«جوجل» يتذكر «أستاذ حمام» بعد 127 عاما من ميلاده
تحتفل جوجل اليوم، الخميس، بذكرى ميلاد الكوميدي الراحل نجيب الريحاني، أحد أعمدة الكوميديا في السينما العربية، والذي أضحك الكثيرين بصدق الأداء.
الريحاني من رواد المسرح المصري، وواحد من هؤلاء الذين انتقدوا من خلال أعمالهم الواقع الذي نعيشه بسخرية لاذعة، وأجاد ترجمة إحساسه بصدق مبالغ، وهو صاحب مدرسة كوميدية فريدة من الصعب أن تتكرر.
ولد نجيب إلياس ريحانة في حي باب الشعرية بمصر عام 1889 لأب عراقي يعمل في تجارة الخيول وأم مصرية، تأثر كثيرا بها، وأجاد السخرية حتى من نفسه.
وعاشر الريحاني بحكم حياته في باب الشعرية الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة، وبدت عليه ظاهرة الانطوائية إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية، ما أتاح له فهم هذه اللغة وتطويعها لعقليته الصغيرة، ولم يكمل تعليمه لتدهور ظروف والده المادية، مكتفيا بشهادة البكالوريا، واضطر للعمل مبكرا في وظيفة تمكنه من مساعدة أسرته.
المسرح
أشاد الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بالريحاني، وقال «الريحاني استطاع عبر أعماله أن يسخر من الإنجليز والاستعمار وكل المظالم بأعلى صوته من فوق منبره المسرح».
بدأ الريحاني حياته الفنية من المسرح، وتسببت بعض أعماله في خروجه من مصر هربا من الاعتقال أو بطش الملك به مثل مسرحية «حكم قراقوش»، والتي كتبها صديقه الفنان بديع خيري، وهاجم فيها الملك فاروق.
ظهرت شخصية «كشكش بيك»، التي اشتهر بها، بعد صراع دام أكثر من 8 سنوات بين الفرق المسرحية، انضم لفرقة «عزيز عيد»، حيث أدى أدوارا ثانوية في روايات كوميدية، مثل «ضربة مقرع»، و«ليلة الزفاف».. لينتقل بعدها إلى فرقة «سليم عطا الله»، براتب قدره 4 جنيهات شهريا، ثم بعدها بعدة أشهر عمل مع فرقة «الشيخ أحمد الشامي» في نفس تلك الأدوار الثانوية، التي كان يؤديها سابقًا.
وفى سنة 1912 انضم إلى فرقة الأستاذ «جورج أبيض»، وتسبب حادث مضحك في تركه للفرقة، ففي إحدى الليالي كانت الفرقة تمثل رواية صلاح الدين الأيوبي، وكان الريحاني يقوم بدور ملك النمسا، فوضع مكياج الشخصية بصورة تشبه الإمبراطور فرانسوا جوزيف ملك النمسا في ذلك الوقت، الذى كان ذو لحية طويلة، وعندما ظهر على المسرح ضج الجمهور بالضحك، وسخر منه زملاؤه، فترك الريحاني الفرقة على أثر ذلك.
أخذت تسير مركب الريحاني تتخبط من فرقة إلى أخرى، ومن جوقة إلى جوقة حتى تستقر على جزيرة مهجورة في عالم الفن تسمى كازينو «أبيه دى روز»، الذي يزامله به «استفان روستى» فيما يسمى بمسرح «خيال الظل»، حيث يقوم الممثلون بالتمثيل من خلف الستار.
وبعد نجاح شخصية «كشكش بيه» المدوي خرج الريحاني على جمهوره، من خلال فرقة «الريحاني» بأكثر من 50 مسرحية، صارت للأسف أثرا بعد عين، فلا يوجد تسجيل واحد لأي منها.
زواج
تزوج نجيب الريحاني من الراقصة السورية بديعة مصابني، التي هجرته، لأنها آثرت الاهتمام بفنها، عاودا الارتباط لفترة لينتهي بهما الحال إلى الطلاق، إذ كانت بديعة تعتبر الزواج عائقا لطموحاتها، وأن غيرة نجيب الريحاني تزيد الطين بلة، لم يرزق منها بأطفال لكن بديعة قامت بتبني فتاة يتيمة بعد طلاقها منه.
كما تزوج أيضا من «لوسي دي فرناي» الألمانية بين عامي 1919 – 1937 وأنجب منها «جينا» ولكنها نسبت في الوثائق إلى شخص آخر كان يعمل ضابطًا في الجيش الألماني بسبب قوانين هتلر التي تمنع زواج أي ألمانية من شخص غير ألماني.
مرض وموت
رحل نجيب الريحاني عام 1949 قبل إتمام مشاهده الأخيرة من فيلم «غزل البنات» أمام المطربة ليلى مراد والفنان أنور وجدي، وهو ما جعل أنور مخرج الفيلم يضطر لتغيير النهاية.
توفي الريحاني متأثرا بمرض «التيفويد»، وبحسب ما جاء على موقع ويكيبيديا فإن الدكتور أحمد سخسوخ الناقد المسرحي، أرجع وفاة الريحاني للإهمال الطبي من قبل إحدى الممرضات التي أعطته جرعة زائدة من عقار الأكرومايسين.
وذكرت ابنته جينا أن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، عندما علم بمرض الريحاني أرسل إلى أمريكا في طلب حقن تشفيه من مرض التيفويد، لكن الريحاني مات قبل وصولها.
