حرب غير معلنة.. الدول الكبرى تجتمع «أونلاين» خوفا من كورونا
فرض فيروس كورونا على قادة الدول الغنية « قادة مجموعة العشرين » عقد اجتماع استثنائي «طارىء» إن بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، خلال الساعات القليلة القادمة، ولكن عبر الفضاء، أي اجتماع افتراضي «أونلاين».. بعد أن بات واضحا، وبحسب الباحث البريطاني، راجورام راجان، أن الدول الغنية لا يمكنها الفوز في الحرب على «كورونا» بمفردها، وأن الساسة في كل مكان في العالم يدركون الآن أنه لا توجد دولة معصومة من فيروس كورونا.
• ويرى « راجان»، أن الدول الصناعية الكبرى، بعجزها الكبير في الموازنة، والمصاعب المالية التي تواجهها بعد الأزمة المالية العالمية، لم تبدأ حربها مع كورونا من موقع قوة، وعلى الرغم من ذلك فإن الأجهزة الإدارية القوية لتلك الدول وثرائها الكبير سيسمح لهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجه الفيروس.
الحرب على كورونا يخوضها العالم بأسره
وتشير الدوائر السياسية في الغرب، إلى أن الاجتماع الاستثنائي «الافتراضي» لمجموعة العشرين، يأتي في ظل واقع يقول أن الدول وبنظرة فاحصة على إمكانياتها، ستجد أنها ليس لديها الكثير من الموارد التي يمكن تخصيصها لمواجهة الفيروس، وأن الحرب على كورونا يخوضها العالم بأسره، ولذلك يجب يجب علينا أن ننظم إنتاج الأسلحة الأساسية اللازمة لمواجهته، مثل أدوات الفحص، والكيماويات اللازمة للتطهير، والأقنعة والملابس الواقية وأجهزة التنفس الصناعي في شتى بقاع العالم. وعلى منظمة الصحة العالمية، وغيرها من المنظمات الدولية، العمل مع المؤسسات الصحية المحلية لمعرفة الأدوات الطبية الضرورية لشن حرب ناجحة على الفيروس.
الوباء أحدث انقلابا تاما في العالم
وفي وصفه للظروف والمناخ الذي فرض عقد اجتماع طارىء «أونلاين» لمجموعة العشرين، يقول الخبير البريطاني، مايكل سافي، إن الوباء أحدث انقلابا تاما في الحياة في الصين، وتكاد الحياة تكون متوقفة في إيطاليا وإيران منذ نحو شهر، لكن الأمر بدا مباغتا عندما بدا كما لو أن الدول شيدت جدرانا حول ذاتها وأصبحت دولا بأكملها في الحجر الصحي، وبعد شهر من نقاش الحكومات حول كيفية التعامل مع كورونا، جاءت القيود متسارعة الواحدة تلو الأخرى، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «إننا في حالة حرب»،لكن مع عدم وجود أسلحة كافية لمحاربة الفيروس،.وأغلقت ألمانيا حدودها مع فرنسا، وسويسرا والنمسا، التي حذر مستشارها، سباستيان كورتز، من أن الأسابيع المقبلة ستكون «صعبة ومؤلمة».
«كورونا» فرض توقيتا عاجلا للقمة بدلا من الخريف المقبل
ويشير الخبير الروسي، بيوتر أكوبوف،إلى إنه في أقل من 12 سنة، عقدت مجموعة العشرين 14 قمة، كانت الأخيرة في أوساكا في نهاية يونيو/ حزيران . وكان مقررا، في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، عقد قمة في الرياض. لكن البداية الخطيرة للعام 2020 لا تسمح بالانتظار فترة طويلة: لقد أدت التدابير الاستثنائية لمكافحة وباء فيروس كورونا إلى إغلاق غير مسبوق للعديد من دول العالم، وهبوط الاقتصاد العالمي وحالة ذعر في البورصات العالمية.
• وعلى هذه الخلفية، يبدو عدم تحرك مجموعة العشرين غريبا: فقد تم إنشاؤها لمواجهة الأزمات، أي لمناقشة الإجراءات وتنسيقها بشكل مشترك.
