مع بدء أولى الخطوات العملية للانتخابات المحلية داخل الأراضي الفلسطينية، والتي تمثلت بفتح باب الترشح للقوائم اليوم الثلاثاء، وجهت حركة «حماس»، إنذارا شديد اللهجة، بأنها ستعمل على تعطيل إجراء الانتخابات، حال استمرت بحسب زعمها، الاعتقالات السياسية لقيادات الحركة في الضفة الغربية.
وفي تصريح تلفزيوني، كشف محمود الزهار، القيادي البارز في حركة «حماس»، أن حركته قد تلجأ إلى خيار تعطيل الانتخابات في قطاع غزة، والامتناع عن المشاركة بها في الضفة الغربية، «إذا استمرت الاعتقالات السياسية التي طالت قيادات الحركة مؤخرا».
وأضاف الزهار، «هناك الكثير من الملاحظات على أداء حركة فتح في الضفة الغربية، وهناك اعتقالات كثيرة لقيادات حركة حماس بالضفة الغربية».
وأعلن حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية، اليوم الثلاثاء، عن فتح باب الترشح للانتخابات المحلية، والذي يستمر حتى الخامسة والعشرين من أغسطس/ آب الجاري. وقال ناصر في مؤتمر صحفي، إن هناك ما يقارب من مليوني شخص، يحق لهم الانتخاب في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال محللون سياسيون اليوم الثلاثاء، إن تهديدات «حماس» حقيقية، ولا تحمل أي نوع من المناورة السياسية مع حركة «فتح».
وأضافوا، أن قيادة حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، توافقت على ذلك الأمر خلال الاتصالات التي تمت بينهما قبل إعطاء الموافقة على المشاركة في الانتخابات المحلية.
وكانت حركة «حماس»، آخر الفصائل الفلسطينية التي أعلنت موافقتها على المشاركة في الانتخابات المحلية، بعد أن قامت بنقاشات كبيرة داخل أطرها التنظيمية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، في الثامن من شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وتجري الانتخابات المحلية الفلسطينية وفق التمثيل النسبي، ويكون الترشح فيها من خلال قوائم. وينص القانون على وجود عدد من النساء فيها حسب عدد أعضاء المجلس المحلي.
وتعتبر هذه الانتخابات في حال إجرائها، الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ ما يقارب عشر سنوات، بمشاركة كل الفصائل الوطنية والإسلامية، عدا حركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت مقاطعتها لهذه الانتخابات.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة ذكرت في وقت سابق، أن حركة «حماس»، أبلغت السلطة الفلسطينية من خلال عدة فصائل، انزعاجها الشديد من اعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية مؤخرا القيادي في الحركة بالضفة الغربية نادر صوافطة، خاصة وأنه كان من أبرز المشرفين على إدارة عملية الانتخابات المحلية واختيار المرشحين.
وأوضح الزهار، أن حركة «حماس» أنهت كافة استعداداتها للعملية الانتخابية، واتخذت كامل الإجراءات اللازمة لذلك، وأنها شكلت قوائمها التي ستتنافس في هذه العملية.
وأشار الزهار إلى أن «هناك اختلافات داخل حركة فتح، ولم يستطيعوا حتى اللحظة أن يشكلوا قوائمهم، كما لم يستطيعوا أن يمنعوا الخلافات الداخلية وإطلاق الرصاص على بعضهم البعض. وهناك الكثير من التسريبات من داخل السلطة تتحدث عن إمكانية تأجيل الانتخابات».
- محاولات بائسة وإشاعات مغرضة ..
وصف المتحدث باسم حركة «فتح»، فايز أبو عيطة، «حملة الإشاعات والفبركات التي تشنها مواقع إعلامية تابعة لحركة حماس»، بـ«اليائسة والبائسة».
وقال أبو عيطة في بيان صحفي، إن «الحديث من قبل هذه المواقع عن أسماء مرشحين وقوائم إنما يهدف إلى خلق البلبلة والإرباك لدى أبناء حركة فتح وأنصارها»، مشددا على أن حركة «فتح» ستعلن بشكل مركزي عن كافة قوائمها في قطاع غزة بالوقت المناسب، وحسب المواعيد المحددة وفقا للقانون.
وأكد، أن «حركة فتح تعمل على قلب رجل واحد، ومنشغلة في إعداد قوائمها ومرشحيها للانتخابات وفق المعايير التي تكفل الوصول إلى قوائم جادة ومسؤولة تستطيع تقديم خدمة أفضل لأبناء شعبنا».
