حافظ البرغوثي يكتب: هل انتصر المشروع الصهيوني على العربي؟

 

سؤال يتبادر الى الذهن حاليا: هل فشل المشروع الوطني الفلسطيني؟.. وهل انتهت حقبة العروبة ومعها حقبة الإسلام؟.

قد يقول البعض إن الأمر انتهى بإنتصار الغرب ومخلبه الصهيوني على هذه الأمة العربية، ونحن نرى إنحيازا للباطل الاحتلالي، ونرى أبواقا مسكونة  بالجهل والغباء تتنطع لتنطق  كفرا، مثل قول أحد المشايخ المتخمين: إن المقصود بالذبح هو النبي اسحق وليس اسماعيل، أو أن يظهر جاهل آخر ويقول: إن الفلسطينيين هم جماعات متفرقة وليسوا شعبا، همهم التسول فقط، وإن شمال افريقيا يحتله العرب الذين يشكلون خمسة بالمئة من السكان مقابل البقية الغالبة من الأمازيغ. وأن يظهر روائي مختل دينيا وسياسيا ليقول: إن المسجد الأقصى ليس في القدس بل قرب الطائف، وإن قصة الإسراء خيالية..!!

فلخدمة من يتنطع هؤلاء لتغيير الدين والتاريخ؟!.

الرد على هؤلاء هو أنهم ألسنة ناطقة للوحدة الإسرائيلية  المتخصصة في بث الأخبار الكاذبة وإختلاق صفحات على الفيسبوك وغيره بأسماء عربية للوقيعة بين الشعوب وجر الجهلة الى التلاسن الفئوي المقيت، وتبني الناعقين بالبهتان من أمثال الجهلة المذكورين أعلاه.. أي كأنهم من وحدة “غولاني” الالكترونية، مثلما كان هناك كتاب ومشايخ من “المارينز” يصدرون الفتاوى لإحتلال العراق وغيره ويكتبون غزلا في واشنطن والقتلة.

المشروع الفلسطيني التحرري لم يفشل، بل يعيده الاحتلال من حيث لا يدري الى نقطة الصفر في الصراع، وكأنه يحثنا على بدء مشوار نضالي جديد لإثبات وجودنا وهويتنا. والمشروع العربي لم ينته، لأن العروبة ليست جلدا مؤقتا نرتديه ونخلعه، بل ان الذي هُزم هو النظام العربي وليس الشعب، لذلك يدفع الإحتلال بأبواق السوء للإيقاع بين الشعوب وإثارة الفتن بين الجهلة والسذج فقط. والدين لم يُهزم لأنه غير قابل للهزيمة بإرادة إلهية.. فما هُزم هو “الإسلام المستخلق بشريا” الذي ظهر في عصر الانحطاط العباسي وما تلاه، ليس هو الإسلام السمح المعاند للباطل الذي اكتسح العالم في سنوات عديدة وشعاره “لا إكراه في الدين”.. الدين المستحدث هو دين المذاهب والمشايخ المتحزبين لغير الإسلام، وإن زعموا أنهم إسلاميون. والعروبة التي انهزمت هي عروبة إسمية لأنظمة  ليس بينها وبين العروبة من رابط عضوي، بل مجرد رمزيات لصالح قطريته الضعيفة.

السؤال الآخر: هل نمضي الى حيث يلقى بنا المشروع الصهيوني المنتصر؟.. الجواب: لا، فالمشروع الصهيوني هو الذي يحتضر، ونلمس فشله في ذروته الحالية، فليست انهزامية النظام العربي ككل تعني انتصاره على الشعب العربي، بل ان المساعدات والدعم اللامحدود ماليا وعسكريا ومعنويا الذي حظي به المشروع الصهيوني منذ قرابة قرن من الزمن من كل الدول الأوروبية والولايات المتحدة والمعسكر الشيوعي في بداياته والروسي حاليا كفيل بأن يحول دولة الاحتلال الى دولة بحجم قارة، خاصة وأن اليهود يسيطرون على المال والأعمال والإعلام في أغلب دول الغرب.. فما هي النتيجة؟.

إن المشروع ما زال موضع شك، ولم يثبت وجوده في فلسطين حتى الآن، رغم أننا طوال الوقت نقول يا وحدنا ضعفاء بلا دعم ونقص في الأنفس والمال لكننا نقاتل منذ قرن وسنواصل. ولا يكفي المشروع الصهيوني الإتصالات والعروض الخفية  الخارجية لتثبيته هنا، لأنه قد يتمدد الى الفضاء أيضا، لكنه على هذه الأرض يبقى بلا أمل طالما قلنا نحن: لا.. وصمدنا. لنا الفضل في المرابطة والمواجهة ومنازلة المشروع الاستعماري المدعوم من الإستعمار الحديث والقديم، فلسنا سواكا في مشروع حزبي كما أفتى الزهار، بل نحن ملح الأرض سدنة المقدسات والمبشرون يوم الدين. فالمشروع العربي المرتكز على روح الإسلام الذي كان في صدر الدعوة يبقى قائما لأنه مشروع حياة، وما عداه مشاريع موت وفناء وخيانة.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]