حرب أوكرانيا فتحت أسواق «المرتزقة»
رصدت الدوائر العسكرية في الغرب، ما وصفته بـ «رواج تجارة الحروب» بعدما فتحت حرب أوكرانيا «أسواق المرتزقة»، والمقاتلين من «عابري الحدود والقارات»!! وبات واضحا «منح الشرعية» للمقاتلين الأجانب من «المرتزقة»، وفقا للتصريحات الرسمية من الجانبين الأوكراني والروسي، بالاستعانة بالمرتزقة تحت مسمى «المتطوعين» للقتال، ليستعيد العالم أسماء أشهر شركات تورية المرتزقة وهي شركات «تجارة الحروب»، التى كان ظهورها الأول أمام الإعلام العالمى فى الغزو الأمريكى للعراق، حين ظهرت شركة «بلاك ووتر» الأمريكية على مسرح العمليات فى الشرق الأوسط لتقدم خدماتها نيابة عن الجيش الأمريكى، (جنود في الظل) !
- حرب أوكرانيا، خلقت رواجًا واسعا لتجارة الحروب وبزنس المرتزقة..والبداية في 27 فبراير /شباط، الماضي، وبعد ثلاثة أيام من الحرب في أوكرانيا ، غرد وزير الخارجيةالأوكراني، دميترو كوليبا، عبر تويتر ليوضح محتوى بيان صادر عن مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي ويطلق نداء للمواطنين الأجانب للانضمام إلى الأوكرانيين في القتال ضد الجيش الروسي.
الاستعانة بشركات تأجير المقاتلين
وفي الخامس من مارس/آذار، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني عن إطلاق موقع على شبكة الإنترنت لتوجيه الرعايا الأجانب خلال عملية التقدم للانضمام إلى ما يسمى بـ «فيلق الدفاع الدولي الأوكراني» ، وهو الموقع الذي يوفر إرشادات خطوة بخطوة حول كيفية الانضمام للفيلق.
- ويرى خبير أمني فرنسي، لويس برنارد، أن هذا التوجه الأوكراني هو نداء لشركات تأجير المقاتلين لتقديم عروضهم، لأنه من المستبعد أن يكون هناك متطوعين للدفاع عن أراض وأوطان الآخرين، ومهما كانت الدوافع الإنسانية، ولكن هذه مهام المرتزقة وشركات الأمن الخاصة.
مقاتلون بأجر مرتفع (2000 دولار يوميا)
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية، أنه بعد أيام من انطلاق العملية الروسية فى أوكرانيا ـ 24 فبراير/ شباط الماضى ـ ظهرت إعلانات على الإنترنت تباعًا فى المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة، تطلب من الجنود ذوى الخبرة الانضمام إلى القتال مع زيادة حدة القتال فى أوكرانيا، وفى خطوات لتكوين فيلق اجنبى عرض على المرتزقة الأجانب 2000 دولار يوميا مقابل القتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
- أحد الأسئلة التي طرحت نفسها بقوة، هو ما إذا كان من القانوني بالفعل للمتطوعين الأجانب الانضمام إلى الحرب؟ وتقول موراوسكايت، التي تتولى مسؤولية محاكاة الأزمات السياسية والعسكرية رفيعة المستوى في أوروبا: « أصدرت أوكرانيا لوائح قبل عامين تسمح للمقاتلين الأجانب بأن يصبحوا مواطنين في غضون بضعة أشهر من تقديم الطلب، وبالتالي الانضمام رسميًا إلى الجانب الأوكراني كمواطنين أوكرانيين».
ويقول إد أرنولد، الباحث الزميل في الأمن الأوروبي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة من لندن: «تشير الأرقام التقريبية إلى حوالي 20 ألف شخص غالبيتهم قدموا من أوروبا وأمريكا الشمالية»
متطوعون من الشرق الأوسط..بدون أجر
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار إلى أن «الممولين الغربيين للنظام الأوكراني لا يخفون عملهم على جمع مرتزقة من مختلف أرجاء العالم ونقلهم إلى أوكرانيا»، محملا إياهم المسؤولية عن «التجاهل التام لكافة أعراف القانون الدولي»..وأضاف بوتين: «لذلك عندما ترون أن هناك أشخاصا يرغبون في التوجه إلى دونباس لمساعدة سكانها، وذلك ليس من أجل المال، فيجب الرد إيجابا ومساعدتهم في الذهاب إلى منطقة القتال»
- وقال الرئيس الروسي: «نتلقى أعدادا هائلة من الطلبات من المتطوعين من دول مختلفة يرغبون في التوجه إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بغية المشاركة في ما يعتبرونه حركة تحرير، ومعظمهم من دول الشرق الأوسط حيث تجاوز عدد الطلبات عتبة الـ16 ألفا».
