حزب القوات اللبنانية يعلن مقاطعته لـ«لقاء بعبدا»

أكد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أن الهدف من زيارته الحالية استطلاع الوضع سعيا للمساعدة في إيجاد الحلول للأزمة التي تمر بها البلاد، والبحث مع مختلف الأطراف في كيفية إنجاز الحل المنشود.

جاء ذلك خلال لقائه في بيروت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد بدوره أن المدخل إلى حل الأزمة يكمن في انتخاب رئيس جديد، وبدأ لودريان زيارته إلى بيروت بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما سيلتقي مسؤولين وقيادات حزبية وشخصيات عامة تضم مرشحين لرئاسة الجمهورية.

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن لودريان لن يقدم حلولا لكنه يسعى في البداية للقيام بدور محفز للوصول إلى حل للأزمة.

كما التقى لودريان برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أكد بعد لقائه الموفد الفرنسي أن  “موضوع الرئاسة بحاجة إلى 128 نائبا، والملف لا يتطلب تدخلا دوليا”.

ووصف جعجع جولة الموفد الفرنسي  بالـ “إستطلاعية”، لافتًا إلى أنه “طرح أسئلة عن مختلف الأمور، وليس لديه أي مقترح لطرحه”.

والتقى لودريان أيضا البطريرك الراعي، وأكد الموفد الفرنسي من بكركي أن “هدف الزيارة المساعدة على الخروج من الأزمة التي يعانيها لبنان وكان لنا لقاء مطول مع البطريرك الراعي تطرقنا خلاله  الى الأزمة السياسة والاجتماعية وشرحت للبطريرك أهمية مهمتي وسنتواصل مع كل الأفرقاء في لبنان للإسراع في الخروج من الأزمة السياسية”.

وأضاف:”سأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات تعطي الأمل بإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين”.

ومنصب الرئاسة اللبنانية شاغر منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

كما يعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وانتقد صندوق النقد الدولي الحكومة على التقدم البطيء للغاية في تنفيذ الإصلاحات.

قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وإن اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات، مشيرا إلى أن استقرار لبنان يصب في مصلحة سوريا والمنطقة عموما.

جاء ذلك خلال استقبال الأسد، اليوم الثلاثاء، للرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون.

وأكد الأسد أن عون كان له دور في صون العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين، معربا عن ثقته في قدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحديات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية.

واعتبر الرئيس السوري أنه لا يمكن لدمشق وبيروت النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما، لافتا إلى أن التقارب العربي – العربي الذي حصل مؤخرا وظهر في قمة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي على سوريا ولبنان.

من جانبه، قال عون إن اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء، معتبرا أن سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته.

وأكد الرئيس اللبناني السابق أن نهوض سوريا وازدهارها سينعكس خيرا على لبنان واللبنانيين.

قال الأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طارق عبود، اليوم الإثنين، إن الرؤية لم تضح بعد في لبنان، رغم إعلان المعارضة ترشيح الوزير السابق، جهاد أزعور، لانتخابات الرئاسة المقبلة.

وأكد عبود، في تصريحات لـ«الغد»، أن ترشيح أزعور لا يهدف إلى الوصول إلى رئيس للبنان، ولكن كان الهدف منه الإطاحة بسليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي، موضحًا أن كل هذه التحركات لكسب الوقت بانتظار التسوية الإقليمية الكبرى.

وأكد عبود أنه لم يحدث في تاريخ لبنان أن جاء رئيسًا للبلاد عن طريق فائز أو خاسر، لافتًا إلى أنه حتى ولو تم تأمين 65 صوتًا في جلسة البرلمان فإن التسوية هي التي ستحكم المشهد السياسي في لبنان.

وقال عبود، إن جلسة مجلس النواب اللبناني القادمة التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه، في 14 يونيو/ حزيران الجاري، ستكون كسابقتها حيث تم دعوة البرلمان إلى التصويت 11 مرة ولم يتم الحسم.

وتابع بالقول: «سيكتمل النصاب القانوني ولكن ستكون هناك دورة أولى لن يحصل فيها المرشح على أكثرية الثلثين، وعادة ينص الدستور اللبناني على أن يحصل المرشح بالدورة الأولى على ثلثي أعضاء الأصوات في المجلس النيابي أي 86 صوتًا، وإذا لم يحصل ذلك تحدث دورة ثانية، وإذا حصل المرشح على 65 صوتًا أي (النصف+واحد) سيكون رئيسًا للبنان، لكن هذا أيضًا مستبعد لأن النصاب القانوني لكن يكتمل في الدورة الثانية.

ويرى عبود أن القوى الإقليمية «السعودية وأميركا وفرنسا، وقطر» لم يحسموا خياراتهم بعد.

ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري المجلس إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في 14 يونيو/ حزيران الجاري.

يأتي هذا عقب إعلان أحزاب المعارضة وعدد من النواب المستقلين في لبنان دعمهم ترشيحَ جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، وذلك بالتزامن مع إعلان المرشح السابق للرئاسة ميشال معوض انسحابَه لصالح أزعور.

وتضم الأحزاب التي رشحت أزعور القواتِ اللبنانية والكتائب وحركة تجدد، بالإضافة إلى عددٍ من النواب المستقلين.