رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، ما وصفه بـ«الادعاءات» حول وجود مجاعة في غزة التي مزقتها الحرب وذلك خلال لقائه بوزيري خارجية بريطانيا وألمانيا.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن «رئيس الوزراء رفض ادعاءات المنظمات الدولية بشأن المجاعة في غزة»، وذلك في الوقت الذي تحذر فيه وكالات الإغاثة والأمم المتحدة من أن قطاع غزة على شفا المجاعة مع استمرار العدوان الإسرائيلي.
تناقض نتنياهو
وتتعارض تصريحات نتنياهو مع ما صدر من بيانات وتصريحات خلال الأشهر الماضية حول المجاعة في غزة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن أن نحو 34 طفلًا استشهدوا نتيجة المجاعة في أنحاء قطاع غزة.
ورصدت بعض المستشفيات وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجوع منذ الشهر الماضي، وحذرت من وفيات أخرى يمكن تفاديها إذا توفرت الإمدادات الطبية.
وقال مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأمم المتحدة أمس الثلاثاء 16 أبريل/ نيسان إن المنظمة الدولية لا تزال تسعى جاهدة لمنع حدوث مجاعة في قطاع غزة، ولا تزال هناك صعوبات تواجه توصيل المساعدات داخل القطاع.
وأضاف آندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن تسليم المساعدات داخل غزة يواجه تأخيرات كبيرة عند نقاط التفتيش، وخلال الأسبوع الماضي تم رفض 41% من الطلبات التي قدمتها الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات لشمال غزة.
وتابع «المشكلة لا تتعلق فقط بالطعام. المشكلة هي أن المجاعة أكثر تعقيدا بكثير… إنها أكبر بكثير من مجرد إدخال الدقيق».
وأردف قائلا «المياه والصرف الصحي والصحة أمور أساسية لدرء المجاعة».
كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في وقت سابق هذا الشهر، أن أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يعانون من الجوع والخوف، ويواجهون خطر هجوم إسرائيلي.
وتحدث جيمس إلدر المتحدث باسم المنظمة، في مقطع مصور نشرته يونيسف عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن معاناة الأطفال الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة في رفح تحت هجمات الاحتلال الإسرائيلي بعد أن نزح 1.5 مليون شخص إليها، مشيرا إلى أنه تم الطلب من الفارين من الهجمات الإسرائيلية بأن يتوجهوا إلى رفح وأنهم سيكونون آمنين هناك، مؤكدا أنه رغم ذلك، تم تنفيذ هجمات وحشية ضدهم.
أزمة المساعدات
ولطالما اشتكت الأمم المتحدة من عقبات تحول دون إدخال المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة. لكن الغضب العالمي من الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة تصاعد بعدما أدت غارة جوية إسرائيلية في مطلع أبريل/ نيسان إلى مقتل موظفي إغاثة من منظمة ورلد سنترال كيتشن.
والأسبوع الماضي، قالت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، للمشرعين الأميركيين، إن الناس في أجزاء من شمال غزة بدأوا يواجهون المجاعة.
وبحسب موقع أكسيوس، فإن باور هي أول مسؤول أميركي يقول علناً إن المجاعة قد بدأت في أجزاء من القطاع، الذي كان على وشك المجاعة لعدة أشهر بسبب انقطاع المساعدات الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي.
وجاء تقييم باور خلال حوار مع النائب خواكين كاسترو «ديمقراطي من تكساس» أثناء جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأربعاء الماضي.
وسأل كاسترو باور عن برقية أرسلتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مؤخرًا إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ومكاتب وزارة الخارجية والمكاتب الدبلوماسية في الخارج. وحذرت البرقية من احتمال حدوث مجاعة في أجزاء من قطاع غزة وأن وتيرة الوفيات المرتبطة بالجوع «سوف تتسارع في الأسابيع المقبلة».
وقالت باور إن التحذير في تلك البرقية يستند إلى تقييم حديث صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي «IPC» المدعوم من الأمم المتحدة، والذي قال إن الناس في شمال غزة قد يبدأون في مواجهة المجاعة في وقت مبكر من شهر مارس/ آذارالماضي.
وأضافت: «هذا هو تقييمهم، ونحن نجد أن هذا التقييم يتمتع بالمصداقية».
المجاعة على الأبواب
والشهر الماضي، أعلن منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، أن قوات الاحتلال استهدفت 31 مركزا لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقال وينسلاند إن المجاعة في شمال غزة أصبحت على الأبواب، وهناك بالفعل وفيات جراء سوء وانعدام التغذية.
وأضاف المسؤول الأممي أن إسرائيل تتعنت في إيصال المساعدات إلى شمالي قطاع غزة.
وفي مارس/ آذار الماضي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المجاعة ترمي بثقلها على الفلسطينيين في قطاع غزة، كما توقع تقرير تدعمه الأمم المتحدة، تفشي المجاعة من الآن وحتى مايو/آيار المقبل في شمال قطاع غزة، حيث يستمر حصار 300 ألف شخص بسبب القتال.
وجاء في التقرير المستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى كارثيا من الجوع في جميع أنحاء قطاع غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالي نصف السكان.
وأضاف أن المجاعة متوقعة ووشيكة في محافظتي شمال غزة وغزة، ومن المتوقع أن تصبح واقعًا جليًّا خلال الفترة المشمولة بالتوقعات من منتصف مارس 2024 إلى مايو 2024.
وقال مسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش، في مارس/ آذار الماضي، إن هناك مناطق في غزة تعاني مجاعة بالفعل، ويمكن أن تمتد إلى القطاع بكامله.
________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد