حدود غزة الشرقية.. إرادة فلسطينية بالعودة ومخاوف إسرائيلية!

في غمرة الاستنفار وحالة التأهب التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، استعداداً لمسيرة (العودة الكبرى) والتي أعلن عن تنفيذها الفلسطنييون الجمعة المقبلة، تزداد المخاوف الاسرائيلية من النتائج المترتبة على هذه المسيرة التي ستقام في خمسة مناطق على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتداعيات التي سيخلفها احتشاد عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطنيين الراغبين بالعودة إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها عام 48.

وقد شكل نجاح ثلاثة فلسطينيين، بالأمس ، وبحوزتهم قنابل وسكاكين كما زعم الاحتلال، في التسلل والإفلات من التعزيزات الحدودية قبيل اعتقالهم بعد قطعهم مسافة 20 كم داخل الكيان يشكل ضربة لاستعدادات الاحتلال هذه، ويفتح معه الباب مجدداً أمام إمكانية تكرار المشهد ذاته وربما بشكل أوسع وهو ما يرعب الاحتلال.

وتتخوف قيادة الجيش من عملية اقتحام جماعي للحدود من قبل السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف صعبة في قطاع غزة، جراء الحصار الذي تفرضه “إسرائيل” وبسبب العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على القطاع.

تهديدات إسرائيلية
وزير حرب الاحتلال، افيغدور ليبرمان قام بجولة على حدود غزة رافقه فيها رئيس أركان جيش الاحتلال، ايزنكوت، للاطلاع على استعدادات جيش الاحتلال لمسيرة العودة، المزمع تنظيمها الجمعة المقبل.
وقال ليبرمان”: آمل من الطرف الآخر عدم ارتكاب حماقة من شأنها استفزاز الجيش وتوتير الأوضاع”، على حد تعبيره.
كما هدد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، سكان قطاع غزة في حال حاولوا اجتياز الحدود بشكل جماعي يوم الجمعة المقبل.
وتستعد إسرائيل في الأيام الأخيرة بقوة للتصدي لتلك المسيرات التي يتوقع أن تشهد صدامات عنيفة.
وقال الناطق باسم الجيش “لن نسمح باجتياز جماعي وجماهيري للجدار الأمني مع قطاع غزة يوم الجمعة المقبل، أنصح بعدم اختبار قوة ردنا، سنأتي إلى هذه الأحداث من منطلق قوة”.
وأشار إلى أن الجيش قام بالاستعدادات اللازمة وبتعزيز قواته المختلفة ويتعامل بجدية مع التحديات الأمنية على حدود غزة. مؤكدا أن “الجيش سيفعل كل ما هو لازم من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل”، بحسب قوله.
ووصف جيش الاحتلال “مسيرة العودة الكبرى” بانها استفزاز وفوضى تقف خلفها حركة “حماس” لصرف النظر عن المشاكل التي يعاني منها القطاع من نقص بالكهرباء والمياه والصرف الصحي والبطالة.

اختراقات امنية

وتخشى قوات الاحتلال وقوع ما أسمته حدث امني، وفي سبيل ذلك أجرت أعمال تمشيط واسعة قرب الحدود جنوب قطاع غزة، في أعقاب العثور على آثار أقدام يعتقد أنها لفلسطينيين تسللوا من قطاع غزة.

وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، إنه يخشى من حدث أمني في المنطقة، وأن قواته تشن عمليات تمشيط في المكان، بهدف البحث عن متسليين من القطاع، موضحاً أنه خلال عمليات دورية روتينة على الحدود لاحظ الجنود آثار أقدام، وعلى الفور بدأت أعمال التمشيط في المنطقة.
ونجح السبت الماضي أربعة فلسطينيين باجتياز الجدار الإلكتروني المحيط بقطاع غزة، وتمكنوا من إضرام النار بآلية تعمل على كشف الأنفاق قرب الحدود قبل أن يعودوا إلى القطاع دون أن تلحظهم قوات الاحتلال.
وتواصل دولة الاحتلال استعداداتها على كافة الأصعدة، تحسباً لأي سيناريو محتمل خلال مسيرة العودة الكبرى التي أعلن عنها الفلسطينيون في الثلاثين من الشهر الجاري باتجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي تتزامن وذكرى يوم الارض الخالد.

مقترحات الكابينت
عقد المجلس الوزراي الإسرائيلي المصغر “الكابنيت” اجتماعاً له، لمناقشة استعدادات الجيش لمواجهة مسيرة العودة، والتوتر الحاصل على حدود غزة.
واستمع أعضاء المجلس إلى بيان من قائد أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت الذي سبق أن التقى، الخميس الماضي “كتيبة غزة” على الحدود، واستمع إلى قائدها عن جهوزية الكتيبة لمواجهة مختلف السيناريوهات، كما أفادت وسائل الإعلام العبرية.

وكشف تلفزيون الاحتلال، عن أفكار تم تناولها في اجتماع الكابينيت المخصص لبحث سبل مواجهة مسيرة العودة، من بينها ما جاء به “يوفال شتاينيتس” الذي اقترح ان تقوم مروحيات اسرائيلية بإنزال طرود من الغذاء والدواء وسط المتظاهرين فينشغل الجمهور بأخذها ولا يقتربون من الجدار الذي يحاصر غزة، وهي فكرة وصفها أعضاء الكابينت بالسخيفة وتكشف عن المدى العجز الذي تعيشه حكومة الاحتلال قبيل انطلاق مسيرة العودة، هذا في حين أبقى ايزنكوت ورئيس الإدارة المدنية بولي مردخاي على لغة التهديد.

