في عملية نوعية ضد إسرائيل، حسبما ذكرته وسائل إعلام حزب الله اللبناني، وردا على اغتيال عميد الأسرى والقيادي في الحزب سمير القنطار الشهر الماضي، استهدف مقاتلو الحزب دورية إسرائيلية في مزاع شبعا، مؤكدا تدميرها وإصابة جميع من بداخلها، إلا أن الغريب هو توقيت هذه العملية.
وتتسلط أضواء العالم منذ أمس، الأحد، على التوتر والتصعيد غير المسبوق منذ عقود بين المملكة العربية السعودية، التي تعتبر حزب الله «منظمة إرهابية»، وإيران التي تعتبر أكبر داعم له في العالم.
وكانت احتجاجات «شيعية» في إيران ودول أخرى، منها العراق ولبنان، اندلعت على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، أسفرت عن اقتحام وإحراق ونهب السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد، بينما هدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، بأن “انتقاما إلهيا” سينال من السعودية.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تشر إلى وقوع ضحايا في عملية استهداف دوريتها بمزارع شبعا المحتلة، وهي عبارة عن عربة من طراز هامر أمريكية الصنع، بعبوة ناسفة زرعت على الطريق، إلا أنها ردت بقصف مكثف على المنطقة بقذائف الدبابات، بينما حلق سلاح الجو الإسرائيلي بكثافة في المنطقة، التي شهدت نزوح الأهالي منها، خشية تجدد اشتباكات قد تطول مدتها.
ولا يعتبر رد حزب الله متناسبا مع ما كان متوقعا حدوثه، فأشارت صحف مقربة من الحزب إلى أن إسرائيل ستندم بعد اغتيالها القنطار، فهو ثالث قائد عسكري تغتاله إسرائيل في سوريا بعد عماد مغنية في 2008 ونجله جهاد العام الماضي، وأوضحت الصحف أن حزب الله في لبنان وسوريا أصبح جبهة واحدة تستهدفها إسرائيل.
وقال مسؤولون وقياديون في الحزب، إن إسرائيل فتحت على نفسها النار باغتيال القنطار، وقال هاشم صفي الدين القيادي في الحزب: «إذا كان العدو الإسرائيلي يتخيل أنه باستهداف سمير القنطار قد أقفل حسابا، فإنه مخطئ جدا لأنه يعلم وسيعلم تماما أنه فتح على نفسه حسابات».
وأعادت العملية، التي نفذها حزب الله ما قام به انتقاما لاغتيال إسرائيل قادة له أبرزهم جهاد مغنية في 18 يناير/كانون الثاني 2015، حيث استهدف دورية للاحتلال في مزارع شبعا أيضا قتل إثرها جنديان إسرائيليان وأصيب 7 آخرون، إلا أن العملية نفذت بصواريخ تبعها إطلاق نار كثيف من قبل مسلحي الحزب تجاه الجنود أثناء فرارهم.
وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بعد العملية: «قتلناهم في وضح النهار كما قتلونا في وضح النهار، سيارتان مقابلهما سيارتان وحبة مسك، قتلى وجرحى مقابلهم شهداء، صواريخ مقابلهم صواريخ، الإسرائيليون غدروا بنا أما رجال المقاومة أتوهم من الأمام»، وتوعد إسرائيلي قائلا: «جربتمونا في الحرب، وأي شاب من حزب الله سيقتل اغتيالا سنرد في الوقت والمكان المناسبين».
