«نعم، أنا المتسبب في ذلك».. هكذا اعترف الهاكر الروماني جوسيفر، بأنه كان السبب وراء اختراق البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
يأتي ذلك فيما علقت وزارة الخارجية الأمريكية، بناء على طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي، أمس الجمعة، في التحقيقات حول استخدام المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون بريدا إلكترونيا خاص لإرسال واستقبال رسائل صنفت بأنها «سرية للغاية»، أثناء منصبها وزيرة للخارجية الأمريكية في الفترة من 2009 لـ 2013.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إليزابيث ترادو، أن «مكتب التحقيقات الفيدرالي طلب تعليق تحقيقاتنا الداخلية في حين يجري تحقيقا آخر في وكالة إنفاذ القانون».
وبالتزامن مع تعليق التحقيقات، ظهر المتهم الأول باختراق البريد الالكتروني لوزيرة الخارجية السابقة، للمرة الأولى، في أحد محاكم الولايات المتحدة بعد الإعلان عن تسليم رومانيا له بناء على طلب أمريكي.
مارسيل لازر ليهيل، المعروف بـ «جوسيفر»، كان يعمل سائق تاكسي، عندما تم القبض عليه في رومانيا، في يناير 2014، وحكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتهم «جوسيفر» باختراق الحسابات الرسمية لمسئولين بالإدارة الأمريكية، حيث صدر في 2014 لائحة اتهام أمريكية بشأنه باختراق أجهزة الكمبيوتر المحمية، ووفقا للائحة الاتهام الموجهة له فإنه اخترق البريد الالكتروني وحسابات فيسبوك لعائلة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، وإرسال تلك المعلومات إلى وسائل الإعلام.
واشتهر «جوسيفر» في 2013، عندما اخترق حسابات البريد الإلكتروني لأسرة بوش ونشر أعمالا فنية للرئيس السابق، بينها صور شخصية له وهو في حوض استحمام، كما نشر، في العام نفسه، رسائل عاطفية أرسلت عبر البريد الإلكتروني إلى وزير الخارجية الأسبق كولن باول من كورينا كريتو، نائبة رومانية في البرلمان الأوروبي، ما دفع باول لنفي وجود علاقة بينهما.
واخترق جوسيفر حساب البريد الإلكتروني الخاص برئيس جهاز الأمن السري اليوناني، جورج مايور، على موقع ياهو، والذي قالت وكالته إنه كان يستخدم من قبل في المراسلات الأكاديمية.
مساعدة وزير العدل الأمريكي قالت، أمس الجمعة، أن الاتهامات الموجهة لـ جوسيفر قد تقوده إلى أحكام تصل إلى 100 عام، فيما قالت النائبة الأولى أن «لازر انتهك خصوصية ضحاياه معتقدا أنه يختبأ خلف شبكة الإنترنت» مهددة بأن «من يرتكب جرائم ضد مواطنين أمريكيين، فإنه سيخضع للعدالة والإجراءات الأمريكية، أينما كان مكانه».
وفي إحدى مقابلاته الصحفية، قال جوسيفر أنه «ليس مبرمج وأن ما يقوم به هو عمل تلقائي، فهناك مئات المبرمجين»، مؤكدا أنه «لم يستخدم الوسائل الالكترونية لاختراق الحسابات الشخصية، الذكاء فقط، إنه العامل الإنساني وليس التكنولوجيا هي من تصنع الفرق»، وتتمثل كل أدوات جوسيفر في «جهاز كمبيوتر، وهاتف محمول، وبعض الإرادة والصبر»
