«حرب الصلاحيات» في تونس.. صراع القصبة وقرطاج يدخل مرحلة كسر العظام

أصبحت التساؤلات «الحائرة والقلقة» داخل الدوائر السياسية والإعلامية التونسية، تدور حول: إلى أين تسير تونس؟ وهل سيتوصل الفرقاء السياسيين إلى حل الأزمة الراهنة سياسيا وتهيئة ظروف انطلاق الحوار الوطني في ظروف عادية؟ أم ستزداد أزمات البلاد تعقيدا ويؤجل الحوار أو يلغى، وبذلك تدخل البلاد في مرحلة سياسية شديدة التعقيد على غرار الأزمة الاجتماعية المرشحة للانفجار الوشيك، بحسب تعبير الناشط السياسي التونسي، محمد البراهمي .

 

«حرب باردة» على رأس السلطة

وبات واضحا أن هناك «حربا  باردة» على رأس السلطة في تونس، بينما تواجه البلاد مع بدایة سنة 2021 أزمة اقتصادیة حادة، وذلك بعد تسجیل انكماش اقتصادي غیر مسبوق خلال سنة 2020 بلغ 10٪ والبطالة تصل إلى مستویات «كارثیة»..وتصاعدت حدة الأزمة مع «حرب الصلاحيات» في تونس، بين رئيس الجمهورية قيس سعيد، ورئيس الحكومة ھشام المشیشي (رأسي السلطة التنفیذیة).

مرحلة «كسر العظام»

وتحذر الدوائر الحزبية والسياسية في تونس، من أن صراع (القصبة وقرطاج) ـ في إشارة إلى مقر رئاسة الحكومة، ومقر رئاسة الجمهورية ـ  يدخل مرحلة «كسر العظام».. وتقول صحيفة الصباح التونسية: ولم نكن في حاجة إلى خبر اقالة وزیر الداخلیة ( أول أمس ) المحسوب على رئیس الدولة، حتى نتأكد من ذلك، لأنھا غیر خافیة على أحد، بل أصبحت مزعجة كثيرا وتلقي بظلالھا على كل شيء. ونعتقد أنه بات لزاما على الطرفین، إما إيجاد حل «سلمي» والتوصل إلى توافق یحول دون تعطیل مصالح الدولة، أو أن یتحمل كل طرف مسؤولیته بالكامل إزاء ما یمكن أن یحدث في البلاد، في صورة التمسك بنفس السیاسة

وفي ظل مناخ «الحرب الباردة» بين الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان).. وفي ظل أجواء من التوتر فرضتها «حرب الصلاحيات» بين القصرين «قرطاج والقصبة» .. ترى الكاتبة والباحثة التونسية، حیاة السایب، أن تونس ورغم كل الصعوبات، لن تعدم الحلول ولن تقف عاجزة أمام ھذه الوضعیة غیر المسبوقة، حیث تحولت الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمھوریة، رئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان) إلى مؤسسات متنافرة، رغم أن صلاحیات كل طرف محددة وفق دستور البلاد، (دستور 2014 ).

مؤسسات  السلطة  متنافرة !

وترى الباحثة السياسية التونسية، أن تونس لن تعدم الوسائل  لتصحیح المسار، إن لزم الأمر ذلك، فبلادنا، لم تعد قادرة على الصبر على مزاجیة المسؤولین في البلاد، ونرجسیة البعض منھم وطوباویة البعض الآخر. ولم یعد المجال الیوم یسمح باستعراض البطولات الشخصیة وإظھار الأنا المضخم، في وقت ازدادت فیھ الصعوبات واحتدت الأزمات، وصارت تونس مھددة في مستقبلھا، دون أن ننسى تراجع صورتھا بین البلدان. فقد استوى الحال الیوم، ولا أحد یمكنه أن یزاید على الآخر في ثوریته أو في نضالیته، بعد أن رفعت الأقنعة عن الجمیع ووقفنا على الحقیقة، وھو أن جل من وضعتھم الأقدار على رأس ھذه البلاد، منذ عشریة كاملة تلت سقوط الدیكتاتوریة، وخلافا للمتوقع، قد تحولوا إلى عبء علیھا

 

تنازع واضح للصلاحیات بين رأسي السلطة التنفيذية

لا یزال خبر إقالة وزیر الداخلیة يلقي بظلاله على المشھد السياسي في تونس، بعد ان ترك خبر الإقالة باب التأویل مفتوحا على مصراعیه لخلوه من الأسباب الحقیقیة وراء تخلي رئیس الحكومة ھشام المشیشي عن الوزیر توفیق شرف الدین. واذ حصل اتفاق واسع على أن التغییرات الامنیة الكبرى التي بدأ في تنفیذھا وزیر الداخلیة دون العودة لرئيس الحكومة، فان قراءة اخرى تأكد ان شرف الدین تلقى الضوء الاخضر من الرئیس قیس سعید بعد كلمته الشھیرة لیلة راس السنة بمقر الداخلیة حین اعتبر في قراءة تأویلیة أن رئیس الجمھوریة ھو القائد الاعلى للقوات المسلحة  والأمن، بحسب تحليل الباحث التونسي خلیل الحناشي، فقد تحرك الرئیس ووزیر الداخلیة وفقا لقراءتھم التأویلیة للدستور لتتسع أزمة الثقة أكثر ویدخل رأسي السلطة التنفیذیة في تنازع واضح للصلاحیات.

وحذّر الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، من تبعات الصراع المتواصل بين مؤسسات الدولة والذي اعتبره أصاب البلاد بحالة شلل. واعتبر عصام الشابي أنّ آخر حلقات هذا الصراع كان ميدانها أروقة وزارة الداخلية التي حاول رئيس الجمهورية قيس سعيد السيطرة عليها بخلطه المتعمد بين صفته قائدا أعلى للقوات المسلحة وقائدا للأمن.

وبحسب بيان الاتحاد العام للشغل ـ أكبر منظمة نقابية في تونس ـ فقد ساهمت أزمة الحكم والتشتّت الحزبي، والتنافر الملحوظ بين السلط وعدم شفافية تمويل الجمعيات والأحزاب في ارتفاع منسوب الاحتقان والتوتّر بين النخبة السياسية ومؤسّسات الدولة، كما ساهمت في تنامي الصراعات العبثية والعنيفة تحت قبّة البرلمان حتّى صار العمل داخله ما يشبه المستحيل، وأصبح المزاج الشعبي سلبيا ويسوده فقدان الثقة في السياسي والخوف من المستقبل وتطغى عليه مشاعر الإحباط والنّفور من الشّأن السّياسي العام وتواصل العُزوف الانتخابي والخوف من المستقبل.

وتصدّرت أزمة الحرب الباردة أو «حرب الصلاحيات» الصحف التونسية التي  تناولت الأزمة من خلال رسوم «الكاريكاتير» !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]