محمد حجازي يكتب: حشد السرايا.. رسائل و دلالات

كعادتها جماهير قطاع غزة خرجت عن بكرة أبيها، في مشهد يذكرنا بمشهد الذكرى الثامنة عام 2012 عندما خرجت جماهير غزة، لترسل رسالة إلى حركة حماس بدرجة رئيسة، بأننا أوفياء لأبى عمار وللوطنية الفلسطينية، ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، بما تحمل من إرث نضالي مقاوم .

في الذكرى الثالثة عشر لرحيل ياسر عرفات يوم السبت الفائت وقبله يوم الخميس الفائت، كانت الرسائل شديدة الدلائل والوضوح، ولكن هذه المرة، وتوزعت للداخل و الخارج، في الداخل لحماس، بأنك لن ولم تستطيعي عزل القطاع عن الوطنية الفلسطينية، وعن المشروع الوطني وعن منظمة التحرير الفلسطينية، ورسالة أخرى بالغة الدلالة موجهة للقيادة الفلسطينية المتواجدة في مدينة رام الله، آن الأوان لتغير السياسات والإجراءات المتخدة ضد القطاع، خزان الوطنية الفلسطينية، وأن القيادة تستطيع أن تعتمد على جماهيرها، القوة المعنوية والمادية الهائلة لمواجهة عدونا التاريخي، والمراهنة عليها في تصويب الوضع الداخلي، وفي مراجعة كل السياسات الخاطئة التي أتبعت في السنوات الماضية، ووجهت رسالة أخرى لإسرائيل أن شعبنا حي وسيقاوم لنيل حقوقه السياسية في الحرية و الإستقلال.

راهن الكثير على إضعاف الوطنية وموتها ولكن الرسالة كانت بالغة القوة.

وفي هذه المناسبة نستحضر تاريخنا الجميل، عز الدين القسام يتحصن بالجبال، وعبد القادر الحسيني صاحب الكوفية الأولى، نستحضر التاريخ الجميل في الثقافة غسان صاحب برتقال يافا والإميلين توما و حبيبي، تاريخ فيه إدوارد سعيد صاحب الاستشراق والثقافة والإمبريالية، وفيه أبى سلمى وطوقان الشاعر والروائية، تاريخ جميل فيه تفاحة فلسطين وقلبها محمود درويش.

كنت أتمنى أن يكون خطاب الرئيس أبو مازن يبث مباشرة و ليس مسجلا، وأن يكون خطابا وجدانيا فيه الكثير من العواطف، لأن غزة مجروحة وتعبة طيلة أحد عشر عاما من الظلام و البؤس و الاضطهاد، غزة تعبه كانت تحتاج إلى ذلك، وكانت تحتاج لقرار يلغى كل الإجراءات التي إتخذتها السلطة ضد القطاع، لأن الآن استمرارها غير مفهوم والمواطن الغزي هو من يدفع الثمن مضاعفة هذه المرة، يعرف الجميع رؤية حماس للمصالحة، بإلقاء غزة في وجه السلطة، وإن كانت المعادلة معقدة، خرجت من الحكم وتحولت إلى قوة أمر واقع، هذا نفهمه لأن غزة اختبرته عام 2007، عام الانقسام الفلسطيني، ولكن الإجراءات تؤثر على المواطن فقط هو من يتحمل العبء، كانت الناس تنتظر إلغاء الإجراءات، لأنها وإن استمرت ستكون عقابة ضد الشعب فقط.

يجري الآن تسجيل موظفي السلطة الوطنية الذي بقوا أوفياء وملتزمين بمنظمة التحرير الفلسطينية، وحوربوا من قبل حماس طيلة سنوات السيطرة، يجري تسجيلهم في أماكن ليست لهم ووزارات ليست لهم ولم تتم عملية الدمج وفق آلية إدارية واضحة تضمن لكل موظف حقة من طرفي المعادلة، أن يتم حصر الموظفين بهذا الشكل المهين، والمقصود هنا الموظفين العالقين في الخارج، في دول المنافي، أو الذين هربوا في فترة الحروب الثلاثة من القطاع، يعرف الجميع صعوبة السفر والمعاناة التي يعانيها المسافر من إجراءات وابتزاز مالي، والخطر والإرهاق أثناء السفر في منطقة صراع مع الإرهاب، المسافرون يمرون من طرق إلتفافية وحواجز عسكرية وأمنية في سيناء.

وعلى الرغم من ذلك، كان من المفترض، أولا أن يتم حصر الموظفين عندما يتم الدمج ويتم توفير مقار لائقة، وموازنات مناسبة. فحصر الموظفين وتجميعهم يتم كنتيجة لتوافق وطني شامل. غياب الرؤية و الوضوح وكثرة الإشاعات جعلت الموظف يعيش في مرحلة عدم اليقين و إنعدام التوازن، والخوف على مستقبله من مصير مجهول.

عملية الفك و التركيب “غير واضحة” التي تعيشها الوظيفة العامة في القطاع سواء المدنية أو الأمنية، التي تعاني من خصومات الرواتب وتوقف العلاوات والحرمان من الترقيات طيلة 11 عاما , تبدو غير واضحة، وكان من المفترض مشاركة موظفي القطاع وإدماجهم بالآلية التي يتم التعامل بها من قبل الحكومة، وإعطاء صلاحيات واسعة للإدارات العامة، في تحديد الأولويات والموازنات العامة التشغيلية.

تكلفة إنهاء الانقسام وبناء المؤسسات يحتاج إلى جهد كبير وسعي من قبل السلطة لتوفير هذه التكلفة، بالرغم من المخاطر التي تحيط بالمصالحة، ومحاولات التدخل في مسارها.

في الذكرى الثالثة عشرة علينا أن نكون أوفياء لما بناه صاحب الوطنية الفلسطينية، أوفياء بأن نتحد وبأن نبني مؤسسات محدثة وقوية، ويبقى الانقسام والصراع على السلطة وهي تحت الاحتلال هو الاسثناء في تاريخنا.

وفي ذكرى سيد الشهداء أبى عمار، وقفت غزة بعزة وكرامة، رسالة الوفاء لسيد الشهداء، ورسالة عتاب وصبر لذوي القربى، غزة ستبقى وفية وميزان الوطنية.

كاتب مقيم في فلسطين

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]