حشود «منظمات الهيكل» تتربص بالمسجد الأقصى

دعت جماعات «اتحاد منظمات الهيكل» المزعوم، أنصارها والمستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، 21 يوليو/ تموز ، تزامنًا مع مناسبات تلمودية تهويدية.. ويصادف اليوم لدى اليهود المتطرفين، «صوم تموز»، وهو مقدمة لذكرى ما يسمى بـ«خراب الهيكل»، وتستغل «جماعات الهيكل» يوم الصوم لاقتحام المسجد الأقصى وابتداع برامج تهويدية تنفذها الجماعات المتطرفة، ومنها تكثيف الاقتحامات المركزية والبرامج الارشادية، كما سيتم تنظيم مسيرة تهويدية كبيرة حول أسوار القدس القديمة.

  • ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا (الجمعة والسبت) اقتحامات استفزازية للمستوطنين المتطرفين بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، فيما تزداد وتيرتها خلال فترة الأعياد اليهودية.

 

في أحضان العقيدة والأساطير

وقصة التهويد والتدمير  ( القدس والأقصى)، بدأت فصولها في أحضان العقيدة والأساطير، والتي تستند إليها أحلام ( 120) جماعة يهودية تشارك في مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى.. وتسري في ضمائرهم  أوهام الاعتقاد بأن «الفكرة» تلامس حدود «القداسة»، والتي تفرض أحكامها وضع التصورات النهائية لتصميم الهيكل الجديد !! وفي صيف 1990 تم إعداد مخطط هندسي أعده المهندس «مائير بن دوف» بناء على تكليف من «تيدي كوليك » رئيس بلدية القدس وقتئذ، وهو تصميم لهيكل سليمان الثالث لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى، وقامت سلطات الإحتلال بتوزيع ملصقات الهيكل على نطاق واسع، بهدف تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل »كارثة «تدمير الصرح الإسلامي المقدس، وتضمنت الملصقات تنويها بأن المسجد الأقصى بناه (الأمويون) في القرنين السابع والثامن الميلادي فوق الأثر الديني للهيكل!!

 

بناء الهيكل المزعوم

والخطوات التدريجية تتصاعد..على التوالي .. لبناء الهيكل المزعوم .. وفي خريف 2007 قامت منظمة «معهد الهيكل» بنصب شمعدان ذهبي أطلقت عليه اسم «شمعدان الهيكل» قبالة باب المغاربة بالقرب من الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك.. الشمعدان كان قد وضع سابقا في أحد شوارع البلدة القديمة في القدس،  ثم أجرت المنظمة الصهيونية إضافات عليه بتكلفة 100 ألف دولار، وقامت بنصبه على موقع ظاهر وعال يقابل المسجد الأقصى  من الغرب.. تمت صناعة الشمعدان من الذهب الخالص بوزن 45 كيلو جراما من عيار 24 قيراطا وبتكلفة 3 ملايين دولار  )بأسعار العام 2007(.. وتعترف جماعة «معهد الهيكل» بوضع «شمعدان الهيكل» بالقرب من المسجد الأقصى في خطوة عملية أخرى على طريق بناء الهيكل الثالث، وإنهم تعمدوا نصب هذا الشمعدان في موقع يحجب رؤية المسجد الأقصى وقبة الصخرة، استعدادا لنقله إلى داخل الهيكل بعد بنائه !!

 

الآثار تفند أكاذيب «جماعات الهيكل»

ولم يكن ذلك يعني شيئا آخر، غير أن الكل ـ أو غالبيتهم تحديدا ـ يريد ويتمنى ويتحرق بالرغبة واللهفة لليوم الموعود بإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى، ورغم ما يؤكده علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف» مثلا، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى، وأشار في دراسة أعدها في العام 2004 إلى عدم وجود أثر للهيكل في العصر الإسلامي، وأن الحفريات التي تمت خلال الـ 25  سنة الماضية لم تثبت وجود أي أثر للهيكل أسفل المسجد..وقال «مائير بن دوف»: إن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تحاول اقتحام الحرم القدسي، هي جماعات لا تتبع الشريعة اليهودية التي تحرم دخول المتدينين اليهود إلى ساحات الحرم !! إلا أن هذه الدراسات اليهودية والموثقة لا تلقى قبولا داخل المجتمع الإسرائيلي، وما زالت عمليات الحفر والبحث والتنقيب تتم أسفل المسجد الأقصى بهدف هدمه لإنشاء الهيكل الثالث بعد أن فشلوا في إيجاد أي بقايا تدل على وجود أي أجزاء من الهيكل الثاني تحت الأقصى.

  • وقد تم طرد عالمة الآثار البريطانية «كاثلين كينيون» من فلسطين بعد فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل الأقصى وذلك أثناء قيامها بأعمال حفريات بالقدس، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان وليس إسطبلات أصلا، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، ونشرت ما توصلت إليه في كتابها (آثار الأرض المقدسة).

