جهود مصرية للتهدئة.. تراشق التهديدات بين إسرائيل وغزة إلى أين؟

ارتفعت حدة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، منذ فجر الإثنين، بعد سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة، على منطقة كفار سابا شمال تل أبيب.

هذه التهديدات، ورغم مظاهرها العنيفة، لن تؤدي إلى حالة “حرب”، بل سيكون هناك رد مدروس وليس عشوائيا من كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وفق تصريحات الطرفين.

حشد عسكرى

في إسرائيل يرون أن الرد سيكون بعد عودة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من أمريكا، خاصة أن الأخير هدد عقب إطلاق الصاروخ قائلا: “لقد انتهيت من الاطلاع وتشاورات مع رئيس الأركان ورئيس الشاباك ورئيس مجلس الأمن القومي، كان هناك هجوم على إسرائيل وسنرد بالقوة”.

وحمل رئيس “حزب العمل”، آفي غباي، نتنياهو مسؤولية تدهور الوضع الأمني، قائلا: إنه “فقد الردع وعزز من قوة حركة حماس، وأعاد الأمن في غلاف غزة، والآن في بلدات وسط إسرائيل إلى بداية سنوات الخمسينيات”.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي،  عبر حسابه على موقع تويتر، “لقد أنهى رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع، وتقرر استدعاء لواءين عسكريين ومقر قيادة فرقة عسكرية إلى منطقة الجنوب، استعدادا لكل الاحتمالات”.

وحمل المتحدث الإسرائيلي، حركة حماس المسؤولية عن إطلاق الصاروخ من قطاع غزة باتجاه وسط إسرائيل، وكشف أن “الصاروخ من إنتاج ذاتي لحماس”.

بينما قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي، نعوم أمير: “في هذه الجولة يجب على الجيش “الإسرائيلي” استعادة الردع، وإلا فإن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا، وأن الأشهر الستة الماضية قلت مرارا وتكرارا عبر القناة إن نتنياهو لن يذهب إلى الانتخابات دون جولة تصعيد مهمة في غزة”.

وذكر المحلل الإسرائيلي، ووفقا لقناة 20 العبرية، أنه “وبعد 4 سنوات ونصف استعادت حماس قدراتها ورأينا ذلك عندما أطلق صاروخ مداه يبلغ 120 كيلومترا من إنتاجها الخاص، وبذلك هي تقرر العودة إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل”.

وطالب عضو الكابينت، الوزير إيلي كوهين، بالعودة إلى سياسة الاغتيالات، “يجب استخدام قوة الجيش الإسرائيلي”، وفق ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

تهديد فلسطيني بالرد

ولم تقف الفصائل الفلسطينية مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الإسرائيلية، بل ردت على أنها ستكيل الرد لإسرائيل في حالة إقدام الاحتلال على قصف قطاع غزة.

وحذر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، قائلا: “نحذر الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب أي عدوان ضد قطاع غزة، وعلى قادته أن يعلموا أننا سنرد بقوة على عدوانهم”.

و ردا على اتهامات الاحتلال الإسرائيلي لحركة حماس بشنها هجوما صاروخيا في شمال تل أبيب، نفى مسؤول في الحركة، الإثنين، اتهام إسرائيل بأنها تقف وراء إطلاق الصاروخ الذي أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجروح.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، “لا أحد من حركات المقاومة، بما في ذلك حماس، مهتم بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه العدو”.

وأضاف أن الرسالة نفسها سلمت إلى مصر التي تصرفت كوسيط بين إسرائيل وحماس.

كما أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قرع حكومة اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف طبول الحرب والعدوان ضد قطاع غزة المحاصر، والمنكوب اقتصاديا واجتماعيا.

وحذرت من مغبة وخطورة العودة إلى إشعال نيران الحرب في المنطقة، لما ستلحقه من دمار وأذى لكل الأطراف دون استثناء، كما حذرت الجبهة نتنياهو من توسل الدم الفلسطيني ورقة في استقطاب الصوت الانتخابي، ودعته إلى استخلاص واستيعاب دروس من سبقه في هذا المضمار، ومنهم شمعون بيريس الذي أدت حربه ضد شعبينا اللبناني والفلسطيني في لبنان عام 1996 إلى وقوع مجازر وضعت حداً لحياته السياسية.

من جهتها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبر ذراعها العسكري “كتائب أبو علي مصطفي”، إنها جاهزة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والرد بكل قوة على أي حماقات يرتكبها قادة الاحتلال الإسرائيلي”.

من جهته، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، الدكتور وجيه أبو ظريفة، إن الرد الإسرائيلي المتوقع على غزة ردا على قصف تل أبيب سيتماشى مع القيود المتعددة التي تكبل دولة الاحتلال وبالتالي من المتوقع أن لا يخرج عن المعتاد من قصف جوي قد يكون أكثر قوة من المرات السابقة لعدد من مواقع عسكرية وتدريبية لفصائل المقاومة في غزة دون أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.

وعلى الجانب الفلسطيني، فإن حركة حماس وفصائل المقاومة لا تريد أن تدخل حربا قد تعطي لإسرائيل ذريعة لتدمير قدراتها العسكرية المتعاظمة وسط ظروف يصعب فيها تعويضها بسهولة، وأيضاً لا تريد حربا تدمر غزة، ومن ثم قد لا تجد من يستعد لإعادة إعمارها مرة أخرى، ولا تريد أن تقع حرب قد تقضي على مسيرات العودة، خاصة مع التحضير لإحياء ذكرى مرور عام كامل على انطلاقها بمليونية الأرض والعودة في يوم الأرض.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، إياد القرا، إن “الفصائل الفلسطينية لا ترغب في مواجهة واسعة، لكن يعتمد على التعامل الإسرائيلي، ففي حال شن عدوانا واسعا سيكون من الصعب امتصاص الضربات، كما حدث قبل أسبوعين، عندما قصفت تل أبيب، وهنا الحديث عن كتائب القسام.

وذكر القرا، أن نتنياهو سيرد بمستوى يضمن عدم الذهاب لحرب واسعة، لكن يريد استعادة ماء الوجه، لكن لا شيء مضمون إذا ما ارتكب الجيش حماقة تقود لحرب  الإقليم غير مهيأ للسيطرة عليها أو التعامل معها.

جهود مصرية للتهدئة

وقالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن “القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، يتابعون بقلق عميق التطورات المتلاحقة في قطاع غزة”.

وذكرت منظمة التحرير، أن التصعيد الإسرائيلي يأتي في ظل الجهود المصرية التي تعمل على تثبيت التهدئة في قطاع غزة، خاصة أن حكومة بنيامين نتنياهو تسعى إلى استخدام هذه التطورات في المزاد الانتخابي الإسرائيلي أوائل الشهر القادم، وتوظيفها لصالح نتنياهو شخصيا، وحلفائه في اليمين المتطرف “.

وكانت مصادر للغد، ذكرت أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتجنب التصعيد في قطاع غزة.

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، عبر تويتر، إنه “يتم العمل مع مصر وجميع الأطراف لتجنب التصعيد، لكن الوضع لا يزال متوتر جدا”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]