حافظ البرغوثي يكتب: الكهنوت لتغطية المفاسد

كشفت تحقيقات صحفية في السودان عن وجود تعذيب وتجويع واساءة معاملة في مدارس دينية لأطفال احتجزوا في ظروف غير إنسانية تشبه الاستعباد والرق. وتضمن التحقيق الذي لأجرته الإذاعة البريطانية أن هناك 30 ألف خلوة دينية في السودان يديرها مدرسون لتعليم الكتابة وحفظ القرآن للاطفال. وجرى التحقيق سرا في 27 خلوة على مدى 18 شهرا وثبت بالصور والأدلة تعرض أطفال وصبية للتقييد بالسلاسل يتعرضون للضرب من قبل مدرسين يدعون التدين وأحيانا يقيدون الأطفال جماعيا ويضربونهم عدا عن الانتهاكات البدنية والجنسية.

كانت تحقيقات سابقة كشفت عن إساءة معاملة في مدارس دينية لتحفيظ القرآن في السنغال ونيجيريا حيث يستغل مدرسون مراكزهم للضرب والتحرش الجنسي بالصغار. ولعل ما يحدث في هذه المدارس التي تديرها تيارات وجماعات ذات توجهات سياسية أو منفعية انتهازية توضح كيف يتم استغلال الدين لتوقيع الظلم بالعباد، وخاصة من قبل رجال محسوبين على الدين.

ولعل ما يحدث في بعض الدول الإسلامية ما هو إلا قطرة في بحر التجاوزات التي يرتكبها رجال الدين في أوروبا وأمريكا على مر التاريخ من حيث اغتصاب الاطفال.

وقال وزير الشؤون الدينية السوداني إنه من غير السهل التخلص من آثار النظام السابق بسرعة. وكانت فضائح جنسية مرعبة لاحقت الكنيسة الكاثوليكية ارتكبها الرهبان والأساقفة في العديد من دول العالم، حيث تم الكشف عن آلاف الانتهاكات الجسدية من اغتصاب وتحرشات جرت خلال العقود الماضية بحق آلاف الأطفال والبالغين، كان أبرزها فضيحة اكتشاف تحرش 700 راهب كاثوليكي أمريكي بآلاف الأطفال في ولايات مختلفة خلال العقود القليلة الماضية، بالإضافة لجرائم مشينة أخرى ارتكبت حديثا.
وقد وضعت الكنيسة الكاثوليكية في موقف لا تحسد عليه، حيث اتهمتها الدول التي تفشت فيها ظاهرة الانتهاكات الجنسية للأطفال بالتستر على تلك الفضائح طيلة العقود الماضية، على الرغم من تصريحات البابا الدائمة بأنه سيلاحق المذنبين في جميع أنحاء العالم.
ولعل إنشاء المدارس الدينية الداخلية التي يشرف عليها رهبان وراهبات كما كان الحال في اوروبا إبان الحكم الكنسي الجائر هي الأساس لتسلط المستترين بالدين على العباد وارتكابهم الانتهاكات بحق الاطفال دون مساءلة.

وبينما انحسرت المدارس الدينية في أوروبا وغيرها في العصر الحديث لاحظنا ظهورا لها في بعض بلاد المسلمين بإشراف تيارات وأحزاب وجماعات دون وجود إشراف رسمي، ولا يمكن الوثوق بالمشرفين عليها لأنه لا رهبنة في الاسلام ولا يجوز حشر أطفال في مدارس وكتاتيب داخلية بعيدا عن اهاليهم. حيث تتحول المدارس أو الخلوات إلى سجون ومفارخ للفاحشة والانتهاكات وبؤر تخرج أطفالا كارهين للدين أو إرهابيين حزبيين.

بالطبع لا يوجد الكثير من هذه المدارس الداخلية لكن هناك هيمنة من بعض الأحزاب المستترة بالدين على مدارس خاصة وحلقات درس في المساجد تشكل عقول الطلبة وفق أفكارها السياسية.  فطبقة الكهنوت الديني طالما لعبت دورا هداما لأن التستر بالدين يمنحها حصانة وامتيازات . ولعب الإعلام دورا مهما في كشف فضائح كثيرة ما أدي إلى اعتقالات واستقالات في السلم الكنسي.
على مدى سنوات طويلة أثارت الصحافة الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية مسألة التحرش الجنسي في أوساط الرهبان والكهنة أكثر من مرة لكن الصحافة العربية تعالجها نادرا باستثناء انتهاكات المشعوذين والدجالين ممن يمارسون الشعوذة باسم الدين ، وأدى الأمر إلى الإطاحة بمسؤولين في كنائس عديدة، وهو ما أدى في إحدى الوقائع إلى دفع الكنائس في الولايات المتحدة أكثر من 2 مليار دولار على سبيل تعويض مادى للضحايا.
وفي إسرائيل تلاحظ زيادة في التحرش والاغتصاب من قبل رجال الدين للأطفال والنساء بزعم تعليمهم طقوس الشريعة اليهودية الجديدة، كما لوحظت هذه الظاهرة في المدارس الدينية اليهودية في نيويورك.

وكان المتهمون في أمريكا من حملة الجنسية المزدوجة يهربون إلى إسرائيل وبالعكس لكن تم وضع حد للهرب بتبادل الحاخامات الهاربين من العدالة بين واشنطن وتل أبيب .
خلاصة القول ان من يدعون احتكار الدين هم أكثر الناس احتقارا له لأنهم يستغلونه لشهواتهم الشخصية أو توجهاتهم السياسية الحزبية كما حدث في فضيحة القس الأمريكي الإنجيلي الصهيوني فالويل الابن الذي اعترف بالشذوذ وإقامة علاقات مع آخرين وكذلك ممارسته وزوجته الجنس مع شاب ما أدى إلى إجباره على الاستقالة من منصبه كرئيس ومالك لكبرى الجامعات الإنجيلية التي تعتبر قلعة لمؤيدي الرئيس ترامب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]