جولات المنفي والدبيبة.. بين التمهيد لنيل الثقة وعراقيل الانقسام
ليبيا في انتظار مسار جديد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، للخروج من أزماتها، التي استفحلت على خلفية الصراع القائم بها.
ورغم التفاؤل المسيطر على الساحة الليبية، في ظل التحركات المكثفة لرئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي، ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، فإن تشكيل الحكومة الجديدة ينتظره العديد من العقبات.
على رأس تلك العقبات تجاوز الانقسامات الحادة بين الليبيين، والالتزام بخريطة الطريق، التي وضعها ملتقى الحوار السياسي الليبي.
وكذلك الابتعاد عن المحاصصة وتشكيل حكومة كفاءات، وصولا إلى الانتخابات التي حُدد موعدها نهاية العام الجاري، وذلك حتى لا يتكرر سيناريو الاتفاق السياسي الليبي المبرم في الصخيرات بالمغرب عام 2015.
ووسط دعم دولي وإقليمي للعملية السياسية في ليبيا، يسابق الفرقاء الليبيون الوقت لتثبيت أركان السلطة الجديدة وتشكيل حكومة موحدة، حيث شهدت الفترة الماضية تحركات عقدها محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، في أرجاء ليبيا، في إطار جهود توحيد المؤسسات ومناقشة ترتيبات عقد جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة.
وبين طبرق وطرابلس، واصل رئيس الوزراء الليبي الجديد، عبد الحميد دبيبة، جهوده لتحقيق توافق على تشكيل حكومة جامعة لا تستثني أحدا، تمهيدا لعرضها على البرلمان لإقرارها.
وإذا ما نجح دبيبة في تشكيل حكومة في الوقت المحدد بالسادس والعشرين من الشهر الجاري، فإن عليه مواجهة انقسام مجلس النواب الليبي وتوحيده كي تنال الحكومة ثقة النواب أو التوجه لملتقى الحوار السياسي لتقرير مصير الحكومة.
ومع تعدد الأزمات الليبية، فإن على السلطة الجديدة إذا ما حازت الثقة بعد إقرارها مواجهة ملفات معقدة وعلى رأسها وجود المرتزقه في الداخل الليبي وإقرار الأمن في البلاد، إضافة إلى التصدي للأطماع والوجود التركي في ليبيا المدعوم باتفاقات أبرمتها حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وبحسب محللين، فإن ليبيا بحاجة إلى حكومة قوية لمواجهة سيطرة عناصر الإخوان على مؤسسات الدولة، والنهوض بالاقتصاد الذي يشهده تراجعا حادا.
لكن البعض يتوقع أن يضع تنظيم الإخوان العراقيل أمام توحيد المؤسسة العسكرية اللليبية وإنهاء وجود الميليشيات والمرتزقة داخل ليبيا، كسبيل للحفاظ على نفوذ هذا التنظيم في الداخل الليبي.
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي من بنغازي محمد الترهوني، أن تحركات رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد الدبيبة في أخرجت الليبيين من الخوف من نفق الصخيرات المظلم والحروب.
وأضاف الترهوني، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن زيارة الدبيبة إلى القاهرة رسالة تفيد بأن السلطة التنفيذية تتجه في المسار الصحيح.
وأشار إلى أن الشارع الليبي يرى أن جماعات الإسلام السياسي قد تكون عائق أمام الحكومة الجديدة.
وأوضح أنه لا توجد دلالات تؤكد أن الدبيبة سيحصل على الثقة من البرلمان الليبي بالرغم من وجود دلالات على تفاهمات بينه وبين عقيلة صالح خلال لقائهما.
وشدد على أن طرابلس لن تكون أرض خصبة لمقر المجلس الرئاسي والحكومة الجديدة بسبب سيطرة الميليشيات عليها.
وفي نفس السياق أكد الكاتب والمحلل السياسي من طرابلس اسلام الحاجي، أن جولات رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد دبيبة ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ممتازة خاصة دعواتهم للسلام والتواصل مع كافة الأراضي الليبية.
وأضاف الحاجي، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، أن الرأي العام الليبي يرحب بجولات رموز السلطة التنفيذية في جميع أنحاء ليبيا.
وشدد على أن زيارة الدبيبة إلى شرق ليبيا لطمأنة أهاليه والتأكيد على أنه يمثل كافة أنحاء ليبيا.
وأشار إلى أن الدبيبة يرغب في الحصول على الثقة من البرلمان الليبي وليس ملتقى الحوار الليبي لذلك التقى مع رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح.
وأضاف أنه من الصعب على حكومة عمرها 10 أشهر مطالبتها بحسم الملف الأمني وحله.
وأكمل أن المطلوب من الحكومة الجديدة هو إحلال السلام في ليبيا وتسهيل توحيد الجيش ومهمة اللجنة العسكرية 5+5.
