حسن شيخ محمود: التفكير في المستقبل.. والعبور بالصومال إلى مرحلة الوحدة الوطنية
داخل خيمة فى منطقة «أفسيوني» بالقاعدة الجوية في محيط المطار الدولى بالعاصمة مقديشيو، انتخب البرلمان الصومالي الفيدرالى المكون من مجلسى الشيوخ ( 54 عضوا) والشعب ( 275 عضوا)، رئيسا جديدا للبلاد وهو الرئيس العاشر، من بين 35 مرشحا،وقبل ساعات من الاقتراع أعلن 4 مرشحين انسحابهم من المعترك الانتخابى، وهم عبد الكريم حسين غوليد، وطاهر محمود غيلى، عبد الناصر عبد الله. ومحمد سيرين. أعلنوا انسحابهم عن خوض السباق الرئاسي.
- وفي انتخابات طال انتظارها في دولة عربية تعيش وضعا مضطربا، في منطقة القرن الأفريقي، تم انتخاب حسن شيخ محمود رئيسا لجمهورية الصومال الفيدرالية للمرة الثانية، حيث كان رئيسا للصومال في الفترة من 2012 إلى 2017..وكان فوزه ـ وقتئذ ـ مفاجئا لكل التوقعات.
تطلعات الشعب الصومالي: نقطة تحول في مستقبل البلاد
وفي أول رد فعل شعبي مبكر، اقميت احتفالات كبيرة في شوارع العاصمة مقديشو الليلة الماضية، ونزل الألاف من المواطنين إلى الشوارع بعد منتصف الليل رغم حظر التجوال المفروض على العاصمة، معبرين عن فرحتهم بالنصر التاريخي الذي حققه حسن شيخ، وأطلقت النيران في الهواء ابتهاجا بفوزه، وهتف المحتلفون وهم يرقصون بـ «حسن شيخ انتصر»،وأقيمت احتفالات في مدن أخرى بالصومال، وحث المشاركون في تلك الاحتفالات الرئيس المنتخب على تحسين الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، وتصحيح الأخطاء التي وقعت في السنوات الخمس الماضية.
- وأعرب الصوماليون عن تطلعاتهم بحدوث تغيير ينقل الصومال من مرحلة التوتر والصراع إلى مرحلة الاستقرار والتمية، وأن يكون « هذا الحدث التاريخي نقطة تحول في مستقبل الصومال ولتسريع وتيرة التنمية والإعمار».
مسيرة الرئيس الصومالي الجديد
ولد حسن شيخ في مدينة «جللقسي» بإقليم هيران بولاية هيرشبيلي الصومالية عام 1955، وتخرج من الجامعة الوطنية في 1981، حيث درس التربية الفنية، ثم التحق بجامعة بوبال (جامعة بركات الله الآن) في الهند وحصل منها في عام 1988 على الماجستير في نفس التخصص.
باحث أول في السلام وإعادة الإعمار
كان حسن شيخ محمود مدرسا في مدرسة «لفولي» للتدريب المهني، ثم تمت ترقيته إلى مدير معهد تدريب المعلمين في الجامعة الوطنية، وعمل بعد انهيار الدولة الصومالية في مطلع عام 1991 في حل النزعات وإعادة إنشاء المؤسسات التعليمية وعمل أيضا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف، وشارك حسن شيخ في عام 1999 في تأسيس المعهد الصومالي للتنمية الإدارية (جامعة سيمد حاليا)، وانضم في عام 2001 إلى المركز الصومالي للأبحاث والاستشارات (CRD) كباحث أول في السلام وإعادة الإعمار.
- وأسس في عام 2011 حزب السلام والتنمية، وفي أغسطس/ آب 2012 انتخب عضوا في مجلس الشعب الصومالي، وانتخب في 10 سبتمبر/ أيلول 2012 رئيسا للجمهورية، كأول رئيس للبلاد بعد خروج الصومال من المرحلة الانتقالية..ثم قاد معارضي نظام الرئيس الصومالي السابق محمد عبد الله فرماجو في السنوات الماضية، وكان في طليعة من وقفوا في وجه محاولات التمديد في ولايته بطريقة غير قانونية..ثم اختير ـ أمس ـ للمرة الثانية رئيسا للبلاد في 15 مايو/ آيار 2022.
الخطوط العريضة لبرنامج الرئيس حسن شيخ محمود
. وبعد لحظات من فوزه بمنصب رئيس الصومال، كشف حسن شيخ محمود، عن الخطوط العريضه لسياساته وتوجهاته:
- مؤكدا التفكير في المستقبل أولا..والعبور بالصومال إلى مرحلة الوحدة الوطنية
- مشيرا إلى أن الدكتاتورية ليست حلا، بل هي التي دفعت الصومال إلى الهاوية عام 1991 ، وأدت إلى اندلاع الحرب الأهلية في ربوع البلاد.
- موضحا أن البلاد بحاجة إلى قوانين فعالة تراعي مصالح الوطن والشعب وتحافظ على المقدسات والثوابت؛ التي يعتبر المواطنون خرقها خطا أحمر.
- مشددا على ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة والمراحل الحرجة التي مر بها الشعب الصومالي.
- داعيا في الوقت ذاته إلى التركيز على آليات صناعة مستقبل أفضل وأكثر إشراقا للشعب الصومالي في العقود المقبلة، يختلف عن الماضي المؤلم.
