«حبل الغسيل» كشف مكان اختباء أسامة بن لادن
لا يزال السؤال قائما: كيف تمكنت القوات الأمريكية من رصد مكان اختفاء زعيم القاعدة «أسامة بن لادن» في العام 2011 ؟ الإجابة وردت تفاصيلها في كتاب جديد وتقول : حبل غسيل كشف عن مكان اختباء زعيم القاعدة ليواجه رصاصات القوات الأمريكية !!
الكتاب الجديد الذي يحمل اسم «صعود وسقوط أسامة بن لادن»، ويصدر يوم الثلاثاء المقبل في واشنطن، ونشرت مقتطفات منه صحيفة «نيويورك بوست»، يرصد التحركات الأمريكية وبالتنسيق والتعاون مع المخابرات الباكستانية، بحثا عن مكان اختباء زعيم القاعدة، حتى تم التوصل إلى منزل تحيط به الشكوك حول إمكانية تواجد «أسامة بن لادن» بداخله، والمنزل كان محل إقامة حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد.
- لكن الدليل الأقوى الذي مكّن الوكالة الأمريكية من التوصل إلى ابن لادن كان «حبل الغسيل» الخاص بالمنزل.
فقد احتوى حبل الغسيل على ملابس تخص رجلاً واحداً بالغاً وعدداً كبيراً من النساء و9 أطفال على الأقل، وهي كميات أكثر بكثير مما يمكن أن ترتديه أسرة إبراهيم التي تتكون من 11 فرداً، بل تتناسب مع عدد أفراد أسرة بن لادن.
وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول 2010 قدمت وكالة المخابرات المركزية هذه الأدلة للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، والذي كان مقتنعاً بها، وأمر القوات الأمريكية بالبدء في التخطيط لشن غارة على المخبأ، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في 1 مايو/ آيار 2011.
وكشف الكتاب سيناريو تتبع القوات الأمريكية للأماكن المحتملة لإقامة بن لادن ..وبحلول عام 2004 شعر بن لادن بأن حدة مراقبته من القوات الأمريكية انخفضت بشكل كبير بسبب انشغالها في العراق، فطلب من حارسه الشخصي إبراهيم سعيد أحمد عبد الحميد، شراء بعض الأراضي له، وتوظيف مهندس معماري لبناء حصن كبير في منطقة «أبوت آباد» يكفي لإيواء أسرته الكبيرة التي تتكون من 3 زوجات و8 من أطفاله الصغار، و4 أحفاد، من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام.
وبالفعل نفّذ إبراهيم طلب بن لادن وصمّم منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق يحتوي على أربع غرف نوم في الطابق الأول، وأربع غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها، واحتوى الطابق العلوي، والخاص ببن لادن، على غرفة نوم وحمام وشرفة.
- وفي عام 2005 بدأ أفراد أسرة مؤسس «القاعدة» في الانتقال إلى المنزل الجديد.
وبدا للسلطات الباكستانية أن إبراهيم يمتلك العقار، وقد أقامت أسرته داخل أسواره لإبعاد الشكوك، ولكنهم كانوا يقيمون في منزل صغير ملحق بحصن بن لادن الكبير.
ونادراً ما غادر آل بن لادن المنزل، باستثناء صغرى زوجاته، أمل أحمد الصداح، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وقد أظهرت أوراق هوية مزورة وتظاهرت بالصمم لتجنب الرد على بعض أسئلة الأطباء.
لكن في عام 2010 رصد ضابط تابع للمخابرات الباكستانية الحارس الشخصي لزعيم القاعدة «إبراهيم سعيد عبد الحميد» في مدينة بيشاور المزدحمة، وأخبر وكالة المخابرات المركزية بالأمر.
وفي شهر أغسطس / آب 2010، قادت سيارة إبراهيم وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) إلى جدران المبنى التي يبلغ ارتفاعها 18 قدماً والذي تحيط به الأسلاك الشائكة.
وزادت شكوك (سي آي إيه) في وجود بن لادن بالمكان بعد أن لاحظت الوكالة عدم وجود خطوط هاتفية أو خدمة إنترنت بالمنزل، واحتوائه على عدد قليل من النوافذ، هذا إلى جانب إحاطة شرفة الطابق العلوي بجدار عالٍ من جميع الجوانب.
علاوة على ذلك، لاحظت (سي آي إيه) أن القمامة الخاصة بالمنزل كانت تُحرق في الفناء الخاص به، بدلاً من إلقائها في صندوق النفايات.
- ولكن «حبل الغسيل» كان مصدرا مهما يؤكد تواجد أسامة بن لادن وأسرته داخل المنزل.
وتقول صحيفة «نيويورك بوست»: إن مصير بن لادن كان من المحتمل أن يكون مختلفا «لو فكر بمنح زوجاته مجففا للملابس»!!.