 

ليس هناك ماض ينبنى عليه حاضر ومستقبل

ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل..وعلى نفس مسار نفي المزاعم اليهودية، يقول المؤرخ  البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة»: كان تقدير العلماء  في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو(منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة )، وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ، ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس، ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبني عليه حاضر ومستقبل.. وفي الأسبوع الأخير من شهر فبراير/ شباط 2010 عثر علماء آثار من سلطة الآثار في دولة الاحتلال، على نقش نادر باللغة العربية يعود إلى القرن العاشر، في مدينة القدس القديمة «الشرقية»، وبالتحديد عام 910 م، ووجد على الحجر الرخامي عبارة محفورة مكتوبة بالخط العربي الذي كان يستخدم في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام، وتشير إلى منح الخليفة العباسي «المقتدر» قطعة أرض إلى أحد أقاربه، واكتشفت النقوش خلال حفريات كان يجريها «موشيه شارون» من جامعة القدس، في الحى اليهودي بالقدس القديمة، وتم العثور أيضا على مصابيح نقشت عليها عبارات بالعربية، وقطع نقدية، وأوان زجاجية تعود إلى الحقبة الرومانية.

 

  • وكان تعليق  خبيرة الآثار اليهودية الشهيرة الدكتورة «شولاميت جيفا»  ـ أستاذ الدراسات اليهودية في جامعة تل أبيب ـ على حركة الحفريات والبحث عن الآثار في باطن القدس وأسفل المسجد الأقصى وباحاته..  قولها بالنص: (إن علم الآثار اليهودي أريد له تعسفا أن يكون أداة للحركة الصهيونية، تختلق بواسطته صلة بين التاريخ اليهودي القديم والدولة اليهودية المعاصرة )!!

 

( 120) جماعة يهودية  و14 حركة متطرفة تتنافس على المساس بالأقصى

الحقائق والمعلومات التي كشفت عنها الحفريات وعمليات التنقيب، وصلت إلى سمع الكثيرين داخل إسرائيل، ولكنها لم تصل إلى عقولهم، لأن الباحثين عن الهيكل قادرون على الغواية بلا حدود، وكان للأوهام سلطانها الغلاب على ( 120) جماعة يهودية تركز جهودها لحفر المزيد من الأنفاق والمزيد من أعمال الحفريات، وتشارك في تنفيذ مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى.. وفي منتصف السبعينيات ظهرت 14 حركة متطرفة يهودية تنافست فيما بينها للمساس بالمسجد الأقصى وباقي المقدسات الإسلامية، إلا أن حركة «أمناء جبل الهيكل» كانت هي الأقوى، والتي حظيت بدعم المسئولين الإسرائيليين، وقد توسعت تلك الحركة فيما بعد لتضم بين صفوفها أعضاء بالكنيست الإسرائيلي، وقادة من الجيش الإسرائيلي (سابقين وحاليين)، ورموز الأحزاب السياسية في إسرائيل، وتعرف الحركة حاليا باسم «ريفافا»، وكانت أبرز نجاحات تلك الجماعة هي الحصول على حيّ سكني كامل بجوار الحرم القدسي، قام ببنائه على أنقاض البيوت العربية، «أولمارت» نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق عندما كان رئيسا لبلدية القدس، وأعلن «أولمارت» حينها في عام 2000 أن بناء ذلك الحيّ وتسليمه لجماعة أمناء جبل الهيكل ليس إلا رسالة إلى العرب لتكريس سيادة إسرائيل على مدينة القدس !! وترى جماعة «ريفافا» أن ذلك الحيّ الذي حصلوا عليه بجوار الحرم القدسي هو حصان «طروادة » الذي سيمكنهم من هدم المسجد الأقصى دون معرفة الجاني المنفذ لتلك العملية، وقد بدأت جماعة «ريفافا» بعد تسلّمها تلك المساكن، في حفر شبكة جديدة من الأنفاق من داخل المنازل لتصل إلى أسفل قواعد الحرم القدسي ليمكنهم ذلك يوما ما في زرع الألغام الناسفة أسفل الحرم، وهو السيناريو الأقرب إلى الحدوث من بين السيناريوهات المختلفة للاعتداء على المسجد الأقصى.

 

  • ومن أبرز المنظمات الإرهابية الساعية لهدم الحرم القدسي : «حي في قييم »، و«جوش إيمونيوم » بقيادة الحاخام الإرهابي تسافي يهودا كوك، ومنظمة «عطيرت كوهنيم» التي تحمل على عاتقها مهمة تهويد القدس، ومنظمة «معهد بحوث الهيكل» الذي أسسها يسرائيل إربيل  في منتصف الثمانينيات، وجماعة «مؤمني الهيكل وأرض إسرائيل»، وحركة «بناء الهيكل» .. وترتبط تلك الحركات الإرهابية بعدة حركات مسيحية صهيونية في بروكلين بنيويورك، واستراليا ، والتي نجحت في تجنيد العديد من كبار رجال السياسة وعدد كبير من رجال الأعمال، وجمع مئات الملايين من الدولارات وضخها إلى الحركات الإرهابية على أرض فلسطين المحتلة لخدمة عملية محو الهوية العربية للقدس وإقامة الهيكل المزعوم وتمويل ما أسمته بـ «أوتسرهاقدوش» أو «صندوق الهيكل».. والبحث في خلفية تلك الحركات الإرهابية يؤكد حقيقة أن تلك الحركات ليست إلا اليد التي تنفذ وستنفذ بها الحكومة الإسرائيلية جرائمها، وأن عملها ليس مستقلا بأي حال من الأحوال !!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]