استنفار الاحتلال
على الأرض، بدا شكل الحدود الشرقية للقطاع على غير عادته, وكأنه استعداد للحرب وسط تعالي المخاوف من زحف بشري باتجاه السياج الفاصل, وهو ما يؤكده السكان القاطنون على مقربة منه . ورفعت قوات الاحتلال من وتيرة تأهبها منذ الإعلان عن المسيرة التي فاقمت بدورها حالة القلق تجاه السيناريو والوجهة التي قد تتخذها هذه المسيرة ومآلاتها على هدوء غزة.
على الأرض لوحظ انتشار مكثف لجنود الاحتلال وقناصته, بعد أن اعلن الجيش إلغاء العطل لجنوده حيث يصادف الجمعة المقبل عيد الفصح, كل ذلك وسط حركة نشطة وتواجد غير مسبوق للآليات العسكرية, وهو ما تعبر عنه الأصوات المنبعثة على امتداد السياج والتي لا تكاد تتوقف, آليات تقيم سواتر ترابية, وأخرى تعلي ما هو قائم منها, وثالثة تعمد على إزالة كل ما من شأنه إعاقة الرؤية امام الجنود, هذا إلى جانب وضع مزيد من الأسلاك الشائكة ورفع وتيرة التوغلات في المناطق الفلسطينية القريبة من الحدود, وقبل أيام, وصل جميع قادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي لقاعدة تسآليم العسكرية للوقوف عن كثب على طبيعة التدريبات الميدانية للتعامل مع المسيرات وكيفية الاستعدادات لها.

 

مخاوف المستوطنين
ولأول مرة يستحضر جيش الاحتلال الشرطة, والتي بدورها تستعد للانتشار في عمق الآراضي خلف خطوط الجيش قرب الحدود مع غزة . وبحسب القناة العبرية العاشرة, فإن الهدف من وراء نشر أفراد الشرطة هو مخاوف الجيش من أن يتمكن الفلسطينيون خلال المسيرات التي ستنظم من اجتياز الحدود وقوات الاحتلال, الأمر الذي يتطلب تدخل الشرطة لاعتقالهم .
وفي التقنيات الجديدة, اعلن جيش الاحتلال عن تطوير طائرة مسيرة مجهزة بـ6 قنابل مسيلة للدموع، لاستخدامها في قمع مسيرة العودة, وذلك لتجنيب جنود الاحتلال الالتحام المباشر مع المتظاهرين وتعريض حياتهم للخطر.
ما تشي به التحركات على الأرض, والاستعدادات وحالة التأهب, أثارت أيضاً حالة من الخوف والهلع لدى سكان المستوطنات الواقعة في غلاف غزة, ما دفع بقائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال آيال زامير إلى الاجتماع مع رؤساء المجالس المحلية على الحدود لإطلاعهم على استعدادات الجيش لمواجهة تلك المسيرة, مطالباً إياهم بضرورة بقاءهم هادئين وان يحافظوا على نمط حياتهم العادية .

إحراج الاحتلال
ويرى مراقبون أن الخوف الإسرائيلي من هذه المسيرات يكمن في الانتقادات الدولية التي قد تتعرض لها في حال وقع ضحايا في مسيرة سلمية مدنية جماهيرية, وهو ما عبرت عنه صحيفة معاريف التي قالت إن هناك تحذيرات بضرورة الحد من إيقاع ضحايا في صفوف الفلسطينيين قدر الإمكان, إلى جانب التصريحات التي أدلى بها رئيس “البيت اليهودي”، “نفتالي بينيت” والذي قال، “إن “تهديد الصواريخ والأنفاق معروف لنا، ويعمل الجيش على مواجهته، ولكن يجب الاستعداد لسيناريو من نوع آخر، وهو المسيرات ضخمة باتجاه السياج الحدودي.
ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله إن المسيرة ستجعل من الصراع يأخذ الطابع المدني الجماهيري وهذا ما يحرج إسرائيل أمام العالم, ويظهر الفلسطيني كضحية يطالب بحقوقه وهذا النوع من المواجهات لن يكون في صالح إسرائيل وسيظهرها على أنها دولة ابارتهايد تحاصر شعباً وتحرمه من حقوقه الإنسانية والمدنية.

إرادة شعبية

واكد عطا الله أن اسرائيل جهزت نفسها لحروب وصراعات عسكرية ومواجهة جيوش تستطيع الحسم فيها بالقتل حتى في الاشتباكات المسلحة مع الفلسطينيين واظهارهم امام العالم أنهم إرهابيين, لكن الأمر هنا مختلف . فماذا يستطيع جيش نظامي ان يفعل امام جمهور يزحف باتجاه حقوقه الطبيعة والتي بات يقر بها العالم اجمع .
وأشار عطا الله إلى ان نجاح المسيرة يتوقف على حجم المشاركة وطبيعة المشاركين, واضاف ان اسرائيل جهزت نفسها منذ العام 2011 واشترت معدات لمواجهة ربيعاً فلسطينياً, وبالتالي فإن المطلوب عدم الفشل, لان هذا هو الخيار الوحيد المتبقي للفلسطينيين بعد فشل خيار الصدام المسلح وخيار المفاوضات, وبقي المطلوب إعادة الاعتبار للإرادة الشعبية التي غيبت بفعل المفاوضات والعمل المسلح, الذي قادته نخبة من هنا وأخرى من هناك .
ويرى عطا الله, انه ممنوع على الإرادة الشعبية أن تنهزم, وبالتالي السؤال هل التحضيرات تضمن نجاح المسيرة, ما يعني زعزعة القوة الإسرائيلية, وإفشالها في هذا النوع من المواجهات وإظهارها كالعاجز الذي لا يقوى على تحقيق أي تقدم .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]