جيمي فاردي.. من حياة التشرد إلى صدارة الدوري الإنجليزي
جيمي فاردي.. الموهبة التي فجرها نادي ليستر سيتي الإنجليزي هذا الموسم، اللاعب الذي تفوق على أقرانه وغرد مفردا في صدارة البريميرليج، برصيد 22 هدفا هذا الموسم، في كافة المباريات التي خاضها فريقه في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
https://youtu.be/_N5drCb-y_o?t=47
وبالرغم من العقوبة التي صدرت بحقه، بإيقافه مباراة أخرى بسبب سوء التصرف، وسيغيب عن مواجهة مانشيستر يونايتد يوم الأحد المقبل، يعيش فاردي موسما أشبه بالحكايات الخيالية مع نادي ليستر سيتي، حيث أطاحت أهدافه بعقول الجماهير الإنجليزية، التي باتت تحلم بتتويج الفريق بلقب الدوري.
وكان فاردي قد احتج على الحكم جون موس، بعد حصوله على الإنذار الثاني، لادعاء السقوط داخل منطقة الجزاء في تعادل ليستر 2-2 مع ويست هام يونايتد يوم 17 أبريل/ نيسان الحالي.
وعوقب فاردي أيضا إلى جانب الإيقاف بغرامة 10 آلاف جنيه إسترليني، ولكن سيمكنه المشاركة في آخر مباراتين في الدوري أمام إيفرتون وتشيلسي، حامل اللقب.
الغالبية العظمى لا تعرف الكثير عن حياة فاردي، تلك المسيرة التي كانت مليئة بالصعوبات، حيث عانى اللاعب من فترة مراهقة بالغة الصعوبة، والعديد من المشكلات التي كانت يمكن أن تنهي مسيرته الكروية مبكرا.
بدأ «فاردي» مسيرته مع فريق «شيفيلد وينزداي»، قبل أن يتم الاستغناء عنه في سن الـ16 عاما، نظرا لأنه دون المستوى، ليعتزل بعدها الكرة ويذهب للعمل في أحد مصانع الفحم لمدة 8 أشهر، لكن فريق «ستوك بريدج» انتشله من جديد وأعاده للملاعب واستمر فيه لعدة سنوات.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=qXc_jYF9jj0
تورط فاردي في سن العشرين بقضية اعتداء على بعض الأشخاص، قاموا بمضايقة صديقه الأصم، ليحكم عليه بالإقامة الجبرية في منزله بداية من السادسة مساء، وتحدث رئيس فريق ستوك بريدج، عن هذا الأمر قائلا، «إنه لم يكن على ثقة بتنفيذ فاردي لحكم المحكمة، وحرصا على نادينا ومستقبل اللاعب قمنا بتركيب ساعة يد له لنتمكن من خلالها معرفة المكان الذي يتواجد به، وفيما إذا كان متواجدا بمنزله أم لا».
وتحدث فاردي عن نفسه بهذا الشأن، وقال، «كان من الصعب ألا أفعل ما يقوم به من هم بسني، فكان غير مسموح لي بالخروج والاستمتاع مثلما يفعل أصدقائي، كنت فقط محبوسا في منزلي، ولحسن الحظ كان لدي مجموعة كبيرة من الأفلام».
لكن حكم المحكمة لم يمنع فاردي في ذلك الوقت من اللعب، فكان يلعب حتى الساعة السادسة مساء، لكن لم يكن يكمل أكثر من 60 دقيقة، حتى يلحق بميعاد حظر الخروج، واستمر على ذلك حتى نهاية الحكم.
استمر «فاردي» على مدار 4 سنوات يلعب بدرجات الهواة في إنجلترا، حيث شارك مع فريق «ستوك بريدج»، في حوالي 107 مباراة سجل فيها 66 هدفا، كما سجل لفريق «هاليفاكس تاون» 29 هدفا خلال 41 مباراة، وكان انتقاله للعب ضمن صفوف فريق «فيللتود تاون» بالدرجة الخامسة بداية اللاعب الحقيقية، حيث شارك معه لمدة موسم واحد سجل خلاله 31 هدفا خلال 36 مباراة، ثم انتشله فريق «ليستر سيتي» عام 2012، من اللعب بالدرجات الدنيا ليلعب لأول مرة بالدرجة الأولى في الدوري الإنجليزي، وذلك مقابل (مليون جنيه إسترليني)، وهو أعلى سعر للاعب هاو في إنجلترا، وعانى فاردي كثيرا في موسمه الأول مع ليستر، حيث لم يكن يشارك كثيرا، لكنه سرعان ما أثبت نفسه وقاد الفريق للصعود للبريميرليج في موسمه الثاني.
قبل بداية الموسم الثاني لـ«فاردي» مع ليستر سيتي، وأثناء تواجده في إحدى الحانات، تشاجر فاردي مع أحد الأشخاص ونعته بلفظ عنصري، وهو ما عرضه لتحقيق داخلي في النادي، والذي كان قريبا وقتها من إنهاء التعاقد معه، لكنه اكتفى بمعاقبته ماليا وإلزامه بالمشاركة في دورة تدريبية لزيادة الوعي بالتنوع العرقي.
ويتصدر فاردي حاليا قائمة هدافي البريميرليج برصيد 22 هدفا حتى الآن، وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا للاعب يمثل فريقا ضعيفا يبتعد كثيرا عن أندية بقيمة ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ، لكنه تفوق على مهاجمي غالبية هذه الأندية.
