حافظ البرغوثي يكتب: مخلوق أم مخلق؟
رغم التطور العلمي وكثافة الأبحاث الجارية لمكافحة فيروس كورونا وتحوراته المتتالية إلى سلالات فتاكة جديدة باتت عصية على اللقاحات التي تم إنتاجها حتى الآن، أعود بالذاكرة إلى مقال مبدئي نشرته في مطلع انتشار الفيروس، وهو أنه يبدو مخلقا بشريا وليس طبيعيا، وقد نضطر لمعايشته لعقد من الزمن .
بالطبع ليس العبد الفقير لله عالما ولا يعرف من العلم الا ما نتابعه إخباريا، لكن ظهور سلالات جديدة يجعل الإنسان في حيرة من أمر هذا الفيروس المتحور. فهو ليس فيروسا متكاملا بل مجرد شريط من الحمض النووي لفيروس طفيلي كبعض أنواع الفطر أو الطحالب التي لا تعيش إلا بتغذية من غيرها .
ولو كان فيروسا كاملا لأمكن مكافحته مثل غيره من الفيروسات التي تم إيجاد لقاحات لها، لكنه يتحور تلقائيا. نأخذ مثلا نبات الهالوك فهو نبتة بنفسجية الزهر تنمو متغذية على جذور البقوليات مثل الفول والحمص والبيكا، وتمتص غذاءها من جذور هذه النباتات، لكنها تنتج بذورا للموسم التالي مثلها مثل عناب الزيتون الذي لا ينمو إلا فوق غصن لشجرة الزيتون إذا سقطت بذرته عليه، ويتغذى من الشجرة ولا يعيش إلا على أغصان الزيتون واللوز.
وهناك نباتات طفيلية أخرى شبيهة مثل الحامول الذي يمد شبكة ذهبية اللون رفيعة فوق النباتات ويتغدى عليها بنشب مجسات في أغصانها . من هنا ندرك أن كورونا وسلالاته المتحورة يعيش باحثا عن البروتين في جسم الإنسان كالرئة والشرايين وتحوراته هي البذور الجديدة التي تكافخ اللقاحات.
قد يبدو هذا المثال مبسطا لكنه يشبه ما نحن بصدده. وأظن ان العلماء أدركوا ذلك، ولذلك ينصح الرئيس التنفيذي لشركة فايزر بلقاح ثالث وبلقاح سنوي، بينما بدأت الشركات المنتجة في التعاون لإنشاء مصانع لإنتاج لقاحات مليارية سنويا تحسبا للمستقبل باعتبار أن القضاء على الجائحة بات مستحيلا، وكل اللقاحات التي جرى إنتاجها تعتبر حلا مؤقتا وليس جذريا.
أما كيف تم تخليق هذا الفيروس ولماذا؟.. فهذا منوط بالدول العظمى التي تملك مختبرات للحرب البيولوجية المدمرة، فهي المسؤولة عن التخليق .وإذا لم يكن مخلقا فهو مخلوق كعقاب إلهي بعد أن عم الفساد البر والبحر.. والله أعلم.