شركات «تجارة الحروب» رفعت الأسعار
وبعد أن فتحت حرب أوكرانيا «أسواق المرتزقة»، رفعت شركات «تجارة الحروب» المقابل المادي، وحددت شركة «المحترفون الصامتون» Silent Professionals الأمريكية، تسعيرة المرتزقة إلى ألفى دولار بخلاف المكافآت..والأسعار الجديدة التى رفعتها الشركة الأمريكية جاءت بعد إيام من إعلان دولًا أوروبية عدة فتح الباب أمام متطوعين للقتال فى الأراضى الأوكرانية.
- ويقول روبرت يونج بيلتون، الخبير الأمريكي فى الشركات العسكرية الخاصة، إن «هناك حالة من الجنون فى السوق للمتعاقدين من القطاع الخاص فى أوكرانيا»، محذرًا فى الوقت نفسه من أن الطلب على عمال الأمن بأجر – وكثير منهم جنود سابقون لديهم القدرة على القتال والقتل – فى خضم الحرب يترك مجالًا كبيرًا للأخطاء، واحتمال حدوث فوضي.
ووفقًا لبيلتون، يتم التعاقد مع المقاولين مقابل ما بين 30 ألف دولار و6 ملايين دولار للمساعدة فى إخراج الأشخاص من أوكرانيا، وقال أن الرقم الأعلى مخصص لمجموعات كاملة من العائلات التى ترغب فى المغادرة بأصولها.
تسعيرة المقاتلين المرتزقة
وتختلف تسعيرة المقاتلين المرتزقة، وفق المهام الموكلة إليهم..وأوضح تونى شينا، الرئيس التنفيذى لشركة «موسياك»، وهى شركة استشارات أمنية واستخباراتية امريكية، لها أنشطة بالفعل داخل الأراضى الأوكرانية، أن مهام الإجلاء على شركة «بلاك ووترسبيل المثال تختلف من منطقة لآخرى، وحسب عوامل المخاطر المحيطة بها، وسعر الإجلاء يعتمد على مدى تعقيد العمل، فعندما يكون هناك عدد أكبر من الناس، تزداد المخاطر.
أكبر «جيش خاص» فى العالم
ومن بين شركات تأجير المرتزقة فى بريطانيا: شركة «جى فور إس» للخدمات الأمنية، و تأسست عام 2004، وتوصف بأنها أكبر «جيش خاص» فى العالم، مقرها الرئيسى فى كرولى الواقعة جنوب لندن فى ويست ساسكس.
- وتعتبر هذه الشركة ثالث أكبر شركة قطاع خاص فى العالم، بعد «وول مارت» و«فوكسكون»، ولديها أكثر من 657 ألف موظف، وتصنف على أنها أكبر شركة أمنية فى العالم من حيث العوائد والعمليات التى تشمل 125 دولة وقدر دخلها السنوى عام 2014 بنحو 6 مليارات و848 مليون جنيه إسترلينى.
يليها شركة «داينكورب» وتأسست فى العام 1946، وهى واحدة من أكبر الشركات الأمنية الخاصة فى العالم، توظف نحو 17 ألف شخص، وقدرت عائداتها عام 2010 بنحو 4 مليارات دولار، وهى جزء من الرابطة الدولية لعمليات السلام.
شركة «فاجنر» الروسية
وفى روسيا، تعتبر شركة «فاجنر» أكبر وأقوى الشركات فى هذا المجال وهى منظمة روسية شبه عسكرية، وقد وصفها البعض بأنها شركة خاصة التى قيل أن مقاوليها شاركوا فى صراعات مختلفة..ورغم أن مجموعة فاجنر مملوكة للقطاع الخاص، ولكن يقال إن إدارتها وعملياتها «متشابكة بشدة» مع المجتمع العسكرى والاستخباراتى الروسى.
الشرعية للمرتزقة !!
وهكذا.. كشفت حرب اوكرانيا، عن تطورات جديدة في «أسواق المرتزقة» بمنحها الشرعية وبمسميات «مضللة»..أو كأن الحرب في أوكرانيا تفرض ضرورات الاستعانة بشركات المقاتليمن الأجانب «بأجر» !!
