شكل انطلاق حركة فتح في يناير/ كانون الثاني عام 1965، ولادة حقيقية لحركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة بعد النكبة، لتعيد الاعتبار لهوية الشعب الفلسطيني وشخصيته الوطنية.
ويرصد الوثائقي التالي كيف تحولت الحركة من العمل الفدائي في زمن الشهيد الزعيم الراحل ياسر عرفات إلى تكريس التفرد بالسلطة على يد الرئيس الحالي محمود عباس.
وبدأ أبو عمار حياته في صفوف الفدائيين الفلسطينيين، وانتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1969 من القرن الماضي.
وتكونت السلطة الفلسطينية، وباشر أبو عمار بتنفيذ الحكم الذاتي في غزة وأريحا عبر صناديق الاقتراع الشعبية عام 1994.
واستطاع أبو عمار في الوقت نفسه الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، لجميع توجهاته، ويحسب له جمع أبناء حركة فتح وشخصيتها المعروفة دون انقسامها وتشظيها.
وفي أواخر 2004، اسشتهد الزعيم ياسر عرفات، واتجه المسار الفلسطيني منذ هذه اللحظة إلى اتجاهات مبعثرة في ظل حكم الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس الذي يمسك بزمام الأمور منذ 2005.
وكانت لوفاة عرفات انعكاسات كثيرة أقلها كارثة التمزق المتمثلة في الانقسام الفلسطيني وترسيخ الانفصال بين غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى الانقسامات العميقة داخل الحركة الأم.
وأصبح النظام الفلسطيني الحالي بلا رؤية واضحة فضلا عن الاقصاء والتهميش الذي تمارسه السلطة بحسب معارضيها.
حركة فتح التي كانت يوما ما تحتمل الرأي والرأي الآخر، ما عادت كما كانت قد يتعارض النقاد لسياسات السلطة إلى الفصل والملاحقة والعقاب بتهمة التطاول على مقام ما يسمى بسلطة السيد الرئيس.
وتحولت الحركة إلى ما أشبه بطبقة سياسية تؤسس للحكم الشمولي بيد رجل واحد ما أدى إلى فقدان الثقة بين الشارع الفلسطيني والسلطة، وهي الحالة التي أدت إلى غليان شعبي، حيث طالبت أبو مازن بالرحيل عن السلطة.
جدير بالذكر أن حركة فتح انطلقت لتنوير الشعب الفلسطيني وتوحيده وتنظيمه وتحرير إرادته؛ لكي يأخذ زمام قضيته، فيدفعها من الجمود إلى الحركة؛ لإنهاء الاحتلال والاستيطان، وإعادة اللاجئين إلى وطنهم.
وتعود جذور نشأة حركة “فتح” إلى أواخر العام 1957، حيث تم عقد لقاء ضم 6 أشخاص هم: ياسر عرفات، وخليل الوزير وعادل عبد الكريم، وعبد الله الدنان، ويوسف عميرة، وتوفيق شديد، واعتبر هذا اللقاء بمثابة اللقاء التأسيسي الأول لحركة “فتح'”.
وصاغ المؤسسون ما سمي “هيكل البناء الثوري” و”بيان حركتنا”، وتبع ذلك انضمام أعضاء جدد منذ العام 1959 كان أبرزهم: صلاح خلف، وخالد الحسن، وعبد الفتاح حمود، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار، وكمال عدوان، وعبد الفتاح إسماعيل، ومحمود عباس.
وتستند حركة فتح في مبادئها على أن فلسطين أرض للفلسطينيين جميعاً، وهي أرض عربية يجب على كل أبناء العروبة المشاركة في تحريرها. وبلورت برنامجها النضالي الذي اهتم بتعبئة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وطبقاته وأماكن تواجده، وتجنب الصراع الطبقي والفئوي والطائفي والإقليمي.
وركز على العمل على استعادة الهوية الفلسطينية للأرض والشعب، وعلى أهمية ترسيخ استقلال الإرادة الفلسطينية، وتعظيم ارتباطها بالأمة العربية، واستقطاب دعمها وحمايتها، وبدأت فتح بعدها في الإعداد لانطلاق الكفاح المسلح من خلال قوات العاصفة.
