-وضع حماس ضمن قوائم الإرهاب لا يُشكل عائقا أمام الإدارة الأمريكية في التواصل معها
-لا يوجد “نظرياً” دور للسلطة الفلسطينية في مسألة فتح قنوات اتصال بين واشنطن وحماس
– لا يمكن أن يكون هناك حل دون وحدة في النظام السياسي الفلسطيني
-خلال أشهر سيكون هناك شيء جديد في النظام السياسي الفلسطيني
-هناك مجموعة في إسرائيل ترى ضرورة حماية بلادهم من يهودها وليس من الفلسطينيين
قال الوزير الفلسطيني السابق، حسن عصفور، إن وضع حركة “حماس” ضمن قوائم الإرهاب لا يُشكل أي عائق أمام الإدارة الأمريكية في التواصل معها.
وأوضح عصفور خلال لقاء ببرنامج مدار الغد، أنه في عام 2005 كانت الولايات المتحدة معنية بخوض حماس الانتخابات وأن تفوز بها، رغم تصنيفها “إرهابية” في عام 1997، وفي عام 2009 تواصل رئيس المكتب السياسي وقتها، خالد مشعل، مع السفير الأمريكي، توماس بيكرينج، بسويسرا.
وأضاف عصفور أن “منظمة التحرير الفلسطينية” كانت مصنفة “إرهابية” وفقا للقانون الأمريكي، ولكن بعد اتفاق أوسلو تغير الوضع، متابعًا: “الأهم من ذلك، هل تريد أمريكا حركة حماس أم لا تريدها؟ هذا هو السؤال”.
ورأى عصفور أن الولايات المتحدة معنية بحماس وبالتواصل معها، كون الحركة عنصرا قائما وفاعلا ولا تستطيع أن تنكرها واشنطن لا سيما أنها استخدمتها في أوقات معنية لمناكفة منظمة التحرير.
وأعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة معنية بإيجاد علاقة مفتوحة مع حماس، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال قطر أو تركيا أو من منصور عباس – رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست الإسرائيلي- أو من شخصيات في الولايات المتحدة.
ولفت إلى تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، بأن الحركة لديها استعداد للانفتاح على كل الأطراف الإقليمية والدولية، متابعاً أن تصريحات إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ أن جاءت تخالف النهج الإسرائيلي حول العلاقة مع الفلسطينيين والتركيز على إعادة إعمار غزة بعيداً عن شروط تل أبيب، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي تحدث عن ضرورة الفصل بين إعادة الإعمار بصفقة الأسرى وهو ما وصفه عصفور بأنه “لغة أمريكية جديدة”.
وأكد عصفور أنه في حال عدم إيجاد حلول لقطاع غزة لا يوجد أي حل للقضية الفلسطينية لأن المسألة مترابطة.
وأضاف أنه لا يوجد “نظرياً” دور للسلطة الفلسطينية في مسألة فتح قنوات اتصال بين واشنطن وحماس، معربا عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تتصل بها عبر قنوات السلطة أو منظمة التحرير، لا سيما أن الحركة بات لديها وسطاء يعتبرون مصدر ثقة للأمريكيين، مثل قطر وتركيا.
وتابع الوزير الفلسطيني السابق: “حماس تعيد تقديم نفسها من جديد وبوضوح”، لافتا إلى أن رئيس الحركة، يحيى السنوار، أعلن عقب انتهاء التصعيد التعامل مع قرارات الشرعية الدولية والقبول بها لحل القضية الفلسطينية، وهي رسالة للعالم بأنها حركة سياسية تبحث عن حل لإقامة دولة في أراضي حدود 1967 تتعايش مع إسرائيل.
واعتبر عصفور هذه التصريحات “رسالة سياسية جديدة” تساهم بشكل جذري في إعادة بناء المنظومة السياسية الأمريكية نحو حماس، خاصة أن كل الموضوع الفلسطيني يُعاد بناؤه من جديد.
واستطرد عصفور أن “العالم لم يعد يستطيع تحمل إسرائيل”، معربا عن اعتقاده بأن هناك إعادة تقييم أمريكي للمسألة الفلسطينية في عهد بايدن.
وأوضح عصفور أن العلاقات الرسمية لا تقوم إلا بين دول أو حكومات، وأن واشنطن تتعامل مع حماس كحركة رغم أنها تحكم قطاع غزة، إلا أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقيم علاقة طالما أن الثانية ليست ضمن النظام السياسي الفلسطيني، مؤكداً وجود تغيير في السياسة الأمريكية بشكل أكبر من إدارة أوباما.
وقال عصفور: “لا يمكن أن يكون هناك حل دون وحدة في النظام السياسي الفلسطيني”، وأوضح: “أعتقد أن هناك أطرافًا تقوم بترتيب أجواء لم تعلن بعد”.
ورأى أنه بعد التصعيد الأخير في غزة كان من الصعب على حركة “فتح” الإقدام على حوار حقيقي مع حماس لاستشعارها زيادة شعبية الأخيرة مقابل تراجع لها واختلال التكافؤ في الفرصة، كما تبعتها قضية اغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات التي أدخلت عنصرا جديدا من التوتر، مؤكداً أنه يجب أن يكون هناك تواصل ووحدة بين الفلسطينيين.
وقال عصفور: “أعتقد خلال أشهر سيكون هناك شيء جديد في النظام السياسي الفلسطيني”.
ولفت إلى أن مسألة المصالحة الفلسطينية ليست بالعملية السهلة، خاصة أنه كان هناك مشروعان مختلفان، وأن الولايات المتحدة وإسرائيل كانتا القاطرة الحقيقية للانقسام الفلسطيني، مضيفا: “الآن نفس القوى لديها مصلحة في إنهاء الانقسام ووضع حد نهائي للصراع”.
وأشار إلى أن ما يحدث داخل تل أبيب حاليا من الصراع بين المتطرفين المتدينين الإرهابيين هو عنصر قلق حقيقي على المجتمع الإسرائيلي، وبدأت أصوات تتعالى بأن هناك خطرا من الداخل وليس فقط من حولها كالسابق.
وتابع: هناك مجموعة في إسرائيل ترى أنه يجب حماية بلدهم من يهودها وليس من الفلسطينيين.
وأضاف عصفور أنه خلال عام ستكون هناك بلورة لحل “ممكن” يراعي الأوضاع، وقد تكون هناك أطراف جديدة تساهم في هذا الحل وتكون جزءا منه، إذ قد لا يكون حلا فلسطينيا إسرائيليا فقط، قائلا: “قد يكون هناك حل به تداخل مصري، أردني، إسرائيلي فلسطيني، شكل من أشكال السيادة المشتركة”، مضيفا: “هناك تفكير مختلف خارج الصندوق سيُقدم، ولكن كل هذا يجب أن يسبقه إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني”.
