يتصيد الاحتلال الإسرائيلي الفرص المناسبة والكفيلة في ضرب الوجود الفلسطيني في محاولة منه لكسر عزيمة وإصرار الفلسطينيين على البقاء على ما تبقى من تراب الأغوار الفلسطينية، عبر توزيع إخطارات التهجير والاقتلاع ومن ثم هدم مضارب ومساكن الفلسطينيين.
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية أعلن الأول أن منطقة الأغوار الفلسطينية عبارة عن حدود دولته الشرقية ولا يمكن التفاوض عليها تحت أي سبب كان فهي في نظر الاحتلال لا تقل أهمية عن منطقة القدس، ومن هنا شرّع القوانين والأنظمة التي تضمن السيطرة التامة عليها.
إخطارات هدم
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين خربة الميتة بالأغوار الشمالية وقامت بتوزيع إخطارات هدم على عدد من العائلات.
وقال رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة إن ما تسمى بالإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها لخربة الميتة وزعت 20 إخطارا ووقف للعمل في المنطقة، وهذه الإخطارات تلحق الضرر بـ 19 عائلة فلسطينية، وتنتهي مدة الأخطار بتاريخ 17/2/2021.
ولفت دراغمة خلال حديثه لقناة” الغد”، إلى أن أضرارا كبيرة ستلحق بالفلسطينيين جراء هذه الانتهاكات التي شملت عددا من الخيام والبركسات السكنية وحظائر الأغنام و التي يتجاوز عددها 180 منشأة.
و أمس الأحد أيضًا اقتحم جنود الاحتلال وما تسمى بالإدارة المدنية خربة الميتة ووزعت إخطارات على العائلات التي تسكن المنطقة حيث تم تسليم 6 إخطارات تشمل 9 عائلات.
وتصاعدت وتيرة اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية، بشكل مطرد خلال الأعوام الأخيرة، من حيث الكم وحجم الضرر الواقع على المواطنين الفلسطينيين.
تطهير عرقي
ويتعرض الفلسطينيون بمنطقة الأغوار، على الضفة الغربية لنهر الأردن، منذ عقود لأقسى أشكال العنف والاضطهاد والتطهير العرقي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وباتوا محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية.
إجراءات الاحتلال بحق السكان لم تتوقف على مصادرة 99% من مساحة منطقة الأغوار، بل تجاوزت ذلك إلى حرمان من بقي متمسكا بأرضه من أبسط الخدمات، واتخاذ إجراءات عقابية ضدهم لأقل الأسباب.
و دعت القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة إيفون هيلي، إسرائيل إلى وقف أعمال الهدم غير القانونية على الفور، بعد تشريد العشرات في آخر عملية هدم لمبانٍ في قرية فلسطينية في الأغوار.
وقالت هيلي في بيان لها مؤخرا “أذكر جميع الأطراف بأن التدمير الشامل للممتلكات والتهجير القسري للأشخاص المحمّيين في منطقة محتلة يشكلان انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة”.
وأشارت إلى أن ضعف السكان يزداد تعقيدا مع بداية فصل الشتاء وجائحة كوفيد-19 المستمرة، مؤكدة استعداد المجتمع الإنساني لدعم أولئك الذين تشرّدوا أو تضررّوا.
