رغم أن ملابسات حادث سقوط طائرة الركاب الروسية فوق وسط سيناء اليوم السبت لم تتضح بعد، إلا أن عديدا من خبراء السياحة المصريين أعربوا عن مخاوفهم من أن يؤثر الحادث سلبا على حركة السياحة الروسية النشيطة إلى مصر خاصة إلى شرم الشيخ.
تعتبر روسيا أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث شكل السياح الروس نحو 33% من إجمالي عدد السائحين إلى مصر خلال 2014 وشكلت مصروفاتهم نحو 25% من إجمالي عائدات السياحة المصرية، بما يعادل نحو ملياري دولار، وفقاً لإحصاءات وزارة السياجة المصرية.
ظل السوق الروسي رغم تباطؤ أعداد السائحين القادمين منه إلى مصر، بسبب تراجع قيمة الروبل امام الدولار، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتقييد سفر موظفيها لقضاء عطلاتهم بالخارج للحد من التداعيات السلبية للعقوبات الاوروبية على موسكو، المصدر الرئيسي للمنتجعات المصرية في شرم الشيخ والغردقة التي ظلت ثلاث سنوات تلت ثورة يناير 2011 تعاني من ضعف الإقبال السياحي من كافة دول العالم، وكانت السياحة الروسية بمثابة ” قبلة الحياة” وقتها.
وعلى مدار الأعوام 2011 و2012 و2013، خلت الشواطئ والمنتجعات السياحية من السياح، سوى من الروس الذين كانوا المورد الرئيسي للفنادق وقتها.
وخلال العام الماضي، بلغ عدد السياح الروس إلى مصر نحو 3,2 مليون سائح بنمو نسبته 31% عن العام 2013، حيث ظلت السياحة الروسية كما يقول مدراء شركات سياحية مصرية ومدراء فنادق، مصدر حياة للمنشأت الفندقية التي عانت كثيراً عقب ثورة يناير 2011، بسبب الأوضاع غير المستقرة.
خلال الزيارات العديدة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى موسكو ، كانت السياحة الروسية إلى مصر على جدول اهتمامات مسؤولي البلدين، خصوصاً من الجانب المصري الذي يعول كثيراً على استقطاب المزيد من السياح الروس لتعويض النقص في الأسواق الأخرى خصوصاً الأوروبية التي تسجل انخفاضاً في أعداد سائحيها إلى مصر.
وتسعى مصر إلى القبول بتعامل السياح الروس بالعملة الروسية ( الروبل) خلال تواجدهم في مصر أثناء عطلاتهم السياحية مقابل استيراد مصر احتياجاتها من الأسواق الروسية بنفس العملة الروسية، الأمر الذي يقول مسؤولون مصريون إن هذا الإجراء في حال تطبيقه من شأنه أن يشجع السياح الروس الذين قلت أعدادهم للسفر للخارج بسبب ضعف الروبل أمام الدولار الأمريكي على المجئ بأعداد أكبر إلى مصر.
