جهود الأزهر في أزمة ميانمار.. مؤتمرات ومساعي دولية وحملات للتعريف بالقضية

محاولات مستميتة يقدم عليها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لتجاوز أزمة مسلمي الروهينجا بميانمار، من خلال محاولاته لاستشكاف طبيعة الأوضاع الداخلية للمنطقة، وبيان مدى تطابق الصورة الإعلامية مع الواقع الحياتي للمسلمين، قوبلت بإحجام السلطات الحكومية عن الاعتراف بأزمة أو تطهير أو اضطهاد يحدث حسبما يتم تداوله إعلاميا، ليخرج مؤتمر حكماء المسلمين خالي الوفاض من وضع قدم على الطريق، ما دفع الأزهر لبيان رغبته في زيارة على أرض الواقع لم تحدد بعد.

وعقد الأزهر لقاءات مع سفراء الدولة ذاتها، بمقر المشيخة حملت تأكيدات على رغبة الأزهر في أن يكون جزءا من الحل، وهو ما أكده سفير بورما الحالي من ترحيب بلاده بمبادرات الأزهر لاحتواء الموقف وتحقيق التعايش، ليدشن بعدها حملة للتعريف بالأزمة وما يصدر من تقارير متابعة دورية من قبل المرصد.

وجاء بيان الشيخ قبل يوم واحد من مؤتمر ألمانيا للسلام، لخص الطيب حديثه في أن العالَم الذي يتابع صورٍ مفزعةٍ ومروعة لأعمال القتل والتهجير، والحرق والإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي راح ضحيتها مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ماينمار، وأجبرتهم السلطات هناك على الفرار من أوطانهم تحت ضغط هجمات وحشية بربرية، لم تعرفها البشرية من قبل، ما كان ليشاهد هذا المشهد الهمجي واللاإنساني إلا في تلك الحالة التي نعيشها من ضمير عالمي قد مات، ومات أصحابه، وماتت معه كل معاني الأخلاق الإنسانية، وصمتت بموته أصوات العدل والحرية وحقوق الإنسان صمت القبور، وأصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان وسلام الشعوب وحقها في أن تعيش على أرضها، أصبح كل ذلك حبرًا على ورق، بل أصبح كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذي كتب به .

وقال الشيخ، إن الاكتفاء بمجرد الإداناتِ لم يعد يجدي نفعًا أمام ما يتعرَّض له المسلمين من عمليات إبادةٍ جماعيةٍ بأسلوب غادر، مشيرا إلي أن المناشدات الخجولة المترددة التي تطلقها المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت ضربًا من العبث وضياع الوقت، وأن تلك المنظمات كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام. وأشار إلي أن الأزهر سعى لتجميع الفرقاء المتصارعين وتقريب وجهات النظر المتصارعة في راخين حين استضاف، في بداية هذا العام بالقاهرة، عددًا من القيادات الشابة يمثلون كافة الأديان والعرقيات في ماينمار، ومنهم رهبان ورجال أديان، وذلك كخطوة أولى لوضع القضية على طريق السلام.

وفي كلمتة بمؤتمر السلام العالمي المنعقد بمدينة «مونستر»  بألمانيا والذي جاء تحت عنوان «طُــرُق السَّـــــلام» ، تحدث الطيب عن أزمة الروهينجا قائلا: ” ا​أحدَث فصول هذه المسـرحيَّات العبثيَّة في الشَّـرقِ؛ ما يَحْدُث اليَوْم لمواطنِي الرُّوهِينجا من المسلمين من إبادةٍ جماعيَّةٍ وتَهجيرٍ قَسْريٍّ، وعَجَزَ المُجتمع الدوليِّ عن إنقاذهم مِمَّا يَعْلَمه الجميع ومِمَّا تنقِلَه لنا شاشات التِّلفَاز ومواقع التواصل الاجتماعي من مآسٍ يئن لها ضميرُ الإنسانيَّة إن كان قد بقي للإنسانية ضمير في الشرق أو الغرب.

