رحبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عبر المتحدث الرسمي روبيرت كولفيل، بالقرار الذي اتخذه القضاء الفرنسي لوقف قرارات حظر البوركيني (لباس البحر للمحجبات، والكلمة مشتقة من كلمتي برقع وبيكيني).
وأكد كولفيل، أن استمرار سريان هذا الحظر لم يسهم في تحسين الوضع الأمني في فرنسا، بل سيؤدي إلى تأجيج الكراهية الأثنية وتهميش المسلمين، لا سيما النساء المسلمات.
وقال مكتب المفوض الأعلى، في بيان، «إن هذه القرارات لا تحسّن الوضع الأمني، بل على عكس تميل إلى تغذية التعصب الديني ووصم الأشخاص من الديانة الإسلامية في فرنسا، وبخاصة النساء».
#burkini pic.twitter.com/QnitPqSpf9
— UN Human Rights (@UNHumanRights) August 30, 2016
وأضاف «أن القوانين المتعلقة بالملابس، مثل القرارات التي تحظر البوركيني تؤثر بصورة غير متجانسة على النساء والفتيات، وتقضي على استقلاليتهن من خلال إنكار قدرتهن على اتخاذ قرارات مستقلة حول طريقة ملبسهن».
كما أعلنت المفوضية، في تغريدة على حسابها الرسمي في «تويتر»، أن هذا الحظر الذي يخص النساءً والمراهقات، يمثل تمييزا واضحا بحقهن.
وحذرت المفوضية من أنه لا يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين عن طريق تضييق الحريات الفردية، لا سيما عبر الرقابة على ما تختار المرأة ارتداءه.
#Burkini: Gender equality can't be achieved by restricting individual freedoms including by policing what individual women choose to wear.
— UN Human Rights (@UNHumanRights) August 30, 2016
حظر البوركيني «إذلال المسلمين»
وقررت 30 بلدية فرنسية خلال الصيف الحالي حظر الدخول إلى المسابح العامة «لكل شخص لا يرتدي لباسا يحترم معايير العلمانية وقواعد النظافة وسلامة السابحين».
فيما أفاد مصدر قضائي فرنسي، أمس الإثنين، أن رؤساء بلديات 4 مدن فرنسية لا تزال تحظر ارتداء البوركيني على شواطئها، سيمثلون أمام القضاء الثلاثاء والأربعاء.
وكانت اللجنة الفرنسية المناهضة للإسلاموفوبيا قد تقدمت بدعوى قضائية ضد مدينة نيس، وروكبرون-كاب-مارتان، ومينتون وفريجوس (جنوب شرقي فرنسا) لدفعها نحو تعليق قرارات حظر البوركيني.
وكانت صحف أوروبية قد وجهت انتقادات لاذعة إلى باريس بعد حظر ارتداء البوركيني، متهمة فرنسا بما وصفته «إذلال المسلمين».
البكيني رمز لتحرر النساء
وفي السياق ذاته، احتفى جاليري جوزيف فرواسار الباريسي الشهير بحلول الذكرى الـ70 لتصميمه لباس البحر «البكيني»، أوخر شهر أغسطس/آب الجاري، من خلال معرض يسرد تاريخ هذا اللباس ومراحل تطوره والثورة التي أحدثها في عالم الموضة خلال الأربعينيات.
واعتبر البكيني (لباس سباحة للنساء مكون من قطعتين) رمزا لتحرر النساء، عند تصميمه لأول مرة عام 1946 من قبل مصمم الأزياء الفرنسي لويس رييارد، حتى صار يرمز لجيل من النساء المتحررات، ومرحلة جديدة في حياة النساء الفرنسيات.
والبكيني في الأصل هو اسم إحدى جزر مارشال الواقعة في المحيط الهادئ، استخدمت خلال سنوات الأربعينات لإجراء تجارب نووية أمريكية، وقد تزامن 1 يوليو/تموز 1946، يوم إجراء الولايات المتحدة تجربتها النووية.
