حسن حسني.. جوكر السينما المصرية

رحل عن عالمنا في صمت وبعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء الفنان المصري القدير حسن حسني، عن عمر يناهز 89 عاماً، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة مساء الجمعة دخل على إثرها المستشفى، لكن باءت محاولات الأطباء بالفشل في إنقاذه ليلفظ أنفاسه الأخيرة فجر اليوم السبت، لتنتهي مسيرة فنية تزيد عن 50 عاماً، قدم خلالها 490 عملا فنيا سعى خلالها إلى إسعاد الجماهير بأعماله، والتي أخرجت وساندت جيلاً من كبار فناني الكوميديا الحاليين.

البداية الفنية

ولد الفنان الراحل في العاصمة المصرية القاهرة بحي القلعة في 15 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1931، وظهرت ميوله الفنية خلال الدراسة بالمرحلة الابتدائية، حيث شارك في تقديم عدة مسرحيات، وعقب حصوله على شهادة التوجيهية عام 1956، مثّل في بعض الأدوار الصغيرة والثانوية.

في بداية الستينات أصبح عضوا في فرقة “المسرح العسكري”، وعقب حرب يونيو/حزيران عام 1967، انتقل إلى مسرح “الحكيم” وقدم مسرحيات عديدة، منها “عرابي” و”المركب اللي تودي” ترك خلالها صدى جيد لدى الجمهور، ثم شارك في مسرحيات مع فرقة “تحية كاريوكا مثل “روبابيكيا” و”صاحب العمارة”.

 

انطلاقة سينمائية

وبدأت علاقته بالسينما بدور صغير في فيلم “الكرنك” مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، وفي نهاية السبعينات شارك حسني في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” الذى كان له صدى واسع بين الجمهور، قبل أن يقود مجددا في الثمانينات إلى المسرح، ليقدم مع الفنانة سهير البابلي وصديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية “ع الرصيف”، كما قدم في عام 1985 المسرحية الفكاهيه “اعقل يا مجنون” مع الفنان الكوميدي الكبير محمد نجم.

ويُعد فيلم “سواق الأتوبيس” الذي قدمه عام 1982، مع المخرج عاطف الطيب، علامة فارقة في حياتهِ المهنية والفنية، إذ لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديداً بشكل مختلف، ليقدم بعدها أدواراً مميزة مع عاطف الطيب في أفلام البرئ والبدروم والهروب، وشارك عدد آخر من المخرجين في أفلاماً تعُعد علامة في تاريخ السينما المصرية، مثل “زوجة رجل مهم” لمحمد خان، و”سارق الفرح” لداوود عبد السيد.

جوائز وتكريم

وكان عام 1993 مميزاً في تاريخ حسن حسني الفني، ففي الوقت الذي سافر فيهِ إلى سوريا ولبنان لعرض مسرحية “جوز ولوز”، كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائي في القاهرة تُعلن عن فوزهِ بجائزة أحسن ممثل، متفوقاً على عدد من النجوم الذين نافسوه على الجائزة مثل فاروق الفيشاوي ومحمود حميدة.

وفي نفس العام أيضا، فاز حسني بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم “فارس المدينة” للمخرج محمد خان، ليتنبه الجمهور والنقاد لموهبته، وقالت عنه الناقدة إيريس نظمي “هو فنان نجح في فرض نفسه بالموهبة، وأثبت أنه ليس بالنجومية وحدها يعيش الفنان، فبريق النجومية يزول بينما يبقى الفنان بقيمته”.

ولحسني العديد من الأعمال الفنية الهامة والمتنوعة، من مسرح ودراما وسينما، وبعضها يُعد علامات مثل “رأفت الهجان”، و”بوابة الحلواني”، “المغتصبون”، “المواطن مصري” و”سارق الفرح” و”ناصر 56″ و”أرابيسك”، و”أم كلثوم”،و”المال والبنون”،و”السبنسة” و”حزمني يا” و”دماء على الأسفلت” وغيرها.

“القشاش” و”المنشار”

اشتهر حسن حسني بلقب ” القشاش ” وهو اللقب الذي أطلقه عليه الكاتب الراحل موسى صبري، لأنه يمتلك القدرات التي تجعله يستطيع أن يؤدي بتفوق في أي دور يسند إليه، وقال عنه المخرج خيري بشارة إنه ” المنشار ” من باب مشاكسة الراحل الكبير بسبب مشاركته في كم كبير من الأعمال، حتى إن بعض المواسم الرمضانية كانت تعرض له عدة أعمال في نفس الوقت.