وتابع في كلمته ، هذه المآسي –أيَّتُهَا السَّيِّداتُ والسَّادَة-تَعْرِفُونها جَيِّدًا، ونَحْنُ نَعْرِفُها مَعَكُم حَقَّ المعرفة، وربَّما تردَّدَت على مسامِعنا وألفناها ولم تعد تستحق من اهتماماتنا شيئا يذكر من كثرة ما سمعنا عنها ورأينا منها.

إلَّا أن بعض القيادات الدينية في ميانمار ضربت بهذه الجهود عرض الحائط، وسمحت لهم ضمائرهم أن يتحالفوا مع عناصرَ متطرفةٍ مِن جيش الدولة المسلَّح، للقيام بعمليات إبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ ضد المواطنين المسلمين، مؤكدا عدم وقوفه مكتوف الأيدي أمام هذه الانتهاكات اللاإنسانية. وتوعد أن يقود الأزهر تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار .

وشدد علي ضرورة أن تتحرك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وبخاصةٍ مجلس الأمن، وصُنَّاع القرار في الدول العربية والإسلامية وأن يبذلوا أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين معلنا تأسفه من موقف متناقض لرئيسة وزراء تحمل جائزة نوبل للسلام. واستثمر الشيخ حديثه أمام العالم أمس ليؤكد أن القضية لم تعد بحاجة للتنديد، وأن الحل يكمن في أخلاق عامة عابرة للقارات، وحوار صادق بين الأديان يقوم علي السلام، مع ضرورة الابتعاد عن امداد الإرهاب ورعايته لصالح تجار السلاح.


وأكدت  المنظمة العالمية لخريجي الأزهر أن بيان الأزهر الشريف الذي ألقاه شيخ الأزهر الشريف ، بشأن عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمين في بورما جاء نصرة لهؤلاء المستضعفين الذين يتعرضون لأقصى عمليات القتل والتعذيب والحرق والتهجير وسط صمت عالمي رهيب .

وقالت المنظمة ،  إن نداء الأزهر الشريف جاء لاستنهاض الضمير العالمي الذي يتعامل بأسلوب غير إنساني مع المجازر التي يتعرض لها مسلمو الروهينجا في بورما، محذرة من استمرار التجاهل الدولي لهذه الأزمة وتأثير ذلك على الأمن والسلم العالمي .

وناشدت المنظمة المجتمع الدولي بضرورة تفاعله مع التحرك الإنساني للأزهر الشريف لوقف هذا العدوان، معربة عن تقديرها للجهود التي يقودها فضيلة الإمام الأكبر من أجل وقف المجازر الوحشية التي ترتكب بحق المسلمين في بورما، موضحة أنها تأتي في إطار جهود فضيلته من أجل نشر ثقافة التعايش و السلام في العالم أجمع .

الدكتور على النعيمي ، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين ، أكد أن المجازر التي ترتكب بحق مسلمي ماينمار ، تضع المجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة أمام مسؤولياتها للتحرك العاجل لوقف هذه المذابح البشعة.

وأضاف النعيمي: أن هذا البيان التاريخي الذي ألقاه شيح الأزهر يأتي انطلاقا من عالمية الأزهر ورسالته الوسطية ومرجعيته للمسلمين حول العالم ،موضحا أن الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين كانا اول من تحرك بشكل فاعل لإقرار السلام في ميانمار عبر مؤتمر السلام الذي عقده في العاصمة المصرية القاهرة قبل أشهر.

وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أن إعلان الأزهر عن قيادة تحرك عربي وإسلامي ودولي لنصرة مسلمي بورما من شأنه العمل بقوة على وقف المجازر التي ترتكب بحق هؤلاء الأبرياء لما للأزهر الشريف وامامه الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين من مكانة وتأثير على كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]