب مستوطنين من شتى أنحاء العالم، وبالاعتماد على القوى الغربية المهيمنة، وعلى حساب أهل الأرض الفلسطينيين. أي إنها قامت كحالة اعتداء على الشعب الفلسطيني من ٧٥ عاما، وكاعتداء على القانون الدولي، وهي التي قوضت عملية التسوية، رغم أن القيادة الفلسطينية تنازلت فيها عن أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين في حين ظلت هي تصارع الفلسطينيين على كل شبر في الضفة والقدس وتنتهك حرماتهم وكراماتهم وتصادر أرضهم وتدمر بيوتهم، مع فرضها الحصار على قطاع غزة، منذ 16 عاما، محولة إياه إلى أكبر سجن في العالم، تعتقل فيه 2.2 مليون فلسطيني، في ظروف صعبة جدا، ومن دون أي أمل.

تبعا لذلك فإن الفلسطينيين هنا هم الضحية، والمقاومة هي فعل إنساني وردة فعل طبيعية على الاضطهاد والظلم والاحتلال والحرمان من الحرية، ومن فرص العيش في حياة طبيعية. لذا وباختصار فإن إسرائيل تلك، المتوحشة، هي دولة إرهاب منظم وهي المسؤولة عن انتهاج الفلسطينيين للمقاومة بكل الوسائل، العنيفة والسلمية، المسلحة والشعبية، إذ لم تترك أي خيار لهم، لانتزاع حريتهم وحقوقهم.

مثلا، جدعون ليفي الكاتب الإسرائيلي المعروف يستغرب من إسرائيل ادعائها إنها ضحية، معتبرا إياها الدولة الأكثر وحشية وطغيانا في العالم، في تعاطيها مع الفلسطينيين، وهذا ابراهام بورغ يشبه تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين بتعامل النازية مع الشعوب في البلدان الأوروبية التي احتلتها أبان الحرب العالمية الثانية.

على ذلك فإن إسرائيل هذه يجب أن تعزل، وأن يفرض عليها عقوبات مثلما حصل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سابقا، ويجب أن تعرض على المحكمة الدولية من زمان، ولا يجوز المساواة بين غير المتساوين، أو بين الضحية والمجرم، هذا يعني منح حق الدفاع عن النفس للمجرم الذي قتل ولا زال ضحيته، أو ضحاياه، وفي ذلك فإنه لا يجوز التعاطي مع حدث مهما كان بمعزل عن سياقه، وهذا حتى بتعبير لأيلان بابيه وجوديث بتلر وجدعون ليفي وإبراهام بورغ، أو بتعبير أخر لإدوارد سعيد عن التمسك بالحقيقة والعدالة.

العنف عند الشعوب المُستعمرة، وضمنهم الفلسطينيين، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية نبيلة وعادلة سياسياً وأخلاقياً، تستهدف رفع كلفة الاحتلال، وإجبار المستعمر على الرحيل، بينما الحروب واستخدام السلاح والقوة وانتهاج القتل والاستخفاف بحياة البشر من طبائع النظم الاستعمارية والتسلطية، التي تملك الجيوش والترسانات الحربية القاتلة، وما يفترض إنه الفرق بين عنف المستعمِر وعنف، المستعمَر. طبعاً، لا ينطوي هذا على مفاضلة بين العنف والسلمية إذ هذا يخضع للظروف وللحالات المتعينة وللإمكانات وللجدوى السياسية وتحقيق الأهداف بأقل كلفة ممكنة.

ومع التقدير للبطولات والتضحيات، فإن المقاومة (وهي ما نستطيعه في ظروفنا) غير الحرب، كجيش لجيش، وإن نجاح المقاومة يكمن في القدرة على استنزاف العدو، لا استنزاف شعبنا، أيضا يفترض أن المقاومة تنبثق من رؤية سياسية واستراتيجية كفاحية واضحة ومستدامة وممكنة، ويستطيع شعبنا تحمل كلفتها، ويمكن استثمارها في إنجازات سياسية، إذ لا توجد مقاومة من أحل المقاومة أو تضحيات من أجل التضحيات، فالمقاومة وسيلة لتحقيق هدف التحرير والتحرر الوطني والإنساني.

على ذلك، فإن ما تقوم به إسرائيل اليوم، أو ما تحاوله، هو استكمال ما عجزت إسرائيل عنه في النكبة الأولى، أي تغييب الفلسطينيين، الذين لا يغيبوا، وترسيخ وجود إسرائيل من النهر إلى البحر، في محاولة منها، أيضا، تخليق مشرق عربي مختلف ومتجانس، بكل تنويعاته، يتيح لإسرائيل العيش بشكل طبيعي في المنطقة (لاحظ تشريد ملايين السوريين والعراقيين مثلا).

ما يجري اليوم استكمال لما جرى في العراق (2003)، وتسهيل الولايات المتحدة لإيران السيطرة عليه، والتسامح مع برنامجها النووي والصاروخي، ثم عدم ممانعتها دخول إيران وميليشياتها سوريا، للاستثمار فيها في تصديع البني الدولتية والمجتمعية في العراق وسوريا ولبنان، لصالح إسرائيل، وأيضا ابتزاز دول الخليج العربي بالبعبع الإيراني، على ما نشهد.