داعم الشباب

كان حسني من أبرز داعمي نجوم الشباب، خاصة نجوم الكوميديان إذ ساندهم جميعاً في أفلامهم حتى صاروا نجوما كبار ومنهم من اعتبره والده الروحي نظراً لدعمه ولمنحه صك النجومية لغالبيتهم، من أبرزهم الراحل علاء ولي الدين، إذ شاركه أفلام “عبود على الحدود” و”الناظر”، والفنان محمد هنيدي في أفلام “عسكر في المعسكر” و”يا أنا ياخالتي” ومسرحية “حزمني يا” و”عفرتو”.

 

كذلك ساند الفنان أحمد حلمي في بداية مشواره، إذ ساند ظهور أعماله فنية مثل “ميدو مشاكل” و”جعلتني مجرماً” و”زكي شان”، والنجم محمد سعد حيث ساعده في بدايات ظهوره واستمر معه غالبية أفلامه بدءا من “اللمبي” و” اللي بالي بالك” و”كركر” و”كتكوت” و”تحت الطرابيزة”، والنجم هاني رمزي في “غبي منه فيه”، ورامز جلال في “أحلام الفتى الطائش” و”مراتي وزوجتي” و”غش الزوجية”، وكريم عبد العزيز في “الباشا تلميذ” وأحمد رزق في “حمادة يلعب” وغيرهم.

وروى حسني خلال لقاء تلفزيوني له، أن بعض الفنانين كانوا يصرون على وجوده في الأفلام رغم انشغاله الشديد وارتباطه بأعمال كثيرة، وأكد أن من بينهم الفنان رامز جلال الذي نام أمام بيته لثلاثة أيام متواصلة، وأقسم أنه لن يصور أي مشهد في فيلم “مراتي وزوجتي” دونه.

صدمة رحيله

تسببت وفاته في صدمة لدى الكثير من الجمهور والفنانين أيضا، وأعرب غالبية النجوم عن بالغ حزنهم لرحيله المفاجئ، ونعاه الكثير عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث نعاه الفنان محمد هنيدي عبر تغريدة على حسابه في “تويتر” قائلا: “وجعت قلبي يا عم حسن، إن لله وانا اليه راجعون”

وجعت قلبى ياعم حسن. ان لله وانا اليه راجعون pic.twitter.com/LzKGPUR5nc

— Mohamed Henedy (@OfficialHenedy) May 30, 2020

 

كذلك كتب النجم أحمد السقا على فيسبوك: “هتوووحشنا ياعمنا.. ربنا يرحمك يارب”

 

أما النجم كريم عبد العزيز فكتب على صفحته على فيسبوك  “لا حول ولا قوه الا بالله مع السلامة يا أستاذ هتوحشنا”، ونشر صوراً من فيلم “الباشا تلميذ”.

 

ونعاه الفنان رامز جلال عبر تدوينه: “ربنا يرحمك يا عم حسن ويدخلك الجنة ويبدل سيئاتك حسنات، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ويجعلك مع الأنبياء والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً”.

 

وكتب الفنان إدوارد: “رحمة الله على الفنان القدير وأبي الروحي من علمني الكوميديا . . وداعًا #حسن_حسني ”

وكتب الفنان إيهاب فهمى كتب :”مات العظيم حسن حسنى، وفي تدوينة أخرى قال : “على قد ما أنا حزين على قد ما كان شرف لى أنى أقدم الفنان الأب عم حسن حسنى فى حفله تكريمه الأخيرة فى مهرجان نقابه المهن التمثيلية، هتوحشنا ضحكتك ووقفتك معنا كلنا ياعم حسن وداعاً حسن حسنى”.

 

 

كما نعاه الفنان أحمد رزق قائلا: “عم حسن حسنى حبيبي وحبيب الكل في ذمة الله..ربنا يرحمه ويغفر له.. برجاء الدعاء”

 

كما نعاه المطرب تامر عاشور عبر تغريدة قائلا: “اللهم اغفرله بمغفرتك وارحمه برحمتك واجعل مثواه الجنة”

اللهم اغفرله بمغفرتك وارحمه برحمتك واجعل مثواه الجنه #حسن_حسني pic.twitter.com/deFzSYJjOp

— Tamer Ashour (@TamerAshour) May 30, 2020

 

والنجم يوسف الشريف نعاه كذلك، عبر تغريدة قائلا “إنا لله وإنا اليه راجعون…وداعاً للفنان الكبير حسن حسني”

انا لله وإنا اليه راجعون…وداعاً للفنان الكبير حسن حسني pic.twitter.com/MrDABEtl93

— Youssef el sherif (@ElSherif) May 30, 2020

 

كذلك نعى مغردون خليجيون حسن حسني ووصفوه بأنه جوكر السينما المصرية، وتصدر هاشتاج حسن حسني صدارة البحث على موقع تويتر في الخليج العربي منذ الإعلان عن وفاته.