جوائز 2022 الأدبية.. النساء يتصدرن المشهد
انتهى عام 2022 دون أن يشهد مفاجآت كبرى على مستوى الجوائز الأدبية المعروفة عالميا أو إقليميا، ربما يكون اللافت فقط هو الحضور البارز للنساء في هذه الجوائز حيث شهد العام حصد سيدات أكثر من جائزة أدبية مرموقة.
جائزة نوبل للآداب
البداية مع جائزة نوبل للآداب التي ذهبت إلى الفرنسية آني إرنو، وقالت لجنة الجائزة في حيثيات منحها لإرنو أن أعمالها غير مهادنة، صورت على مدى خمسة عقود حياة تشوبها الفوارق الكبرى في اللغة والجنس والطبقة، وقال البروفيسور كارل هنريك هلدن رئيس لجنة الجائزة إن أعمال الكاتبة مثيرة للإعجاب وقوية
وتبلغ إرنو من العمر 82 عاما، وهي أول امرأة فرنسية تحوز الجائزة، درست الأدب، وعملت كمربية في لندن، ثم تزوجت وأنجبت طفلين، وعلّمت الفرنسية في مدرسة ثانوية، ونشر كتابها الأول “الخزائن الفارغة” عام 1974.
وترجمت لها للعربية عدد من الأعمال طوال العقود السابقة ومنها (المكان)، (امرأة)، (الاحتلال)، (شغف بسيط)، (انظر إلى الأضواء يا حبيبي)، (الحدث) وغيرها من الأعمال.
جائزة البوكر العربية
جائزة البوكر العربية ذهبت هذا العام إلى الليبي محمد النعاس عن روايته (خبز على طاولة الخال ميلاد).
ولد النعاس في مدينة تاجوراء بليبيا عام 1991 له إصدارات عديدة في الشعر والقصة القصيرة منها (إنسان)، (دم أزرق) وهو أول ليبي يفوز بجائزة البوكر العربية.
مجلس أمناء الجائزة قال في حيثيات منح الجائزة للنعاس “تسرد الرواية قصة حياة شخصيتها الرئيسة، ميلاد، في علاقاتها التي تتقاطع، بتوتر جندري، مع محيطها الاجتماعي بكل توقعاته المتوارثة في المجتمع الليبي في النصف الثاني من القرن العشرين.. يطل علينا ميلاد من ثنايا السرد، متقمصاً دور الراوي العليم، ليدخلنا في عوالمه الباطنة التي يتخمر فيها الخبز، نابضاً بحياة تجعل منه شخصية رئيسة، في النص الروائي، إلى جانب ميلاد.. ومما يميز هذا النص الروائي الماتع الجرأة في السرد، والاقتصاد فيه، والانفتاح على مسارات من القص لا توصد الأبواب، وتدفق اللغة التي تنساب الفصحى في عروقها بألق لا مبالغة فيه، للتعبير عن خبايا الروح والجسد بلا تكلف أو ابتذال”.
وأضافت اللجنة: “خبز على طاولة الخال ميلاد” رواية فريدة من نوعها، وتقع أحداثها في ليبيا.. في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي بحسب ما يراها مجتمعه. يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكوِّن نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب.
النعاس قال، إنه لم يكن يتوقع فوز الرواية بجوائز وفوجئ عندما وجدها في القائمة الطويلة للبوكر ثم القائمة القصيرة، وأضاف أنه تأثر في تجربته الإبداعية بكل من الطيب صالح، وإبراهيم الكوني.
جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية
وفي مصر، حازت فاطمة قنديل جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية والتي تمنحها الجامعة الأمريكية عن روايتها (أقفاص فارغة) الصادرة عن دار الكتب خان بالقاهرة في 2022.
المحكمون وصفوا الرواية بأنها «لا تتنازل عن الصدق فى رواية علاقات العنف الكامنة تحت السطح فى حياة أسرة عادية من الطبقة المتوسطة المصرية، علاقات القوة الجندرية».
وقالوا أيضًا إنها «تمحو الحدود بين التخييلى والسِّيَرى، الذاتى والمجتمعى، بين الخطابى والتمثيلى، بين الحياة والتدوين والفنّ، ما يفضى إلى التشكّك فى الحدود المفترضة بين السيرة والرواية، ويعيد النظر، مجدَّدا وعلى نحوٍ طازج، فى تعريف كلّ منهما»،
وأضافوا أن فاطمة قنديل «تكتب الحكاية بلغة مراوغة، كلما أوشك القارئ على تصنيفها تنزلق من بين أصابعه، فهى شاعرة» فى المقام الأول وإن «رواية فاطمة قنديل تأمّل حسّاس وصادق يدلّ على حيوية السرد العربى وتفنّنه أو تعدد استخداماته. تشبك قنديل القارئ بلا تردد فى النسيج النفسى لعلاقات حميمة ومشحونة، وذلك كى تحكى قصة الأنوثة والأسرة والخسارة التى تلازم القارئ فترة طويلة بعد الصفحة الأخيرة»
وفاطمة قنديل شاعرة وأكاديمية مصرية، ولدت في السويس في 1958. حصلت على الماجستير عن أطروحتها “التناص في شعر السبعينيات”، وحصلت على الدكتوراه عن أطروحتها “عن شعرية الكتابة النثرية لجبران خليل جبران” ولها عدد من الدواوين الشعرية منها ( عشان نقدر نعيش) ، و( صمت قطنة مبتلة).
جائزة الشيخ زايد للكتاب “فرع الآداب”
أما جائزة الشيخ زايد للكتاب “فرع الآداب” فذهبت هذا العام إلى الإماراتية ميسون صقر عن كتابها (مقهى ريش.. عين على مصر) الصادر عن دار نهضة مصر بالقاهرة.
يرصد الكتاب تاريخ مصر ودورها الحيوي الذي لعبته في صنع التاريخ الذي نعرفه اليوم؛ حيث يتناول تاريخ المقهى منذ أن اختار مالكه الأول “ميشيل بولتيس” اليونانى المغامر محب الفن والثقافة، هذا المسار، وصولًا لعائلة عبد الملاك التي لا تزال تديره وتحافظ عليه من خلال أحفاده كإرث ثقافي يتجاوز الخاص إلى العام، كما يكشف الكتاب مصحوبًا بالعديد من الوثائق التي تنشر لأول مرة عن الدور الذي لعبه المقهى في إنتاج الأفكار وبلورة صيغ فريدة للحوار اقترنت بمحطات التحول الرئيسية وبصورة جعلته أحد المعالم الثقافية الرئيسية في عمارة المدينة التي تقاطعت مع الشأن العام.
وميسون صقر، شاعرة وفنانة تشكيلية وروائية من الشارقة، مقيمة ما بين القاهرة والإمارات، ولدت بالإمارات، وتخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من قسم السياسة بجامعة القاهرة، وعملت في المجمع الثقافي بأبوظبي في مركز الوثائق، لها عدة مشاركات فنية وشعرية بالعديد من المهرجانات العربية والدولية، وأصدرت عددا من الأعمال الإبداعية ما بين الشعر والقصة ومنها ( مخبية في هدومها الدلع)، (ريحانة)، (في فمي لؤلؤة).