حكومات الغرب التي اصطنعت ودعمت وضمنت أمن إسرائيل وتفوقها، الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري على العالم العربي، طوال 75 عاما، تستكمل دورها، إذ بعد اصطناعها إسرائيل الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية والدينية والعدوانية، كحل للاسامية في مجتمعاتها، وللتكفير عن الهولوكست، وكقاعدة لفصل المشرق العربي عن مصر، وعن المغرب العربي، تسعى اليوم لاستكمال النكبة (١٩٤٨) بتمكين إسرائيل على حساب الفلسطينيين، ضحايا ضحاياها، وترسيخ وجودها في المنطقة، تلك هي القصة الأساسية فيما يجري.

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» على وشك الانهيار المالي، داعيا الدول المانحة لتحمل مسؤولياتها ودعم «الأونروا» للوفاء بالتزاماتها تجاه لاجئي فلسطين.

وقال غوتيريش: «نلتقي كل عام – وكل عام نواجه نفس التناقض، فمن ناحية، ندرك جميعًا الدور الأساسي الذي تلعبه الأونروا كشبكة أمان للفئات الأكثر ضعفًا، وركيزة للاستقرار الإقليمي، وحافز للتنمية، وأداة مهمة لمنع الصراع، وشريان حياة مليء بالأمل والفرص للملايين، ومن ناحية أخرى، نسمح للأونروا بأن تظل عالقة في مأزق مالي، والاحتياجات المتزايدة يقابلها ركود في التمويل».

وأشار إلى أن عددا من كبار المانحين وأكثرهم موثوقية للأونروا أعلنوا مؤخرًا بأنهم قد يخفضون مساهماتهم، مضيفا: «هذا مقلق للغاية، الوكالة تعمل بالفعل، بعجز يقارب 75 مليون دولار، لنكن واضحين، الأونروا على وشك الانهيار المالي».

ما سبق نص خبر صحفي نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، وهو استكمال لتصريحات برنامج الغذاء العالمي الذي أوقف بشكل مؤقت جزء من مساعدته عن أهالي قطاع غزة، حيث توقفت القسائم الشرائية عن 200 ألف فرد في القطاع، ما ينذر بكارثة إنسانية خطيرة، حيث بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي حسب تقارير البنك الدولي 63%، فكيف سيكون الحال بعد الخطوة الأخيرة التي بدأت مع بداية الشهر الحالي، والتي يتوقع الكثير من الخبراء أن تلك الخطوة ستزيد من نسبة البطالة وترفع نسبة انعدام الأمن الغذائي، وهو ما يدفع المنطقة لحالة من عدم الاستقرار قد تصل إلى الانفجار في وجه الاحتلال انطلاقًا من رفض فصائل المقاومة للتضييق على شريحة الفقراء في قطاع غزة والتي تصل نسبتها من بين سكان القطاع إلى 60%، وهذا يتم بعد استنفاذ جميع الخطوات الاحتجاجية والرسائل الدبلوماسية والاتصالات الإقليمية والدولية والأدوات الناعمة والخشنة.

مؤسسات الأمم المتحدة من الأونروا إلى برنامج الغذاء العالمي وغيرها من المؤسسات الأممية والدولية تدعي أنها تعاني أزمة مالية خانقة، وأن أولويات المانحين تتجه نحو ساحات غير فلسطين مثل أوكرانيا، وهنا نقول للأمم المتحدة وأمينها العام وللمجتمع الدولي ما يلي:

نقدم لكم الحل السحري، حيث يستطيع قطاع غزة أن ينتقل من مستقبل للمساعدات إلى متبرع لكل الشعوب التي تفتقد أدنى مقومات الإنسانية، وذلك عبر مسارين ممكن أن تعمل الأمم المتحدة على تحقيقها وهما:

الأول: إجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف سرقة موارد قطاع غزة في عمق البحر المتوسط، لا سيما الغاز الطبيعي، وتقديم المساعدة للفلسطينيين باستخراج الغاز وبيعه للعالم، وتوظيف الأموال في تنمية وبناء دولة فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة على وجه الخصوص، عبر تشييد ميناء بحري ومطار جوي لنقل الغاز والبضائع من قطاع غزة إلى الخارج والعكس.

الثاني: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وإلزام الاحتلال تحت البند السابع بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حسب القرار 194.

الخلاصة: نحن لسنا متسولين، وما تقوم به الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في دعم وإسناد الفلسطينيين هو أقل واجب من أجل التكفير عن الخطيئة السياسية الكبرى، بل الجريمة السياسية الكبرى والمتمثلة في العديد من الأحداث التي أوقعت ظلما تاريخيا على الشعب الفلسطيني، أهمها وعد بلفور المشؤوم، وحل مشكلة أوروبا على حساب الشعب الفلسطيني عبر الهجرات الإسرائيلية المتتالية على فلسطين ما قبل 1948 وما بعدها، وفرض شرط أممي للاعتراف بإسرائيل يقوم على تنفيذ إسرائيل لقرارات 181 – 194، إلا أن إسرائيل حصلت على اعتراف العالم وانقلبت على قرارات الشرعية الدولية ولم تنفذ أي منها، وأخيرًا وليس آخرًا انقلاب إسرائيل على اتفاق أوسلو وعلى حل الدولتين وارتكابها جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بالحرب والحصار والاستيطان والجدار.. إلخ.

Hossam555@hotmail.com