حصاد عام رائع للمغرب.. التأهل لكأس العالم والفوز بدوري أبطال أفريقيا
استعاد المغرب بريقه عالميا وأفريقيا في كرة القدم في 2017 حيث تأهل لنهائيات كأس العالم في روسيا العام المقبل بعد نحو عقدين من الانتظار كما فاز الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه.
وكان اخر ظهور للمغرب في كأس العالم في 1998 في فرنسا بينما فاز الوداد بلقبه السابق في دوري الأبطال في 1992. وأوقعت قرعة كأس العالم 2018 منتخب المغرب في مجموعة صعبة حيث يواجه اسبانيا بطلة العالم 2010 والبرتغال بطلة أوروبا بجانب إيران.
ويبدأ المغرب مشواره بمواجهة إيران في سان بطرسبرج يوم 15 يونيو حزيران 2018 وبعدها بخمسة أيام يلتقي مع البرتغال في موسكو.
وينهي فريق المدرب إيرفي رينار مباريات المجموعة بمواجهة اسبانيا يوم 25 يونيو.
ويشارك المغرب في نهائيات كأس العالم لخامس مرة بعد سنوات 1970 و1986 و1994 و1998.
وواجه المغرب صعوبات كبيرة في مشوار التصفيات قبل الاحتفال بالتأهل في 11 نوفمبر تشرين الثاني بفوزه المستحق على مضيفه منتخب ساحل العاج الذي كان مرشحا كبيرا للصعود. وبدأ المغرب التصفيات الافريقية المؤهلة لكأس العالم بمواجهة منتخب غينيا الاستوائية وبعد فوزه ذهابا بالمغرب بهدفين دون رد شهدت مباراة الإياب خسارة زملاء القائد المهدي بنعطية بهدف دون رد مع عرض فني باهت طالته الانتقادات.
وقرر اتحاد الكرة الانفصال عن المدرب بادو الزاكي وعين الفرنسي ايرفي رينار بدلا منه ليستكمل مشوار تصفيات كأس أمم افريقيا 2017 حيث تأهل “أسود الأطلس” لنهائيات نسخة الجابون.
وتجاوز منتخب المغرب الدور الأول ببطولة افريقيا لأول مرة منذ نسخة 2004 بتونس بالفوز 1-صفر على ساحل العاج حاملة اللقب وقتها في ختام مباريات المجموعة الثالثة.
لكنه غادر البطولة من دور الثمانية بعد خسارته بهدف دون رد أمام مصر ليعود المدرب رينار للواجهة حيث كان قريبا من مغادرة الفريق بعد أن عاش عاما صعبا مع وسائل الإعلام وبعض اللاعبين و الأنصار.
وأقنع فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، والذي انتخب خلال العام نائبا لرئيس الاتحاد الافريقي للعبة، المدرب رينار بمواصلة المشوار مشددا على أهمية تحقيق حلم التأهل لكأس العالم.
ولتأكيد هذا الإلتزام ورغم أن عقد المدرب ينص على بلوغ الدور قبل النهائي في كأس أمم افريقيا وقع المدرب الفرنسي عقدا جديدا حتى 2022.
ولعبت يد ممدودة بالسلام في أحد مقاهي أمستردام دورا حاسما في عودة المغرب المتأخرة والنجاح في بلوغ نهائيات كأس العالم.
وسافر المدرب رينار إلى هولندا في منتصف العام لمقابلة حكيم زياش لاعب الوسط الموهوب والذي قرر الابتعاد عن المنتخب الوطني بعدما استبعده المدرب الفرنسي من تشكيلة المغرب في كأس الأمم الافريقية في بداية العام.
وترك زياش، المولود في هولندا والذي يبلغ 24 عاما، بصمته على الفور في عودته إلى الفريق إذ سجل هدفين في الفوز الساحق 6-صفر على مالي في سبتمبر أيلول وهي المواجهة التي أصبحت نقطة انطلاق نحو النهائيات في روسيا.
وزياش من بين مجموعة من لاعبي الوسط الموهوبين الذين يمنحون المنتخب المغربي الكثير بجانب مبارك بوصوفة، المولود أيضا في هولندا، ويونس بلهندة الفرنسي المولد.
واعتمد المغرب بشكل كبير على مجموعة من اللاعبين الذين ولدوا لأبوين مهاجرين في بلجيكا وفرنسا وألمانيا وهولندا واسبانيا.
ونشط الاتحاد المغربي لإقناع اللاعبين الموهوبين المولودين في أوروبا بتمثيل المنتخب ولعب على الحس الوطني والولاء الأسري.
وقضى سفيان بوفال لاعب ساوثامبتون، وهو أحد أهم المهاجمين في المغرب، عاما كاملا ليقرر هل يلعب مع فرنسا أو المغرب قبل أن يقنعه رينار، الذي دربه في ليل، بالانضمام إلى منتخب “أسود الأطلس”.
واستفاد المغرب من تواضع نتائج ساحل العاج في التصفيات وكان بحاجة لنقطة واحدة في آخر مباراة في أبيدجان لكنه فاز 2-صفر على المنتخب صاحب الأرض، الذي كان يستطيع التأهل لو فاز، ليتصدر المجموعة الثالثة.
وبجانب تأهل المغرب للمونديال نجح الوداد في الفوز بلقب دوري أبطال افريقيا بعد غياب دام 25 عاما ليشارك في كأس العالم للاندية بالامارات.
وجاء الانجاز رغم أن الوداد استهل البطولة الافريقية بشكل متواضع وأنقذته ركلات الترجيح أمام مونانا الجابوني ليصعد لدور المجموعات.
وتولي المدرب الحسين عموتة قيادة الوداد في يناير كانون الثاني خلفا للفرنسي سيباستيان ديسابر وتحمل الانتقادات بسبب أسلوبه الدفاعي الذي قاد به الفريق فيما بعد لنيل اللقب القاري.
وفرض فريق عموتة في النهائي أسلوبه على الأهلي المصري، بطل افريقيا ثماني مرات وهو رقم قياسي، ليحسم اللقب بفضل دفاع قوي وهجمات مرتدة متقنة بقيادة محمد أوناجم وأشرف بنشرقي.
وحصل الوداد بطل افريقيا على المركز السادس في كأس العالم للأندية بعد خسارته في مباراتين متتاليتين أمام باتشوكا المكسيكي وأوراوا ريد دايموندز الياباني.
كما بلغ الفتح الرباطي للعام الثاني على التوالي الدور قبل النهائي لكأس الاتحاد الافريقي قبل خروجه أمام مازيمبي من الكونجو الديمقراطية الذي مضى في طريقه للاحتفاظ باللقب.
