أوكرانيا «فتيل حرب مؤجلة» بين واشنطن وموسكو
تبدو الأزمة الأوكرانية، أكثر تعقيدا، وأصبحت في الأيام الأخيرة من العام 2021 تشكل «فتيل حرب مؤجلة» بين روسيا والولايات المتحدة بدعم حلف الناتو!! الأزمة بدأت في أوكرانيا قبل 8 سنوات تقريبا ـ في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، عندما علق رئيس أوكرانيا وقتئذ «فيكتور يانوكوفيتش» الاستعدادات لتنفيذ اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وأثار القرار احتجاجات جماهيرية من مؤيدي الاتفاقية، وأدت الاحتجاجات بدورها، إلى ثورة أطاحت بالرئيس في فبراير 2014، واجتاحت الاضطرابات بعض المناطق الشرقية والجنوبية من أوكرانيا التي يقطنها غالبية من المواطنين المتحدثين بالروسية، والذين استمد يانوكوفيتش معظم دعمه منهم.
والحرب في أوكرانيا، أو الحرب في شرق أوكرانيا، هو نزاع مسلح في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، بدأت في شهر مارس/آذار عام 2014، حين خرجت مظاهرات من جانب الجماعات الموالية لروسيا والمناهضة للحكومة في مناطق دونيتسك وهانسك من أوكرانيا يطلق عليه «دونباس، في أعقاب الثورة الأوكرانية 2014 وحركة الميدان الأوروبي، وكانت هذه المظاهرات التي أعقبت ضم روسيا «شبه جزيرة القرم»، جزء من مجموعة واسعة من الاحتجاجات المتزامنة الموالية لروسيا في جنوب وشرق أوكرانيا،
- وتصاعدت الأزمة لتتحول إلى نزاع مسلح بين القوات الانفصالية لمنطقة « جمهوريات منفصلة: دونيتسك وهانسك»، والحكومة الأوكرانية.
روسيا تدعم المناطق الأوكرانية المنفصلة والمتاخمة لحدودها.. والولايات المتحدة والغرب يدعمون الحكومة المركزية الأوكرانية ـ عسكريا وماديا ـ في مواجهة روسيا. وتسود مخاوف من قيام روسيا بغزو أوكرانيا، الأمر الذي ينفيه الروس.
ويرى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف، أن تزويد أوكرانيا بالأسلحة من شأنه تصعيد الوضع شرقي البلاد. وشدد غيراسيموف على أن موسكو ستردع محاولات كييف حل أزمة دونباس بالقوة. ومن جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا مضطرة للرد بصرامة على تصرفات واشنطن والناتو، مشيرا إلى إمكانية تدهور العلاقة إلى ما يشبه أزمة الصواريخ الكوبية.
- ويبدو أن واشنطن اختارت لتحقيق هذا الهدف استخدام قفازي أوكرانيا وبولندا، وربما حلفاء آخرين لشنّ حروب على حدود روسيا، والتي ستنجرّ إليها أوروبا، فخلال الشهر الماضي، تم تصعيد 3 صراعات حول روسيا بشكل مفاجئ ومتزامن: في أرمينيا وبيلاروس والدونباس، حيث يمكن جرّ موسكو بسهولة إلى أيّ أو كلّ منها، ولم يتبق سوى نقلها إلى المستوى المطلوب وربط أوروبا بها، ثم تتعامل واشنطن مع الصين.
وتجبر الأزمة في أوكرانيا الولايات المتحدة الأمريكية على الإسراع في تنفيذ خطط استخدام هذا البلد ضد روسيا قبل فوات الأوان، طالما لم تغرق أوكرانيا بعد في الفوضى، ولا زالت قادرة على القتال مع روسيا، بحسب المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، ولهذه الغاية، خصص صندوق النقد الدولي، قبل أيام قليلة، وعلى وجه السرعة، 700 مليون دولار لأوكرانيا، على الرغم من فشل كييف في الامتثال لمتطلبات الصندوق، بما في ذلك مكافحة الفساد.
ويؤكد خبراء عسكريون في موسكو، أن روسيا ليست مهتمة بالحرب. وحتى إذا كانت روسيا ترغب في انهيار أوكرانيا، فليس على موسكو، في ظل الظروف الحالية، سوى الانتظار لا أكثر، والأوكرانيون سيفعلون كل شيء بأنفسهم..علاوة على ذلك، فليس من المفيد لروسيا أن تسمح للنظام في كييف باستخدام الصراع معه لتوحيد المجتمع ضد عدو خارجي.
كما أن موسكو تعطي إشارات واضحة بأن أي هجوم من قبل أوكرانيا على الدونباس سيعني بالتأكيد القضاء على أوكرانيا كدولة، لا سيما وأن هروب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان لم يضف كثيراً إلى ثقة كييف في إمكانية أن تخوض الولايات المتحدة حرباً مع روسيا من أجلها.
- ويرحل العام 2021 ولا يزال مناخ التوتر الساخن يخيم على منطقى الاحتكاك بين روسيا واوكرانيا.