قمة الـ 20 أكثر إلحاحا
وهكذا، تدعو رئاسة القمة السعودية مجموعة العشرين إلى مؤتمر افتراضي «أونلاين»، أي عبر الإنترنت. وبهذه الطريقة، أراد قادة دول مجموعة السبع عقد اجتماعهم، وقد عبّر عن ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين الماضي. ومع ذلك، فمساء الثلاثاء، لم يُعقد اجتماع «السبعة الكبار» الافتراضي، رغم ضرورته للغرب المنقسم، المقطّع الأوصال اليوم. لكن مؤتمر فيديو لمجموعة العشرين، التي تشمل الصين وروسيا وألمانيا وتركيا وكوريا الجنوبية والأرجنتين وجنوب أفريقيا وإندونيسيا والبرازيل وأستراليا، أكثر إلحاحا من سابقتها لصلتها بالعالم بأسره.
تأمين اجتماع يمكن اختراقه عبر الإنترنت
وأوضح الخبير الروسي بيوتر أكوبوف، أنه بالنظر إلى أن مثل هذه الحالة غير مسبوقة، فثمة مشكلة تقنية بالغة الأهمية هنا. فلا بد من قنوات اتصال متعددة الأطراف، آمنة. لأن أحدا لن يقبل عقد اجتماع لمجموعة العشرين يمكن اختراقه عبر الإنترنت.ومع ذلك، فمن الواضح أن مسألة إقامة اتصالات متعددة الأطراف يمكن حلها بسرعة كافية. وهذا أنسب بكثير من مناقشة القضايا بشكل ثنائي أو انتظار عقد قمة غير افتراضية في نوفمبر/تشرين الثاني في الرياض، فيما قد يواجه العالم قبل ذلك كثيرا من الامتحانات، على ضوء الحالة التي بدأ معها 2020.
- اجتماع القمة الاستثنائي«الافتراضي»، يعقد الأسبوع الجاري، بهدف بحث سبل توحيد الجهود لمواجهة انتشار وباء كورونا، حيث إن هذه الأزمة الصحية العالمية، وما يترتب عليها من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية، تتطلب استجابة عالمية.. وستعمل مجموعة العشرين مع المنظمات الدولية بكل الطرق اللازمة لتخفيف آثار هذا الوباء، كما سيعمل قادة مجموعة العشرين على وضع سياسات متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي، ومن المقرر ان تبني القمة على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة.
حالة حرب كبرى
ويرى البروفيسور الروسي « فيدور لوكيانوف»، أن الحالة التي يعانيها العالم، اليوم، هي أقرب إلى حرب كبرى، فقد قطع العالم أنفاسه. قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، كان من المستحيل تخيل أن تُغلق البلدان كليا. فتوقف وسائل النقل العام، وإغلاق قاعات السينما والمسارح، وخلو المدارس والجامعات من الطلاب، والقيود الصارمة على الحركة، والرقابة الكاملة.. أشياء كانت ترتبط فقط بالحرب فيما سبق. إن شدة ردة الفعل ملفتة للنظر وتبدو غير متناسبة مع درجة الخطر..لم يكن الفيروس ليصبح محفزا قويا لو لم تتراكم، في النظام العالمي، اختلالات داخلية خطيرة للغاية، كانت عمليا على وشك الانفجار.
- ويؤكد «لوكيانوف»، أن الاختلالات، معقدة، وتمس أسس عمل الآلية الدولية برمتها. العالم المُعولَم الذي اعتدنا عليه، بدأ في التبلور قبل حوالي أربعين سنة، عندما حدث تحول نحو الليبرالية الجديدة في الدول الغربية الرائدة، ومع أن أزمة العام 2008 المالية نبهت كثيرين، إلا أنها لم تقد إلى تغيير في النهج الأساسي..ومن غير المجدي تخمين ما سيؤول إليه العالم الذي سيبدأ بالتعافي والخروج من الحجر الصحي والمحظورات، لأنه سيتشكل تحت تأثير اتجاهات متعاكسة. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون المقارنات العسكرية مسوغة في مسألة واحدة، وهي أن «الهجوم المثالي» الحالي يشكل بديلا عن حرب كبرى. وهي، في شكلها التقليدي، قليلة الاحتمال للغاية، ولكن هناك حاجة إلى طريقة ما لحل التناقضات المتراكمة. وبعد ذلك سيتغير كل شيء.