جيش «الطائرات الانتحارية» الأول في العالم.. هل يحسم حرب روسيا وأوكرانيا؟
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن القوات الأوكرانية دمرت منظومة صواريخ روسية ذاتية الدفع من طراز Uragan (MLRS)، في هجوم شنته “طائرات انتحارية”، الا أن هذه الأنباء لم تؤكدها أي مصادر أخرى بشكل رسمي.
وتأتي هذه الأنباء وسط استعدادات متواصلة من الجيش الأوكراني لإنشاء ما يعتبره المحللون العسكريون أول جيش من الطائرات المسيرة “درونز” في العالم، اعتمادا على مئة مسيّرة ستتسلمها أوكرانيا من الولايات المتحدة الأمريكية، من طراز “سويتشبليد” التي تعد فعليًا قنابل طائرة مزوّدة بكاميرات، ويتم تحريكها بجهاز تحكّم يديرها مشغّل لتحديد الهدف والانقضاض عليه عندما تكون مستعدة لذلك لتنفجر باللمس، ولذلك سميت بالطائرات الانتحارية.
وهذه الخطوة يعتبرها المحللون “انعكاسا للنتائج الإيجابية التي حققتها الدرونز” في الحرب مع روسيا.
وتتميز الطائرات المسيرة بأن تكلفة تشغيلها أقل من الطائرات الحربية التقليدية، ويمكنها تنفيذ هجمات ضد أهداف حيوية في مهام انتحارية، أو حتى ضرب العدو والعودة إلى قواعدها، لكنها تتفاوت في قوتها وفقا لعدة معايير، والتي من أبرزها مدى الطائرة وزمن التحليق المتواصل والتسليح، إضافة إلى تقنيات الرصد والاستطلاع.
وكان نائب رئيس الوزراء الأوكراني، وزير التحول الرقمي، ميخائيلو فيدوروف، قد ذكر في منشور عبر حسابه على موقع تويتر، أن القوات المسلحة الأوكرانية تقوم بإنشاء أول جيش من الطائرات المسيرة في العالم.
وأضاف أن “الهدف الأولي هو شراء 200 طائرة مسيرة تنقذ الأرواح وتساعد على القتال”، داعيا إلى التبرع بالمال لشراء الطائرات، أو لمن لديهم طائرات مسيرة إلى إرسالها للجيش.
من جانبه قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، ليون رادسيوسيني: إن الطائرات المسيرة حققت نجاحات كبيرة لأوكرانيا في الحرب كان أبرزها “بيرقدار” التركية التي جعلت الغلبة لكييف في حرب المعلومات ومكنتها من استهداف الأرتال والدبابات الروسية وخاصة في الشمال نظرا لطبيعة التضاريس حتى انسحبت موسكو واتجهت للشرق خشية مزيد من الخسائر.
وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات صحفية: إن الطائرات المسيرة رغم أنها تعد أهدافا سهلة للجيوش المتطورة التي تمتلك أنظمة دفاع جوي قوي إلا أن نجاحتها في أوكرانيا جعلت الغرب يغير من استراتيجياته ويضعها ضمن المساعدات العسكرية، لافتا إلى أن الدرونز خلقت مفهوما جديد للقوة بعد الدور الذي لعبته في الدفاع عن المدن الأوكرانية.
وتابع: “أثبتت أوكرانيا أن طائرات الدرون أداة مفيدة للغاية، حيث توجهت الحكومات الأوروبية، للحكومة الأميركية وشركات الصناعات الدفاعية، بقائمة مشتريات من الأسلحة تشمل طائرات مسيرة وصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي”.
تدمير رتل روسي بواسطة طيارات تركية #RussiaUkraine pic.twitter.com/FUznH1G5jx
— D. Mohamad Alabbas (@DMohama43242288) February 27, 2022
وكانت وسائل الإعلام والعديد من موقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت في شهر فبراير الماضي، مقطعاً مصوراً لاستهداف طائرة بيرقدار التركية لمنظمة BUK الروسية بالقرب من مدينة تشرنيغوف الواقعة شمال أوكرانيا.
وأظهر الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع الأوكرانية، تدمير الطائرة المسيّرة للمنظومة التي كانت توجد ضمن رتل روسي ضخم مؤلف من مدرعات وناقلات جند ومركبات عسكرية أخرى، حيث تسبب الاستهداف بانفجار كبير.
ونظام صواريخ BUK الروسي هو نظام صاروخي ذاتي الدفع متوسط المدى، من نظم صواريخ أرض-جو لديه القدرة على مهاجمة أهداف أرضية كذلك، والهدف من هذه الصواريخ هو صدّ ومواجهة صواريخ كروز، والقنابل الذكية، والطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة، والطائرات بدون طيار.
ووفق صحيفة “دايلي بيست” فإن الطائرات الانتحارية بدون طيار بعيدة المدى تشكل تهديدا جديدا لروسيا. ويمكن لهذه الطائرات المسيّرة أن تقطع مئات الأميال دون الحاجة إلى مشغل، وهي صغيرة بما يكفي للتهرب من الدفاع الجوي الروسي، المصمم للكشف عن الطائرات المقاتلة والصواريخ والاشتباك معها.
وأوضحت أن أكبر مصدر للقلق لروسيا هو أن أوكرانيا قادرة على صنع هذه المنتجات بثمن بخس وبسهولة. ويمكن شراء هياكل الطائرات والمحركات وأنظمة التوجيه تجاريا وتجميعها دون الكثير من الخبرة التقنية.
