جهاد ملكه يكتب: بعد عام على انطلاقها.. الأداء الاسرائيلي في تعامله مع مسيرات العودة وكسر الحصار

 

في الثلاثين من مارس- آذار العام الماضي انطلقت اول فعالية لما أسمته حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية بمسيرات العودة وجاءت فكرة هذه المسيرة من اشخاص غير محسوبين على حركة حماس وحينما اشتد الحصار على قطاع غزة وكانت معضلة الحرب واللا حرب تبنت حركة حماس الفكرة واخرجتها الى حيز التنفيذ في هذا اليوم.

ويمكن تعريف مسيرات العودة بأنها “نضال شعبي كبير واحتكاك ومواجهات مع الاحتلال على نقاط تماس محددة، وتطورت في استخدام وسائل جديدة في المقاومة لم تكن تستخدم قبل ذلك كالطائرات الورقية والبالونات، وكذلك مواجهات شبه عسكرية موضعية قرب السياج الحدودي، ووصلت أوجها بجولات تصعيدية شملت القصف المتبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وأدى ذلك الى استشهاد العشرات من الفلسطينيين واصابة الآلاف من الشبان المشاركين في هذه المسيرات.

كيف ترى إسرائيل مسيرات العودة؟

تنظر إسرائيل الى مسيرات العودة، من حيث “خصائصها ومدتها” كحالة مختلفة كليا عن النزاعات التي خاضتها إسرائيل في هذه الجبهة في العقود الأخيرة. وعرفتها كـ”معركة جديدة” وهي احتكاك شعبي بحجم وقوة لم يُشهد مثلها في الماضي في قطاع غزة، وذلك حسب ما يراه ميخائيل ميلشطاين الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، والرئيس السابق لدائرة الجبهة الفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية برتبة عقيد. ويرى ميلشطاين أن نموذج النضال الشعبي، الذين ميز غالبا الضفة الغربية، الذي يكون فيه الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي والجمهور الفلسطيني واسعا نسبيا، جرى نسخه إلى جبهة القطاع، وملاءمته للظروف الخاصة في المنطقة. وذلك إلى جانب الحفاظ على تواصل مستمر للمواجهة، التي ألزمت إسرائيل بحالة تأهب دائم، وحشد قوات كثيرة، وحتى حرف الانتباه عن التحديات الإستراتيجية المركزية التي تواجهها، وفي مقدمتها الجبهة الشمالية وأن غاية حماس من هذا النضال هو إنقاذها من الضائقة متعددة الجوانب التي تواجهها، وذلك من دون المخاطرة بمعركة عسكرية واسعة النطاق وبالغة الأضرار على غرار معركة “الجرف الصامد”.

وبحسب ميلشطاين فإن هدف المعركة الجديدة كان الضغط على إسرائيل كي تسمح بتسهيلات مدنية في قطاع غزة في أعقاب الضائقة المدنية التي واجهتها حماس من جهة؛ ومن الجهة الثانية، غاية النضال حرف أنظار سكان القطاع عن مشاكلهم الداخلية وتحويل إحباطهم نحو إسرائيل. وكان من شأن الصيغة “الشعبية” لمعظم الأحداث أن يساعد في تجنيد شرعية داخلية وخارجية، ومن خلال ذلك منع إسرائيل من تحقيق تفوقها العسكري لدى مواجهتها التحديات الجديدة في جبهة غزة.

وبعد انطلاق مسيرات العودة، تزايدت الأصوات التي تدعو إلى التعامل مع غزة ككيان منفصل. ومن أبرز هذه الأصوات غيورا أيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، الذي دعا إلى اتباع سياسة مستقلة تجاه غزة، تقوم على الاعتراف بدولة غزة، وأن حماس الآن هي الحاكم الشرعي.

كما أن إسرائيل لا تريد لقطاع غزة أن ينهار، في ظل عدم وجود بديل عن سلطة حماس، قادر على ضبط الأوضاع والمحافظة على اتفاق التهدئة في العام 2014.

لقد وضعت مسيرات العودة وكسر الحصار الإقليم أمام تحديات استراتيجية، استدعت تدخلا دوليا مكثفا لمنع انهيار قطاع غزة وانفجاره. ونتيجة لذلك تعززت مكانة حركة حماس كلاعب رئيسي لا يمكن تجاوزه في كل ما يتعلق بشؤون غزة، باعتبارها صاحبة الدور والتأثير الرئيسي على مجريات الأوضاع هناك. ولتفادي إمكانية المواجهة العسكرية الشاملة مع قطاع غزة، فإن إسرائيل تعرض ما تسميه بتسهيلات مقابل شروط، ومنها زيادة عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم، والمصادقة على إدخال جزء من المواد التي كانت تعتبر مزدوجة الاستعمال، وزيادة مشروع التشغيل المؤقت التابع للأمم المتحدة لـ 40 ألف شخص وتوسيع مساحة الصيد قبالة شواطئ غزة وتطوير خطوط الكهرباء من إسرائيل الى قطاع غزة. وفي المقابل، فإن المطالب الإسرائيلية تشمل: وقف المواجهات الليلية والتي تعرف بفعاليات الارباك الليلي، ووقف المسير البحري والتعهد بألا تكون مليونية العودة في ذكرى يوم الأرض وذكرى مرور عام على مسيرات العودة، عنيفة.

لقد انفتحت حركة حماس على جميع الأفكار والمبادرات المطروحة، وتعاطت بمرونة عالية مع الوساطة المصرية، إلا أنه وحتى لو وافقت حركة حماس على هذه العروضات فمن المتوقع بقاء حالة التوتر النسبي قائمة، ومن غير المرجح الوصول الى حالة تهدئة حقيقية وذلك بسبب ان هذه العروضات لن ترفع حالة الحصار التي يعانيها قطاع غزة وسترفض الموافقة على وقف مسيرات العودة مقابل ترتيبات أو حلول جزئية، تدفع فيها الحركة ثمنا سياسيا لا تستطيع تحمل تبعاته، دون أن يعني ذلك عدم تعاطيها أو تعطيلها لأية إجراءات دولية لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، باعتبار أن ذلك يصب في مجرى كسر الحصار.

هل ستذهب إسرائيل الى مواجهة شاملة مع قطاع غزة؟

تشكل مسيرات العودة وكسر الحصار تحديا استراتيجيا لإسرائيل، فرض عليها التعاطي مع الضغوط والمبادرات الدولية، لأنها لا تحبذ خوض حرب جديدة في غزة نظرا لتكلفتها الباهظة، ولأن أولويتها في هذه المرحلة مواجهة التمدد الإيراني في سوريا. ومن المعروف أن دولة الاحتلال لديها استحقاق انتخابي قريب في التاسع من ابريل القادم، وهناك “بازار” انتخابي مشتعل بين الأحزاب الإسرائيلية ومن غير المتوقع بأن يجازف نتنياهو بالدخول الى حرب مع غزة بسبب خوفه من دفع الثمن ووضعه أمام أسئلة صعبة، وبالتالي سقوطه في الانتخابات وخسارته لرئاسة الحكومة المقبلة، كذلك فإن هناك خشية من اشتعال الجبهة الشمالية مع سوريا أو حزب الله بعد اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل. كذلك هناك معارضة أمريكية بسبب ما يعرف بصفقة القرن خوفا من أن هذه المواجهة سوف تؤدي الى تغير المشهد العربي والإقليمي والذي قد يؤدي الى وقف هذه الصفقة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]