«حرب الأنابيب»..الغاز يشعل الصراع الدولي حول مناطق النفوذ

تشير تقديرات الدوائر السياسية في الغرب، إلى ساحة «حروب الغاز» في المنطقة، أو ما وصفته بـ «حرب الأنابيب» الناقلة للغاز، وبعد أن تصدر الغاز الطبيعي مصادر الطاقة في العالم، مع تراجع النفط (موارده وأسعاره)، لتصبح منطقة البحر المتوسط الغنية بالغاز مسرحا لصراع المصالح، وأن سوق الغاز في شرق المتوسط  سوف يُحدث تغييرات جذرية فى العلاقات الدولية يصعب تجاهلها خاصة أن عوائده الضخمة يمكن أن تغير مسارات شعوب المنطقة، ومن المتوقع ـ حسب مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن ـ أن «يغير الغاز العالم» .. العلاقات والمصالح ومناطق النفوذ.

 

 

 

 

والواضح أن كافة المشروعات العملاقة فى المنطقة تؤسس لشرق أوسط جديد تتغير علاقات شعوبه وفق ترابط مصالحها الاقتصادية فى تكتلات اقتصادية جديدة مثالها الواضح التكتل الاقتصادى بين مصر وقبرص واليونان بالاضافة الى بعض دول أوروبا .

 

 

 

التغييرات المتوقعة على خريطة المصالح والنفوذ والسيادة، ترتبط  بظهور «عصر الغاز».. وبينما كان الأمريكيون يتحركون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة.. فإن الروس  استوعبوا الدرس جيدا، وبدأوا التحرك باتجاه مكامن (الغاز)، وعملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع، وكانت البداية عام 1995 حين رسم الرئيس «فلاديميربوتين» استراتيجية شركة غاز بروم لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط (أخيراً).. من أجل عودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه.

 

 

 

 

 

 

وكان على واشنطن أن تسارع إلى تصميم مشروعها الموازي (نابوكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية، تتحدد على أساسها آفاق القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً.. حيث يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً، أم من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم تعتبر بالنسبة للقوى الكبرى والإقليمية أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.

 

 

 

 

 

 

واضح أن روسيا قد قرأت الخارطة وتعلمت الدرس جيداً، فسقوط الاتحاد السوفياتي كان بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرتها، ولذلك تعلمت أن لغة الطاقة الآتية إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز..على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين: الأول:  التأسيس لقرن روسي – صيني، يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.. وبناء عليه فقد أسست لمشروعين أولهما هو مشروع السيل الجنوبي.. وثانيهما هو مشروع السيل الشمالي.. وذلك في مواجهة مشروع أمريكي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان؛ وهو مشروع نابوكو، في سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى:

 

 

المشروع الأمريكي نابوكو: ومركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه.. فيما موقعه المخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان، إلا أنه تم غض الطرف عن هذا كرمى لتركيا.

 

 

المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي والذي يقطع الطريق عبر التالي: السيل الشمالي: وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة.. ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا.. والسيل الجنوبي: ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.

 

 

 

 

 

وبالقرار الذي اتخذته إيران ووقعت اتفاقياته لنقل الغاز عبر العراق إلى سورية في شهر يوليو/ تموز 2011 تصبح سورية هي بؤرة منطقة التجميع والإنتاج بالتضافر مع الاحتياطي اللبناني.. وهو فضاء «استراتيجي ـ طاقي» يُفتح لأول مرة جغرافياً من إيران إلى العراق إلى سورية فلبنان. وهو ما كان من الممنوعات غيرالمسموح بها لسنين طويلة خلت؛ الأمر الذي يفسر حجم الصراع على سورية ولبنان في هذه المرحلة، وبروز دور لفرنسا التي تعتبر منطقة شرق المتوسط منطقة نفوذ تاريخية.. وفي نفس الوقت تشعر تركيا انها ستضيع في بحر صراع الغاز طالما أن مشروع «نابوكو» الأمريكي متأخر.. ومشروعا السيل الشمالي والسيل الجنوبي  الروسيان يستبعدانها.. فيما غاز شرق المتوسط قد بات بعيداً من نفوذ نابوكو وبالتالي تركيا.

 

 

 

 

ويرى خبراء الطاقة ، أن انتقال الغاز إلى البحر المتوسط يستوجب المرور عبر سورية، كما أن اختيار إيران طريق العراق ثم سورية فالبحر المتوسط لنقل الغاز قد أطاح بمشروع الأميركيين (غازبابوكو) وثبّت مشروعي السيل الشمالي والجنوبي الروسيين مع ما يضاف لهما من استثمارات في شرق المتوسط كأولوية على حساب الأمريكيين والغرب. حيث لا يستثمر الأمريكيون إلا في «اسرائيل» وقبرص لاهثين وراء الغاز والنفط اللبنانيين بعد ضياع فرصة الغاز السوري. . وأن دمشق أرسلت رسائل باستعدادها لتمرير الغاز السعودي والإيراني ومن محيط روسيا للبحر المتوسط ولا تقطع الطريق أمام تعاون مع تركيا.. لكن اللغة المستخدمة حالياً أن انتقال الغاز القطري ليس في أجندة السوريين.. ولا تزال المعركة مستمرة.

 

 

 

 

 

 

ويؤكد خبراء الطاقة ، أن اشتعال الصراع على سوريا، يرجع إلى أن الترتيب العالمي للغاز كان يتأرجح بين روسيا و تركمانستان واذربيجيان وجورجيا وإيران و قطر، ثم باتت الدراسات تتحدث عن ترتيب جديد يقره واقع المخزون الاستراتيجي الجديد في البحر الأبيض المتوسط 345 تريليون+5.9 مليار برميل من الغازات السائلة +1.7 مليار برميل من النفط،  وأن ما يُرى في البحر المتوسط مركزه في سورية، وأن اكتشاف حقل «قارة» بما يحقق 400 الف متر مكعب يومياً قد حسم أمر واقع ثراء سورية بالطاقة وصولاً إلى اعطائها المرتبة الأولى..

 

 

 

والأمر الثاني، أن الحلم التركي كان قائماً على أن تصبح تركيا محوراً لنقل الغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وهو ما كان سبباً في الحرب الدولية التي اشتعلت في سوريا، ولعب فيها الغاز الطبيعي دوراً كبيراً من وراء الكواليس، فقد سعت قطر وتركيا لإسقاط نظام بشار الأسد لتمرير مشروع الغاز، بينما دخلت روسيا للدفاع عن الأسد لوقف هذا المخطط، الذي كان سيمنع موسكو من تمرير الغاز الروسي إلى أوروبا عبر منفذ البحر المتوسط.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]